الفرقة الموسيقية.. السعودية

عبد الله القبيع

TT

* الذين يتابعون حفلات الفنانين السعوديين خاصة محمد عبده وعبد الرب ادريس وراشد الماجد وعبد الله رشاد وعبد المجيد عبد الله وعبادي الجوهر وغيرهم لا بد انهم لاحظوا غياب العنصر السعودي في الفرق الموسيقية المصاحبة لهم طبعاً الا ما ندر يتمثل ذلك في ضباط الايقاع وخاصة عمر البركاتي ومجموعة الايقاعيين الذين يصاحبون فنان العرب محمد عبده في حله وترحاله.

نتساءل كما يتساءل غيرنا من المهتمين بالأغنية السعودية عن هذا النقص الرهيب وعدم وجود عناصر سعودية قادرة على العزف سواء على آلة القانون بعد ان هجرها مدني عبادي او آلات الكمان والناي والعود.

نتساءل ايضاً عن البديل لفرقة الاذاعة والتلفزيون التي كانت من أهم الفرق الموسيقية ولا ننسى في هذا المجال قائدها المحترف سامي احسان «البوابة الذهبية للأصوات العربية» وعبده مزيد وعبد الرحمن باحمدين وغيرهم من الذين خرجوا الى المجهول.

نتساءل ايضاً ألا يوجد خليفة لعازف الناي تواب عبيد او من يحل مكان عازفي الكمان.

اوجه سؤالي الى جمعية الثقافة والفنون عن هذا الغياب لأنها اذا ارادت فانها قادرة على تأهيل كوادر سعودية وهناك مواهب تحتاج الى عناية وصقل وتدريب.

لا أظن ان الموسيقى بايقاعاتها ومقاماتها كيمياء صعبة لا تفهمها الا فئة واحدة فقط ولكن بالممارسة والتدريس والمثابرة نستطيع ان نؤسس اكثر من فرقة ولو اضطررنا الى ابتعاث الموهوبين لتعلم الموسيقى في أفضل المدارس.

اذا كان الفنان سعودياً والمقامات والايقاعات سعودية فلماذا إذاً لا نشاهد من يعزف ذلك ولماذا تظل عقدة الخبير الأجنبي دائماً الشماعة التي نعلق عليها بعض خيباتنا؟

الفلكلور السعودي ثري والموهوبون يستطيعون ان يتعاملوا مع هذا الموروث لأنهم أبناء البيئة. اما اتهام الشباب بالكسل او الدلع او انهم يبحثون عن سراب المديرين فهذا زمن انتهى.

لو ان جمعية الثقافة والفنون فتحت الباب لوجدنا ان كل الذين يهمهم المصلحة هبوا لمساعدتها.

هناك الدكتور عبد الرب ادريس الذي أفنى عمره في دراسة الموسيقى وتخرج على يديه موسيقيون كويتيون وأصوات عربية وهناك سراج عمر صاحب الامكانات الكبيرة في مجاله وهناك الملحن محمد المغيص وهناك محمد شفيق وسامي احسان والعميد طارق عبد الحكيم وآخرون لا تحضرني اسماؤهم الآن عندهم الاستعداد للتدريس والمساهمة. لا نريد ضباط إيقاع بل نريد جنودا في الموسيقى.

أتمنى ان نشاهد فرقاً موسيقية سعودية تجلس خلف محمد عبده كما يفعل كاظم الساهر وكما يفعل عبد الوهاب الدكالي. وكما يفعل الفنانون المصريون ايضاً.