البرامج التلفزيونية المختزلة.. بربع فستان!!

فاطمة بري بدير*

TT

حتى تكوني مقدمة برامج تلفزيونية ناجحة، او جذابة، عليك ان تتخلصي شيئا فشيئا من ثيابك وما يغطي جسدك! قد تكون هذه هي النصيحة ـ الشعار التي قدمها تلفزيون «المستقبل» من خلال حلقته الاولى «موعود» التي قامت بتقديمها المذيعة العائدة بعد فترة غياب شهناز عبد الله.

وبعيدا عمّن كان يوافق او يعترض على مسألة لباس مقدّمات البرامج، وما هي الحدود المسموحة، من حق المشاهد ان يسأل عن الهدف الذي تسعى اليه قناة اعلامية ما، او مذيعة ما.. من خلال ظهورها بربع فستان يكشف أكثر مما يستر؟ وهل خلت الوسائل وعوامل جذب المشاهدين إلا من هذه الوسيلة المؤثرة على المستوى المعنوي والاخلاقي؟

انها لمشكلة كبيرة جدا، ان يكون تأثرنا بالنموذج الغربي، قد وصل حتى هذا الصميم، الداعي الى التخلّي عن كل موروثاتنا التراثية، حتى ما يتعلق منها بأبسط الاشياء، المظهر واللباس والشكل، فمن الذي قال وعمّم مثلا ان السواري على النمط الغربي هو أجمل من العباءة الشرقية المطرّزة ذات الطابع التراثي والفلكلور الاصيل؟

وقد تتملك المشاهد حيرة واسعة، وهو يتساءل هل ما يشاهده برنامج حواري ام استعراضي؟

اما النقطة الثانية فهي تعبّر عن قمة الافلاس في طريقة الوصول الى جمهور المتلقّي.. فإن لم تسعف الثقافة، البديهة، ولا ذكاء الأداء، فهل تُرى الطلّة البهيّة التي تقوم على الماكياج وعرض الجسد والقوام ولباس السهرة، ستنفع وتجعل المادة المقدّمة اكثر قوة واتقانا وحبكة؟! انها واحدة من كثيرات، من هفوات الاعلام اللبناني، الذي للأسف قد تسعى بعض الفضائيات العربية الى تقليده، وهنا نقع في المشكلة الثانية: كم نريد ان يقلدنا الآخرون في ثقافتنا، في فكرنا، في اصالتنا وفي ذكائنا، وليس أبدا في ماكياجنا ولا شعرنا المسترسل ولا فساتيننا المختزلة التي قد تستحي بعض النساء من ارتدائها في امكنة ما؟!

* من أسرة تلفزيون «المنار»