نور الشريف : العطار ليس اعتذاراً عن الحاج متولي

سأعلن «الغضب» بعد عيد الفطر مباشرة وعمرو بن العاص هدفي القادم

TT

هذا العام يطل علينا الحاج صالح العطار الشهير بالحاج متولي سابقاً حيث يرتدي نور الشريف معطف العطار ليحكي لنا قصته مع بناته السبع وبخاصة بعد كل الضجة التي صاحبت تصوير المسلسل وكان آخرها انسحاب رانيا يوسف من المسلسل بعد تصوير جزء كبير من دورها. «الشرق الأوسط» التقت صالح العطار الشهير بنور الشريف الذي بدأ حديثه قائلاً البعض يظن أن مسلسل العطار والسبع بنات هو اعتذار مني عن زيجات الحاج متولي في العام الماضي ولكن هذا غير حقيقي، فالعطار يناقش قضية طالما استحوذت على تفكيري ألا وهي علاقة زوج الأم بأبناء زوجته حيث ساهمت الدراما العربية في تكريس انطباع ان هذه الشخصية دائماً قاسية وغير سوية مع أنها ليست قاعدة ثابتة فهناك أبناء كثيرون تربوا على يد زوج الأم الذي كان لهم بمثابة الأب الحقيقي. وعندما عرض على السيناريست مصطفى محرم مسلسل «العطار والسبع بنات» تحمست جداً له لأنه يناقش هذه القضية ويحاول تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة من خلال شخصية صالح العطار الذي ينجب أربع بنات ويتزوج من امرأة أخرى تكون قد أنجبت ثلاث بنات من زوجها السابق فيعاملهن معاملة طيبة، ولا يفرق بينهن وبين بناته اللاتي من صلبه.

والقضية الثانية التي يطرحها المسلسل غضب بعض الناس من انجاب البنات وتفضيل الذكور عليهن وهو أمر شائع جداً في المجتمعات العربية بأكملها وليس في مصر وحدها رغم دخولنا الألفية الثالثة مع أن البنت قد تكون أفضل من الولد في كثير من الأحيان اذا أحسنت الأسرة تربيتها ومن خلال المشكلات المختلفة التي تواجه بنات العطار وتدخله لحلها والتعامل معها بحكمة نحاول أن نؤكد على هذه الحقيقية وأنا متحمس جداً للبنات خاصة أن ذريتي من البنات.

ويواصل نور الشريف حديثه قائلاً: البعض فسر أن قصة المسلسل اعتذار رسمي للنساء وبخاصة انني أدافع فيه عن البنات ولكن أقول لمن رددوا هذا الكلام أنني لم أندم على أي عمل قدمته طوال مشواري الفني لأنني لا أقدم أي عمل دون دراسة كافية له.

وفي مسلسل الحاج متولي لم ادع الى تعدد الزوجات كما روج البعض ولكنني حملت وجهة نظر بعض الرجال الذين يملكون المال والقدرة على العدل بين زوجاتهم فأيهما أفضل أن يكون رجلاً فاسداً أم زوجا لأكثر من زوجة.

وبالفعل اقتنعت العديد من السيدات بوجهة نظري بل ان أغلبهن أعجب بشخصية الحاج متولي وطريقة معاملته للنساء وأنا أحترم المرأة جداً ولا يمكن أن اسيء إليها في أعمالي.

وحول حرصه على استمرار نفس فريق عمل «عائلة الحاج متولي» في مسلسل «العطار والسبع بنات».

قال: أنا بطبيعتي أرفض مبدأ الشللية في الوسط الفني ولذلك تجدني تعاونت مع عدد كبير من المؤلفين والمخرجين وأيضاً الممثلين لأن ذلك يعطي الفنان قدرة على التنويع في أدواره والصورة التي يظهر بها أمام الجمهور واستمرار تعاوني مع مجموعة العمل التي شاركتني الحاج متولي لم يأت عن عمد بل لعبت الصدفة وحدها الدور الأكبر في ذلك فعندما أعجبتني فكرة المسلسل التي كتبها مصطفى محرم تم ترشيح محمد النقلي لاخراج العمل وكلاهما فنانان متميزان في عملهما ويسعدني التعاون معهما خاصة في الأعمال التي يكون لها بعد اجتماعي أما بالنسبة للممثلين فلست المسؤول الوحيد عن اختيارهم لأن ذلك دور المخرج وجهة الانتاج ولكن ذلك لا يمنع من قيامي بترشيح بعض الممثلين والذين أراهم مناسبين لتجسيد بعض الأدوار خاصة من الشباب أو الوجوه الجديدة لأنني أتابع بانتظام طلبة وطالبات معهد الفنون المسرحية وأحاول جاهداً منح الموهوبين منهم فرصة الظهور في المسلسلات التي أقوم ببطولتها وفي حالة تعارض وجهة نظري في الترشيحات مع رأي المخرج تكون الكلمة الأخيرة له لأنه في النهاية سيكون المسؤول الأول عن العمل.

