بن حوحو: أنا فلتة وهل من المهنية أن نقدم التدشين في الجزائر على التفجير في فلسطين؟

المديرة العامة لفضائية «الخليفة» للأنباء: أسوأ أيامي عندما أقدم أخبار الموت في الجزائر

TT

وقعت قناة «الخليفة» الفضائية، قبل أيام، اتفاق تعاون مع التلفزيون الحكومي الجزائري، مثلما وقع قبل ذلك مسؤولو الخليفة للطيران اتفاقا مشابها مع الخطوط الجوية الجزائرية. واتفاق التعاون الأخير يهدف إلى مد تلفزيون «الخليفة» الموجود في باريس وقناة «الخليفة للأنباء» المستقرة في لندن، مساعدة تقنية لا زال التلفزيون الجزائري يحتكرها.

مديرة قناة «الخليفة» للأنباء أو «خليفة نيوز» الفضائية والمذيعة السابقة في MBC فاطمة بن حوحو تؤكد على أن هذا «الاتفاق ضروري، ويجب ان يكون فيه تعاون بين التلفزيون الجزائري والخليفة».

وتستعرض بن حوحو، التي تبقى أيضا المذيعة الرئيسية في القناة التي تشرف عليها، في هذا الحوار مع «الشرق الأوسط»، تجربتها في قناة MBC التي تقول إنها تبقى مدينة لها لأنها هي التي اوصلتها إلى العالمية، كما تشرح أسباب رفضها الالتحاق بمقر القناة في دبي والتحاقها بـ«الخليفة» مع مجموعة من باقي الزملاء الذين آثروا التخلي عن مناصبهم والبقاء في لندن لأسباب تخصهم.

* ما هي ضرورة إنشاء قناة فضائية أخرى وسط الزخم الذي يعيشه المشاهد العربي؟

ـ الغرض من إنشاء «الخليفة للأنباء» هو تصحيح صورة الجزائر ونعطي الصورة التي من المفروض أن تكون، إعادة الجزائر للساحة العربية والدولية. إذا أردنا تحقيق هذا الهدف يجب أن يكون لدينا مكتب كبير في الجزائر، ومكتب كبير بدون تعاون مع التلفزيون الجزائري أمر صعب جدا.

* وماذا ينقص تلفزيون «الخليفة»، الإمكانيات المادية متوفرة وحتى التجربة متوفرة، فمعظم صحافيي التلفزيون الجزائري يحلمون أن يكونوا موظفين في «الخليفة»؟

ـ ليس لدينا أي مشكل في الإمكانيات، بالعكس. لكن تعلمون أن التلفزيون الجزائري الآن هو محتكر للبث ولديه أرشيف مهم. القضية ليست قضية إمكانيات بقدر ما هي مسألة تعاون. ثم أين الغلط أن يكون هناك تعاون بين «الخليفة» والتلفزيون الجزائري، بالعكس هذا لدعم الإعلام الجزائري بصفة عامة.

صحيح أننا نُعتبر إعلاما خاصا ونبث من الخارج، لكن نبقى إعلاما جزائريا. في رأيي الاتفاق يجب ان يتم، تفاديا لكل المشاكل والشوائب التي يمكن أن تحصل مستقبلا.

* كيف يكون هذا التعاون وما هي مجالاته؟

ـ الصور، البث. أنت تعرف أن لدينا صحافيين كثيرين ومكتبا كبيراً في الجزائر، ولما يحين موعد البث لا بد لنا من القيام بذلك من استديوهات التلفزيون الجزائري، والاتفاق يسمح بأن تكون لنا أولوية على تلفزيونات أجنبية أخرى.

* نلاحظ أن جميع الصحافيين العاملين في «خليفة نيوز» هم صحافيون في التلفزيون ـ ليسوا كلهم.. ثم إذا أردنا أن تكون قناتنا مهنية علينا أن نوظف أناسا يتمتعون بقدر معين من الخبرة. التلفزيون الجزائري مدرسة كبيرة. انظر حتى على مستوى الفضائيات التي برزت في السنوات الأخيرة عبر العالم، كلها بُنيت على أكتاف الجزائريين. وأهم مذيعي ومذيعات هذه الفضائيات من الجزائر.

* أنت لم تشتغلي قط في التلفزيون الجزائري وصرت نجمة في العالم العربي؟

ـ أنا فلتة... لا أدري إن كان من حسن أو سوء حظي أنني لم أحصل على فرصة في التلفزيون الجزائري، لكن أقول إن كل الطاقات الجزائرية الأخرى التي استغلتها الفضائيات العربية اشتغلت في التلفزيون الجزائري.

* هل نعتبر قناة «الخليفة» قناة جزائرية، أي محلية، أم مثل القنوات العربية الأخرى؟

ـ هي قناة خاصة وجزائرية مائة في المائة، ومالكها جزائري وليس فيها شركاء من أية جهة.

* لكن لا نلاحظ أنها تهتم كثيرا بما يجري في الجزائر؟

ـ الفرق في «خليفة نيوز» هو أنها لن تكون نسخة من التلفزيون الجزائري. أنت ممكن تطرح أهم الأحداث بطريقة ذكية دون أن تبعث الملل لدى المشاهد لأن المشاهد إذا صرنا امامه نسخة من التلفزيون الجزائري لن يشاهدنا، سيقول عندنا واحد كفاية. الجزائري يريد فعلا أن يشاهد أخبار بلده، لكنه يريد أن يشاهد أخبارا أخرى، ونحن نرتب ذلك وفق أهمية الحدث.

