تشكيلي سوري ينجز لوحات بانورامية ترصد أهم معارك العرب والمسلمين

TT

على مدى ربع قرن.. عكف الفنان التشكيلي السوري عاصم زكريا، على انجاز اضخم عمل فني من نوعه، وهو رصد وتجسيد وتخليد اهم معارك العرب والمسلمين في التاريخ قديماً وحديثاً، في لوحات بانورامية كبيرة، وهو مشروع يحتاج الكثير من المتابعة والاعداد والجهد والتكاليف، والعودة الى المصادر والمراجع عن هذه المعارك، بدءاً بمعركة اليرموك، وانتهاء بمعركة ميسلون، ومروراً بالمسيرة الظافرة لتوحيد الجزيرة العربية، ومعارك حطين وعين جالوت وغيرها من المعارك الحاسمة في التاريخ، والتي خاضها العرب والمسلمون دفاعاً عن رسالة الحق، وذوداً عن الأوطان، ومجابهة اطماع العدوان والمعتدين.

* بطاقة الفنان

* وقبل ان نقف على ابعاد هذه التجربة لا بد من التعريف المكثف ببطاقة هذا الفنان الذي يعتبر احد رواد الفن التشكيلي في سورية:

ـ ولد الفنان عاصم زكريا بدمشق عام 1937.

ـ عاش في بيئة فنية وادبية.

ـ تتلمذ على يد الفنان السوري الرائد سعيد تحسين في الفترة 1951 ـ 1952.

ـ نال شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة دمشق عام 1961.

ـ تابع دراسته الفنية في روما بين عامي 1962 ـ 1964.

ـ عاد الى دمشق وعمل في تدريس الفنون والتاريخ الاسلامي الى جانب المحاماة.

ـ التحق بالاكاديمية الملكية البريطانية في لندن بين عامي 1973 ـ 1974.

ـ اعماله محفوظة في متاحف عديدة، منها متحف دمشق (لوحة ميسلون ـ لوحات الثورة السورية الكبرى).

ـ شارك في نشاطات فنية في روما وفلورنسا ومدريد والمغرب العربي، واستامبول والقاهرة وصنعاء.

ـ اقام معرضاً في صالة كريستيز للمزادات العالمية في لندن.

ـ امضى عدة سنوات في المملكة العربية السعودية ورسم مجموعة لوحات عن ملحمة توحيد المملكة التي قادها المغفور له الملك عبد العزيز، كما رسم لوحات (بورتريه) لملوك وامراء الأسرة الكريمة ولطرز البناء في مكة المكرمة وجدة، وغير ذلك من وجوه النهضة الحضارية الشاملة في المملكة.

ـ له خبرة كبيرة بترميم اللوحات الزيتية القديمة، وقد قام بترميم عدد من اللوحات، خاصة اللوحات القديمة لرائد الفن التشكيلي الأول في سورية توفيق طارق.

ـ عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب ونقابة الفنون الجميلة في دمشق.

* بانوراما معارك التاريخ

* في مرسمه بحي المزرعة بدمشق التقيناه لنقف منه على تفاصيل هذا المشروع الفني الضخم الذي انتهى اخيراً من انجازه فقال: أنا لا اعتبر الفن، ترفاً، بل هو مهمة انسانية نبيلة يجب ان يضعها الفنان في خدمة المبادئ والمثل والقضايا الكبيرة والمهمة، ومن هذا المنطلق اردت ان احقق هذا المشروع وهو رصد اهم معارك العرب والمسلمين في التاريخ، ولما كان رسم مثل هذه المعارك يحتاج الى تفاصيل كثيرة، فقد قررت ان تكون اللوحات بانورامية، اي على مساحات وابعاد واسعة، بحيث يوحي الحجم بعظمة واهمية هذه المعارك، وقد تطلب مني هذا المشروع الرجوع الى عدد كبير من المراجع التاريخية والجغرافية، فقضيت قرابة خمس سنوات مثلاً في تتبع احداث وتفاصيل معركة اليرموك بين المسلمين والرومان قبل ان اقوم برسمها.

* لماذا اخترت معارك التاريخ بالذات، دون بقية المظاهر الحياتية في هذا التاريخ؟

ـ منذ ان ظهرت دعوة الحق في الجزيرة العربية والتي نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، تعرض اصحابها للهجمات المضادة من الاعداء والمشركين وكان لا بد من المجابهة بجميع الوسائل ومنها الوسائل العسكرية، فكانت معارك صدر الاسلام، ومن بعدها المعارك الكبرى مع الروم والفرس، ثم معارك الفتح لنشر رسالة الحق من اقاصي الصين الى الاندلس، ثم جاءت المعارك التالية مثل معركة حطين وغيرها وصولاً الى معارك التاريخ الحديث ضد المعتدين والمستعمرين. وقد كتب الله النصر للعرب والمسلمين في اكثر هذه المعارك ولهذا اردت رصدها في هذه اللوحات البانورامية التي يمكن ان تعرض في المتاحف.. أما اهتمامي بموضوع توحيد الجزيرة العربية، فلأنها أول عملية توحيد عربية في التاريخ الحديث.

* هناك محاولات اخرى مماثلة لدى بعض الفنانين العرب، ما الفرق بين مشروعك واللوحات السابقة أو اللاحقة؟

ـ احداث وملاحم التاريخ مفتوحة امام الجميع، وكل فنان يمكن ان يرصدها بطريقته الخاصة، وقد حاولت ان انجز مشروعي هذا بالرجوع الى المصادر والمعلومات الموثقة حتى لا اتأثر بتجارب الاخرين، وحتى اعطي هذا الموضوع نوعاً من التفرد في المحاولة والرصد والتنفيذ، مع الاشارة الى ان هناك اعمالاً مهمة في هذا المجال لبعض الفنانين التشكيليين، واشير بصورة خاصة الى اللوحة الرائعة التي انجزها رائدنا التشكيلي الأول في سورية الفنان الراحل توفيق طارق عن معركة حطين.

* هل تفرغت بشكل نهائي وكامل لهذا المشروع خلال ربع قرن؟

ـ كان المشروع يأخذ مني الكثير من وقتي، ولكني الى جانب هذا المشروع انجزت لوحات عديدة في مختلف المواضيع، خاصة اللوحات المستوحاة من البلدان التي زرتها، وكانت اغنى هذه التجارب زيارتي للمملكة العربية السعودية حيث رصدت الكثير من جوانب الحياة والنهوض فيها، كما استلهمت من تاريخ المملكة خلال مائة عام لوحات ملحمة التوحيد التي حققها الملك المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز.

* هل انت الآن في استراحة المحارب؟

ـ الطموح لا يفسح مجالاً للراحة، وبين يدي الآن اكثر من مشروع اخطط لتنفيذه.