إيمان: لا يوجد في مصر مطربون كبار ولا سينما

الممثلة المصرية العائدة قالت إنها لم تشاهد أفلاما للجيل الجديد ولكنها سمعت عن منى زكي وهنيدي

TT

إيمان، واحدة من فنانات الزمن الجميل، ظهرت وتركت بصمة خاصة جداً في ذاكرة السينما المصرية رغم الأفلام القليلة التي شاركت فيها وقامت ببطولتها والتي لا يتجاوز عددها 11 فيلما سينمائيا، واستطاعت رغم مشوارها القصير مع التمثيل والذي بدأ في عام 1954 وانتهى عام 1962 أن تحفر اسمها وسط نجمات جيلها. وقد وقع عليها الاختيار من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ26 لتكريمها فحضرت لمصر لمدة ثلاثة أيام فقط، وكان لـ«الشرق الأوسط» هذا اللقاء معها:

ـ لم أكن أتوقع أن يعرفني الشباب ولكني فوجئت بهم يسلمون علي وهم ينادونني في المطار والفندق الذي أقمت فيه.

وبمجرد وصولي الى القاهرة تركت الحقائب ورحت أتجول في الشوارع القديمة والأهرامات والميادين، خاصة تلك التي لي معها ذكريات وأشياء أعتز بها، والحدائق والأماكن التي كنا نقوم بتصوير الأفلام فيها.

ولكنني وجدت كل شيء قد تغير، المنازل والحدائق فقدت طابعها القديم وتبدل حالها. حتى مدينة الاسماعيلية التي ولدت فيها وقضيت أجمل أيام طفولتي وشبابي بها لم أجد فيها شيء مما كان. وأضافت: لا أنكر أن هناك ميادين وحدائق استحدثت وغلب عليها الطابع الحديث، ولكن الطراز القديم كان له مذاق ورائحة أجمل بكثير، كما أن الزحام الشديد أفقد القاهرة الهدوء الذي كانت تتمتع به. فالناس يتحدثون بأصوات عالية جداً، وهناك ضجيج رهيب في الشوارع، وأعتقد أن غيابي الطويل عن مصر جعلني أحتفظ بصورتها القديمة في ذهني، فأنا لم أحضر إلى مصر سوى ثلاث مرات فقط، ولم تكن كل مرة تتجاوز الأيام القليلة، وكان ذلك منذ 20 عاماً حيث كانت آخر مرة حضرت فيها لمصر عام 1981.

وعن علاقتها بالفنانين المصريين من أبناء جيلها قالت: لم تنقطع صلتي بهم فقد كنا على اتصال دائم، وإلى جانب هذا فقد حرصت على لقاء كل من يأتي منهم لزيارة ألمانيا. ولكن منذ انتقالي للاقامة في فيينا منذ ثمانية أعوام لم تعد هناك أي اتصالات إلا في حدود ضيقة جداً، وعند مجيئي إلى مصر هذه المرة كان أول صوت أسمعه هو صوت مديحة يسري. بعدها حادثت أحمد رمزي وفاتن حمامة ونادية لطفي ومريم فخر الدين والتقيت بعمر الحريري وليلى فوزي ورحنا نتذكر ونستعيد أيام العمر الجميلة جداً. وأكثر ما أحزنني هو رحيل عدد كبير من الزملاء فلم أكن أعرف شيئاً عن وفاة أحمد مظهر أو محرم فؤاد وحزنت كثيراً عليهم.

وعن مدى متابعتها للحياة الفنية في مصر قالت: أسمع أسماء النجوم الشباب والأفلام من العرب الذين يترددون على فيينا. وكثيراً ما كنت أجد معهم شرائط فيديو، فكنت أستعيرها لمشاهدتها وكان يعجبني بعضها، فالموضوعات ضعيفة والأفكار ليست جديدة والمخرجون أيضاً ليسوا بنفس مستوى بركات وحلمي حليم وحلمي رفلة وصلاح أبو سيف وغيرهم من العظماء الذين كانوا في عصرنا.

ولكن لفت نظري نور الشريف وأحمد زكي ومحمود ياسين وحسين فهمي وعادل امام وغيرهم، ومن الفنانات نجلاء فتحي وميرفت أمين ونبيلة عبيد. ولم أشاهد أفلام الجيل الجديد ولكني سمعت عن وجود نجوم مثل محمد هنيدي ومنى زكي وحنان ترك لكن الحقيقة لم أر أغلب أفلامهم.

