أغاني تراثية سعودية في «ديسكو» الفيديو كليب

عبد الله القبيع

TT

* الذين تابعوا مهرجان الجنادرية السعودي لهذا الموسم لا بد انهم صفقوا طويلا لاوبريت «خيول الفجر» لما فيه من تميز. من جانب آخر لم يتفاجأ ملحن العمل الفنان الدكتور عبد الرب ادريس من حجم ردود الافعال التي اشادت بالعمل، كما انه لم يتفاجأ بالحب الكبير والتقدير من كل المستويات لأنه فنان ببساطة يعرف ماذا يقدم ولمن يقدم واين ومتى اعماله.

الاشادات التي تلقاها الدكتور الملحن عبد الرب بعد نهاية المهرجان كانت بمثابة الوسام الكبير الذي علقه على صدره وعلى صدر كل فنان عربي. فهو وسام يستحقه لتاريخه الكبير في الفن، ونتيجة تألقه وحصاد السنين لفنه.

ولكن ماذا بعد؟

المطلوب ان يشمر عن ساعديه ويتولى ومجموعة من الذين يهمهم حفظ التراث المحافظة على الهوية وتوثيق كل الالوان الفلكلورية بالصوت والصورة.

يتحدث هذا الرجل بألم وحسرة. كما نتألم نحن ايضا عن فقدان الهوية والتراث وغياب التوثيق في السعودية.

نعم يحق لنا ان نخاف على مستقبل الاغنية العربية، خاصة الوان الغناء في السعودية بعد ان اصبحت «مشكلني» و«خاربة خاربة خلينا نعميها» عناوين لها.

نحلم ويحق لنا ان نحلم ان يسارع الذين يهمهم الامر الى العمل لخدمة التراث الغنائي وتوثيقه في بلاد مثل السعودية.

فهناك الوان متعددة من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى غربها، ولكن للأسف بدون توثيق، نخاف ان يتحول هذا المخزون الى «مطية» وكل من هبّ ودب يغرف من هذا التراث ويعيد صياغته لاغنية العصر التي اصبحت بلا لون او طعم.

المطلوب فقط لجنة متخصصة من المحبين لا لجنة ادارية لأن اللجان الرسمية قد تحول العمل الى لجان أخرى وندوات وتنظير ومحاضرات.

مهمة هذه اللجنة التسجيل والتوثيق، خاصة اننا نتعرض لهجمة قوية وشرسة تريد ان تقضي على ما تبقى من المخزون الكبير، وتريد ايضا اسقاطه في وحل اغاني الفيديو كليب وكبريهاته.

هذا تراث أُمة والعالم لم يتعرف بعد على خصائص الاغنية السعودية ولو حتى شريط كاسيت أو «سي دي» او فيلم وثائقي.

من يعرف من العرب الخبيتي أو المجرور والواناً أخرى من الغناء مثل الصهبة واغاني اهل الحجاز والمواويل.

هل يفعلها التلفزيون السعودي ويقوم بهذه المبادرة، ويقوم بتسجيل هذا التراث والمحافظة عليه أم تنفض جمعية الثقافة والفنون غبار الكسل وتقوم بهذه المهمة.

هذه رسالة موجهة للامير الشاب متعب بن عبد الله رجل المبادرات والاهتمام لتكوين مجموعة عمل يرعاها الحرس الوطني لحفظ التراث وخدمة لمستقبل الفلكلور السعودي من الاعاصير والزلازل التي بدأت تعصف به، من خلال ما يقوم به بعض الملحنين والفنانين من السطو بدواعي الحداثة والعصرنة والعولمة وشيطان الفيديو كليب.