* تعنين أنه ليست هناك أولوية للجزائر؟

ـ إذا كان هناك تفجير في فلسطين والحصيلة ثقيلة، وفي الجزائر تدشين، هل من المهنية أن نقدم خبر التدشين على التفجير؟ أخبار الجزائر تهمنا بالدرجة الأولى، لكن تلك التي تفيد المشاهد وليس الحشو. الجميع يعلم أن المشاهد صار ذكيا جدا ولديه خيارات.

* ماذا عن برامج «الخليفة للأنباء»، فنحن نلاحظ أن البداية لا تزال محتشمة؟

ـ على فكرة، نحن لم نبدأ بعد البث الرسمي، لا نزال في مرحلة البث التجريبي. لم ننطلق بعد في البرامج السياسية. البداية بسيطة. بغض النظر عن أن العاملين كلهم مهنيون. لحسن الحظ أن الكثير من الصحافيين لم يغادروا مع MBC إلى دبي وبقوا في لندن، فانتهزنا الفرصة وكلهم مهنيون من الجزائر وخارجها. وهذا وفر علينا مسألة التدريب، لكن هذا لا يعني أننا سنكتفي بهم ولا نأخذ عناصر جديدة ندربها. لكن فضلنا أن تكون البداية مع مختصين ومهنيين.

* ومتى سينطلق البث الرسمي؟

ـ حسب الظروف، لا بد من توفر بعض الشروط أولا، نريد أن ننتهي من إنجاز الأستوديو ونكمل عدد المذيعين، فهناك أسماء كبيرة قادمة.

* من الجزائر أم من فضائيات أخرى؟

ـ لن أقول شيئا الآن..

* يتردد أن خديجة بن قنة مذيعة «الجزيرة» هي أيضا قادمة إلى «خليفة نيوز»... هل هذا صحيح؟

ـ لم يتم الاتفاق معها بعد، هناك أسماء كبيرة يجري التفاوض معها الآن، وهي ترفض أن يتم كشفها قبل أن يحصل الاتفاق.

* كيف ستكون البرامج في «خليفة نيوز»؟

ـ برامج إخبارية وسياسية بالدرجة الأولى، برامج حوارية. هناك أيضا أشرطة وثائقية جاهزة تبث بين النشرات.

* هل تنوون أن تكونوا منافسين لـ«الجزيرة» أم لأية قناة فضائية عربية اخرى؟

ـ قناة الخليفة ستكون متميزة بنفسها، أنا لا أضع في حسباني أن أنافس MBC أو الجزيرة أو أبوظبي ولا أية قناة أخرى. ومثلما فرضت MBC نفسها أو الجزيرة ستفعل «الخليفة للأنباء» نفس الشيء وسيكون لها اسم مميز ولها أسلوبها الخاص.

* ما الذي دفعك إلى التخلي عن شهرتك في MBC والتحول إلى قناة مغمورة في بداية الطريق. هل هو حبك لوطنك الذي جعلك تفضلين عليها قناة جزائرية؟

ـ كانت هناك ظروف اجتماعية منعتني من مغادرة لندن إلى دبي حيث يوجد المقر الجديد لتلفزيون MBC. زوجي يعمل في لندن وابني الأكبر في مرحلة تعليمية صعبة، فضحيت بشهرتي ومكانتي بسبب أولادي وعائلتي. وأضيف شيئا لم أصرح به من قبل، فقد كنت قاب قوسين أو ادنى من التوقيع مع قناة فضائية كبيرة ومهمة جدا وكان العرض مغريا للغاية، لكن في آخر لحظة غيرت رأيي.

* ما هي هذه القناة؟

ـ بدون ذكر الأسماء، لأن هناك في الواقع قناتان تفاوضتا معي، ثم وقع اختياري على واحدة، لكن تراجعت ورفضت العرض وأنا لا أعلم أي شيء عن مشروع قناة «الخليفة». وبعد ثلاثة أيام من رفضي اتصل بي مسؤولو الخليفة وقدموا لي عرضا أحسن مما قُدم إلي ألف مرة.

* تقصدين أن قناة «الخليفة» تعطيك أحسن مما كنت تتلقينه في MBC؟

ـ حالي الآن أحسن على كل المستويات، ثم يكفي أنها قناة جزائرية تريد أن ترفع تحديا كبيرا، وأنا أعتقد أن لا شيء يمنع قناة جزائرية من استغلال إمكانيات جزائريين اشتغلوا لأزيد من 15 سنة في فضائيات خارجية مختلفة.

* إذن فاطمة بن حوحو تفضل أن تبقى جزائرية وحنينها إلى بلدها لا يفارقها؟

ـ أنا جزائرية ولم أتغير أبدا.

* لكنك هجرت بلدك وعشت سنوات طويلة في الخارج؟

ـ غادرت الجزائر قبل الأحداث لظروف اجتماعية معروفة. تزوجت وتركت البلد إلى الخليج، لم أهرب ولم يكن لدي منصب تخليت عنه.

* ما هي أسوأ ذكرى وأحسن ما بقي في ذاكرتك طيلة وجودك في MBC؟

ـ كأي تجربة، فيها أيام حلوة وأيام مرة. أسوأ أيام حياتي كانت لما أطلع على المشاهد أقدم له أخبار القتل في الجزائر، نفسي كانت تُدمر بعد كل نشرة إخبارية أقدم فيها أحداث الجزائر المريرة التي مرت بها أو أذكر اسم زميل صحافي جزائري اغتيل أو أي طفل قتل. المفروض علي كصحافية أن أكون محايدة، لكن كان هذا يظهر علي، والأمر صعب علي إلى حد الآن. أما المناسبات الحلوة فهي كثيرة، تعرفت على أناس طيبين، وليس هناك حدث معين يحضرني الآن.