أما عن رأيها في الغناء ونجوم الطرب الآن فقالت: لا يوجد في مصر مطربون كبار مثل فريد وعبد الحليم وام كلثوم ومحمد فوزي وأمثال هؤلاء العظماء، فرغم وجود جيل جديد ويأتي للغناء في أوروبا للجاليات المصرية والعربية، لكن بصراحة أنا لا أستطيع أن أسمعهم اطلاقاً لأنني بنت جيل يعرف قيمة الفن الأصيل.

وعن ذكرياتها مع عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش قالت: أول مرة كنت أمثل فيها كانت مع فريد في فيلم «عهد الهوى»، وكنت صغيرة جدا في السن، وكنت قبلها مثل كل البنات أحب أغنياته وأتمنى رؤيته والحديث معه، ولكن بمجرد وقوفي أمامه شعرت برهبة وخوف شديدين، ولكنه أزال من داخلي الخوف وأصبحنا أصدقاء حتى آخر أيام حياته.

أما عبد الحليم حافظ فقد كانت أول مرة أبكي فيها بعد سفري لألمانيا عندما عرفت بخبر وفاته. كان انساناً عظيماً وقلبه كبيراً وفنانا حقيقيا، وحتى اليوم أجلس لأسمع أغنية «أنا لك على طول» التي غناها لي في فيلم «أيام وليالي». لقد كنت أواظب على زيارته عندما كان يأتي للعلاج في ألمانيا.

وعن قرار اعتزالها للفن رغم عشقها الشديد له قالت: نشأت منذ طفولتي على مبدأ ثابت وهو أن المرأة مهما كانت مشهورة أو عظيمة فنهايتها في بيتها ومع زوجها وأنه لا بد لها من الاستقرار مع رجل تحبه وتعطيه كل عمرها. كانت أمي وكل نساء العائلة يرددن ذلك فتولدت بداخلي قناعة بأن النجومية والفن لا يمكن أن يدوما العمر كله. وأذكر أن معرفتي بزوجي ماكس شليرت كانت مجرد علاقة صداقة عادية في البداية تحولت لاقتناع كامل بأنه الرجل الذي أريد أن أقضي معه حياتي، فهو انسان مثقف ومتحضر وترك لي الحرية الكاملة في قراراتي ووجدت أنه من واجبي أن أكون بجواره في بلده ألمانيا ولم يطلب مني الاعتزال كما ردد البعض وقتها. وبعد سفري جاءتني عروض كثيرة للعودة الى التمثيل ولكن كان قراري نهائياً. وأذكر أنه منذ 30 عاماً كان عمر الشريف في ألمانيا وصرح في الصحف أنني ممثلة كبيرة في مصر، فجاءتني بعض العروض ولكني رفضت فقد أنجبت 3 أبناء كانوا في حاجة لوجودي بجانبهم. والآن أعيش حياة رائعة وسط أولادي وأحفادي وزوجي.

وعن تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 26 قالت: عندما أبلغوني بالتكريم شعرت بسعادة قوية جداً ووجدت ذكرياتي القديمة تلاحقني لدرجة أنني وجدت الدموع تنهمر من عيني، وظللت أتحدث كل يوم مع الأستاذ شريف شوباشي رئيس المهرجان للتأكد من موعد المهرجان والفندق الذي سأقيم فيه وترتيبات الزيارة التي كنت أتمنى أن تطول أكثر من ذلك، ولكن ظروفي وظروف زوجي والعمل هناك بالنسبة له لا تسمح بأكثر من هذا. وأعترف أنني كنت خائفة من مجيئي لمصر لأنني كنت أخشى ألا يتذكرني أحد بعد مرور 40 عاما.

* إيمان 7 سنوات تمثيل

* احدى الممثلات المصريات في فترة الخمسينات. ولدت في مدينة الاسماعيلية وظهرت مواهبها كممثلة حينما اختيرت في عام 1954 لتشارك فريد الأطرش بطولة فيلم «عهد الهوى». لم يستمر مشوارها مع التمثيل أكثر من 7 أعوام تزوجت بعدها من المهندس الألماني ماكس شليرت واعتزلت السينما عام 1962. اسمها الحقيقي ليلى ياسين ولكنها اختارت اسم ايمان لوجود نجمات كثيرات وقتها كن يحملن اسم ليلى مراد، وليلى فوزي. ومثلت للسينما 11 فيلما هي:

«عهد الهوى» عام 1954، «أيام وليالي» عام 1955، «قصة حبي» عام 1955، «صوت من الماضي» عام 1956، «علموني الحب» عام 1957، «أنا بريئة» عام 1959، «قلبي في الظلام» عام 1960، «تحت سماء المدينة» عام 1960، «لحن السعادة» عام 1960، «حياة وأمل» عام 1961، «مخلب القط» عام 1961.