وعن سبب ابتعاده عن الأعمال الدينية في الفترة الأخيرة قال نور الشريف: تجسيد الشخصيات الدينية والتاريخية يختلف تماماً عن الأدوار الأخرى فهي تحتاج الى بذل مجهود ضخم في دراسة الشخصية والظروف التاريخية التي عاشت خلالها وبالتالي تحتاج الى وقت كبير للاعداد لها حتى تخرج بالشكل اللائق وأنا أجد نفسي في هذه النوعية من الأعمال خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «عمر بن عبد العزيز» و«هارون الرشيد» وهو ما دفعني للبحث عن شخصيات أخرى أقدمها للشاشة الصغيرة ولهذا اخترت شخصية «عمرو بن العاص» ليكون بطل عملي الديني القادم وبدأت في الاعداد لهذا المسلسل منذ عام تقريباً وانتهينا من كتابة جزء كبير من الأحداث وعكفت خلال الشهور السابقة على قراءة تاريخه وقصة دخوله الاسلام والحروب التي خاضها لنشر الدين الاسلامي والفتوحات التي قام بها خاصة فتح مصر وغيرها من الأحداث الهامة في حياته وذلك استعداداً لهذا العمل الضخم الذي أتوقع له نجاحاً لا يقل عن نجاح مسلسل «عمر بن عبد العزيز».

وسوف أعمل جاهداً على الانتهاء منه قبل رمضان القادم ليكون جاهزاً للعرض خلال الشهر الكريم لأنني أتفاءل بعرض الأعمال الدينية خلال رمضان.

وماذا عن فيلم الغضب مع يوسف شاهين؟

عقدنا جلسات عمل متعددة مع المخرج الكبير يوسف شاهين ومجموعة العمل، وتقرر بدء التصوير بعد عيد الفطر مباشرة بعد أن أصبح العمل جاهزاً وتم اختيار أماكن التصوير، والفيلم سيرة ذاتية للمخرج الكبير وأقوم فيه بتجسيد شخصيته، ومن خلال الأحداث نلقي الضوء على علاقته بأميركا وكيف بدأت بالحب والانبهار وانتهت بالغضب خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي أظهرت الوجه القبيح لأميركا بسعيها للسيطرة على العالم ومساعدة اسرائيل في استمرار اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، والأحداث تدور في اطار درامي بعيد عن السرد أو الخطب المباشرة.

بمجرد الانتهاء من تصوير فيلم «الغضب» سأبدأ فوراً في تصوير فيلم «الطير المسافر» الذي أخوض من خلاله تجربتي الثانية في الاخراج السينمائي وأتمنى أن ينال النجاح المطلوب.

كما قررت العودة من جديد الى مجال الانتاج السينمائى من خلال فيلم «قوم يامصري» الذي يناقش قضية الأسرى المصريين في حرب 1967 وما تعرضوا له من مذابح على أيدي القوات الاسرائيلية واستعنت بالمؤلف عبد الرحمن محسن لكتابة سيناريو الفيلم الذي انتهى الاعداد له وسأشارك فيه بالتمثيل والانتاج أىضاً بعد أن فشلت في العثور على منتج يتحمل هذه التكلفة الضخمة، كما التقيت بعدد من المسؤولين بالقوات المسلحة الذين وعدوني بتوفير الاحتياجات الخاصة بتصوير الفيلم.

وأبحث حالياً عن وجوه جديدة من الشباب لتجسيد أدوار الأسرى المصريين وأحرص على اختيارهم بدقة شديدة حيث يعتمد على البطولة الجماعية.

وما أسباب انتهاء عرض مسرحية «لن تسقط أورشليم» خلال الموسم الشتوي رغم النجاح الذي حققته؟

كنت أتمنى استمرار عرضها خلال الموسم الشتوي فالجمهور يشتاق الى أعمال تذكره ببطولاته وأمجاده ولكن للأسف جميع المسارح مرتبطة بمشروعات مسرحية جديد لأن خطة الدولة تعتمد على عدم اعادة عرض المسرحيات لأكثر من موسم إلا في أضيق الحدود وهذا مادفعني الى بدء التجهيز لمسرحية جديدة بعنوان «ماراصاد» وهي مأخوذة من الأدب الألماني وترجمة د. يسري خميس ويقوم باخراجها انتصار عبد الفتاح لعرضها خلال الموسم الشتوي القادم كما أنني اتفقت مع المسرح القومي على مشروع مسرحية «بيكت» للكاتب الفرنسي «جان انوي» وستكون من تمثيلي واخراجي، ولكن حتى الآن لم ننته من بعض الترتيبات المتعلقة ببدء البروفات استعداداً للعرض خاصة وأنني سبق أن أجريت بعض البروفات لتلك المسرحية واستمرت شهرين.

وبمناسبة الحديث عن مسرحية «لن تسقط القدس» أقول اننا تلقينا عروضاً كثيرة من بعض الفضائيات العربية لعرض المسرحية، ولكن مسؤولي البيت الفني للمسرح وأسرة المسرحية رفضوا تلك العروض وأعطوا الأولوية للتليفزيون المصري الذي أرسل لجنة لمشاهدة العمل أثناء عرضه على مسرح الجمهورية وتم تصوير المسرحية وفوجئنا بعدها بأن الرقابة تعترض على بعض المشاهد دون ابداء أسباب وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه مسرحياتي تعسف الرقباء بالتليفزيون المصري حيث سبق أن حدث نفس الشئ مع مسرحية «يامسافر وحدك» واعترضت الرقابة على بعض المشاهد في الوقت الذي تم فيه اذاعة المسرحية كاملة على شاشة بعض القنوات الفضائية العربية ولكني أتمنى أن تنتهي المشكلة وتنتصر في النهاية العـقـول المســتنـيرة فـي جهاز الرقـابة ويـتم عرض المسرحية لمـصلحة المشـاهد المصـري. وكل عام وأنتم بخير.