مسلسلات منتهية الصلاحية

عبد الله القبيع

TT

* المتابع للقنوات الفضائية العربية هذه الايام لا بد ان يلفت انتباهه هذا السباق المحموم في عرض الاعمال الرمضانية السابقة وكأنها تعرض لاول مرة.

«الحاج متولي» و«للعدالة وجوه اخرى» و«جرح الزمن» و«طاش ما طاش» ناهيك عن المسلسلات السورية من «عائلة 8 نجوم» الى «ابن الوهاج» واصدقائه من «كواسر» و«حوافر» و«مرايا» تتنافس في اللهاث على الفضائيات من دبي الى الرباط. هل المطلوب من الفضائيات «المناوبة» التي تفتح 24 ساعة يوميا ان تعرض هذه المسلسلات قبل انتهاء صلاحيتها، ام ان هذا تمرين وتدريب لرمضان المقبل بعد اسابيع؟ وحتى تنام قريرة العين في دواليب الارشيف.

الملاحظ انه بدأت تطفو على السطح اخبار «التخمة» الرمضانية من المسلسلات التي تتنافس على عرضها المحطات الارضية والفضائية التي سنشاهدها في شهر «تسلسل» الشياطين.

لا نريد ان نكرر التساؤل الممل: لماذا عرض هذا الكم الرهيب في رمضان، ولكننا نتساءل ببراءة: ماذا لو كان التنافس على مدى العام؟.

حتما ستظهر الحقيقة ولن يتحول المشاهد الى كائن سياسي فقط يتابع الاخبار من كوريا الشمالية الى العراق، بل سيتحول الى كائن «تمثيلي» ايضاً.

في الحقيقة هي راحة بال واجازة من «شياطين» الفيديو كليب ومذيعات «النصف كم» ولكن يظل هذا الرمضان مظلوماً، ونخاف على عقولنا من الانفجار من هذه التخمة المسلسلاتية.

* دنيا ليلى الحديدية والوجه الآخر لمعتز

* على الرغم من محاولات ليلى الشيخلي الجادة للخروج من معطف السياسة ولاعطاء صورة مغايرة عن ماضيها كمذيعة حديدية كانت تنام وتصحو على التعاطي السياسي الا انها من وجهة نظري استطاعت ان تحقق لنفسها حضوراً جماهيرياً بالامكانيات التي وفرتها لها قناة ابوظبي في برنامج «دنيا». ليلى الحديدية اصبحت رقيقة بعد ان تركت هموم السياسة لزوجها، تضحك وتعزف الموسيقى وتلاعب القرود في نوعية من البرامج التي من الصعب ان تنافس صرعات الاغاني او صياح الديكة في القنوات الاخرى.

في المقابل اطل علينا معتز الدمرداش بلحمه وشحمه وخفة دمه ببرنامج جديد يبث على MBC بعيداً عن السياسة قريباً من الناس البسطاء.

معتز هو الآخر طلق السياسة بالثلاثة على الرغم من نجاحه وتألقه كمذيع اخباري سابق ولكننا لا نريد ان نحكم على دوره الان، ولكني متأكد من نجاحه لان هذا وجهه الحقيقي لا الوجه الآخر، فهو فنان تربى في حضن عائلة فنية محترمة، وقادر على اتقان الدور، فقط يحتاج الى فرصة ليقدم وجهه الحقيقي: «ابن العائلة الفنية».

* الحرب ضد آمال ماهر

* الى اين وصلت الاغنية المصرية؟

سؤال قد يكون محيراً والدليل ما حصل للفنانة المصرية امال ماهر. لماذا؟ لان هذه الفنانة التي بدأت تُحارب على كل الاصعدة من قبل بني وطنها وكان من الممكن ان تكون نموذجاً جميلاً للفن الراقي في زمن «الهوجة».

امال ماهر فنانة من طراز خاص ولكن تفاقم المشاكل عليها من كل حدب وصوب جعلها تلجأ للاغنية الخليجية فكان هناك «بن عبود» الذي قدمها الى الساحة وتلا ذلك العمل الذهبي لدكتور الموسيقى عبد الرب ادريس من كلمات الامير خالد الفيصل.

الاخبار والشائعات التي طالت هذه الفنانة المميزة اثرت على مسيرتها واصبحت مشتتة بين نار من يريد احتكارها بالزواج او الغاءها من خارطة الاغنية المصرية. كفنانة من الممكن ان تساهم في اضفاء بعض الحياء على الأغنية الحالية.

ولكن يبدو ان الفنانة تحارب طواحين الهواء، فهروبها من الاحتكار «الزواجي» ولجوؤها الى حنايا الشعر الخليجي لن يدعاها تنعم بالنجومية التي تطمح اليها في وطنها. هناك بارقة امل في ان يدعمها الطيبون الذين يخافون على هذا الصوت الذهبي من الضياع. نحن معها لانها تحتاج الى وقفة صادقة لانها عنوان للفن الصادق الذي ما زالنا نبحث عنه في زمن تسلل فيه شيطان الفيديو كليب من رؤوسنا الى اخمص قدمينا.