زحمة أفلام

TT

* الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد ازدحاما كبيرا بين الأفلام المنتمية الى الفئة «أ»، اي الى تلك الإنتاجات الكبيرة والمنتظرة. هوليوود لديها الكثير من الأفلام التي تريد عرضها في الفترة الممتدة من نهاية هذا الشهر ومطلع العام المقبل. وهي أفلام على نوعين، واحد يصلح لموسم الجوائز السنوية (غولدن غلوب، الأوسكار، الجوائز النقدية المختلفة) ونوع يصلح لموسم الكريسماس والأعياد. من أفلام النوع الأول «الساعات» الذي تتصدى لبطولته ثلاث ممثلات رائعات كل في دورها المنفصل عن الأخرى: جوليان مور، ميريل ستريب ونيكول كدمان.

جوليان مور تنافس ميريل ستريب في الفيلم اللاحق مباشرة «بعيدا عن السماء». بينما نشاهد ميريل ستريب مرة أخرى في «الاقتباس» ونيكول كدمان نشاهدها في «الجبل البارد» (انتهت من تصويره قبل أسابيع قليلة). توم هانكس نشاهده في «اقبض علي اذا استطعت» وهو ذات الفيلم الذي يقوم ببطولته ايضا ليوناردو دي كابريو الذي سنراه ايضا في «عصابات نيويورك».

في النوع الثاني، هناك «سيد الخواتم 2 ـ البرجان» لبيتر جاكسون. في العام الماضي شاهدنا الجزء الأول من ثلاثية ضخمة لم تكن كلها ترفيها، بل حملت قيما مختلفا وعناصر فنية بذات حجم الإنتاج. ينافس «سيد الخواتم 2» «هاري بوتر 2 ـ غرفة الأسرار» وكلاهما كانا قد تنافسا في العام الماضي ايضا وحققا عالميا نتائج متقاربة جدا.

ايضا على كوكب الأرض من الأفلام الكبيرة فيلما مغامرات «كوكب الكنز» و«مت في يوم آخر». هذا الأخير هو فيلم جديد للجاسوس الذي لا يشيخ ولا يتعب وينقذ العالم من محن لا نهاية لها.

* دي كابريو ضد دي كابريو

* في الأساس كان مبرمجا أن ينازل ليوناردو دي كابريو نفسه في انتاجين معا. انه بطل «عصابات نيويورك» لمارتن سكورسيزي وشريك في بطولة «اقبض عليّ ان كنت قادرا» لستيفن سبيلبرغ. ليس عن قصد، بل لمجرد أن كل فيلم ينتمي لشركة وكل شركة حددت يوم الكريسماس (25/12) لافتتاح فيلمها. الشركة الأولى ميراماكس وفيلمها «عصابات نيويورك» هو أضخم انتاج لها (في جوار الـ130 مليون دولار) حتى الآن، وهي الشركة التي اعتادت على انتاج 15 فيلما بهذا المبلغ. لا تستطيع مع هذه المخاطرة أن تتحمل منافسة أحد حتى ولو كان فيلما آخر من بطولة الممثل الذي قبض 20 مليون دولار منها لتحقيق هذا الفيلم.

الثانية هي دريمووركس، معقل ستيفن سبيلبرغ الذي أخرج «اقبض علي أن كنت قادرا» بنفسه. في سياسة الشركة أن فيلمها لديه حظ أقوى من فيلم مارتن سكورسيزي لسببين: الأول أنه لا يخلو من ليوناردو والثاني أنه يضيف فوقه توم هانكس. واذا ما أضيفت حقيقة أن الشائع هو أن مارتن سكورسيزي يصنع أفلامه للمثقفين أكثر من الجمهور العام وأن سبيلبرغ يصنعها للجمهور العام أكثر مما يصنعها للمثقفين، تفهم لماذا رفضت دريمووركس التنازل عن حجزها يوم الكريسماس لفيلمها. هذا من دون القول ان دريمووركس، سبيلبرغ او شركاه، كانوا مرتاحين لمواجهة من هذا النوع.

هذا ما دفع ميراماكس لتغيير موعد عرض «عصابات نيويورك» أسبوعين الى الأمام. لكن هذا لن يعفيها من مخاطر أخرى: في السادس من الشهر هناك «حلل ذلك»، الجزء الثاني من الكوميديا السخيفة «حلل هذا» بطولة روبرت دي نيرو وبيلي كريستال (وورنر). ايضا هناك الجزء الثامن من «ستار ترك» (باراماونت). في الثامن عشر يأتي دور «سيد الخواتم» ما يعكس الوضع الصعب لفيلم مارتن سكورسيزي. لكن «عصابات نيويورك» لا يستطيع الانتقال الى العام المقبل مثلا، لأنه يبغي الترشيح لجملة اوسكارات وغولدن غلوبس وللترشيح لها عليه أن يجد عرضا في سماء هذا العام.