ضحية بولانسكي تتحدث بعد 25 سنة من اغتصابها : لا أحبه .. ولا أكرهه

سامانثا جيمير: أتصورألا يعيش هارباً وأن يستطيع السفر بحرية * ما يقلقني هو أن ما حدث لي عام 1977 ما زال يحدث لفتيات كل يوم

TT

تحدثت سامانثا جيمير لصحيفة «لوس انجليس تايمز» عن مشاعرها تجاه المخرج رومان بولانسكي بعد 25 سنة من جريمة اغتصابه لها، وعشية ترشيحه لجائزة الاوسكار فقالت:

التقيت رومان بولانسكي عام 1977 عندما كان عمري 13 عاماً. كنت في الفصل المدرسي التاسع في ذلك العام عندما اخبر بولانسكي والدتي انه يريد ان يأخذ صورا لي لاحدى المجلات الفرنسية. هذا ما قاله لكن بدلاً من ذلك، قام بعد التقاط الصور بمنزل جاك نيكلسون في شارع مولهولاند درايف بفعل شيء مختلف تماماً. اعطاني شمبانيا وقطعة من كوالوود ثم استغل الوضع لينال مني.

لم تكن تلك ممارسة جنسية بالتراضي. قلت «لا» مراراً لكنه لم يضع اعتبارا لقولي. كنت وحيدة ولم ادر ماذا افعل. لقد كان الامر مخيفاً وحين انظر للوراء أراه مثيرا للذعر الشديد. هذه قد تبدو كلمات تشبه كلمات مرحلة الروضة لكن هذه هي الطريقة التي اشعر فيها بما حدث. لقد كان ذلك منذ وقت طويل ومن الصعب تذكر الطريقة التي حدث بها كل شي على نحو دقيق. ولكن كان عليّ أن اردد القصة لمرات عديدة فأنا احفظها عن ظهر قلب.

لقد رفعنا دعوى قضائية واعترف هو بأنه مذنب. وتم الاتفاق على تسوية للقضية بواسطة محاميه ومحامينا والنائب العام للمنطقة وتم قبول التسوية من جانب القاضي. لكن لدهشتنا تراجع القاضي في اللحظة الاخيرة عن موقفه وسحب موافقته على التسوية.

وخوفاً من أن يتعرض لقضاء 50 عاما اخرى في السجن ـ بعد الزمن الذي قضاه سلفا ـ فإن بولانسكي فر من البلاد ولم يرجع قط. ولم يحدث ان رأيته أو تحدثت معه منذ ذلك الحين.

حين انظر الى الوراء فلا بد أن اقول انه قام بفعل سيئ للغاية. إنه امر مرعب أن يفعل ذلك لفتاة صغيرة، ولكن ما حدث وقع قبل 25 عاما، وسيبلغ 26 عاما في الشهر المقبل. وبكل امانة فإن الاثارة الاعلامية التي احاطت بما حدث كانت مؤلمة وجارحة لدرجة ان ما فعله بي بدا باهتاً مقارنة بها.

والآن وقد رشح لجائزة الاكاديمية أعيدت اثارة الموضوع كله من جديد. لقد سئلت: هل يسمح له بأن يمنح الجائزة؟ هل يكافأ على سلوكه؟ هل يسمح له بالعودة الى الولايات المتحدة بعد ان فر منها قبل 25 عاماً.

هذا ما أشعر به: أنا حقيقة لا أحس بشعور بالبغض أو بالعطف نحوه. انه غريب بالنسبة لي.

ولكن اعتقد ان بولانسكي وفيلمه يجب ان يتم تقييمهما وفقاً لما للعمل من قيمة. إن ما يفعله بولانسكي من اجل معيشه ومدى براعته فيه لا علاقة له بي أو بما فعله بي. ولا اعتقد انه سيكون من العدل وضع اعتبار لاحداث من الماضي. واعتقد ان على اعضاء الاكاديمية أن يمنحوا اصواتهم للافلام التي يشعرون بأنها تستحقها وليس للاشخاص الذين يشعرون بأن لهم شعبية.

وهل يجب ان يعود؟ أنا اتصور ان من الاحسن الا يعيش هارباً وأن يستطيع السفر بحرية. وانا شخصياً أود أن ارى حدوث ذلك. وما كان يجب اصلاً أن يوضع في موضع يدفعه للفرار. كان يجب أن ينال عقابه بالحكم الذي صدر ضده قبل 25 عاماً، كما كنا قد اتفقنا جميعاً عليه. في ذلك الوقت كتب محاميّ، لورنس سيلفر، الى القاضي بأن التسوية التي تم التوصل اليها في القضية يجب قبولها، وأن تسوية بالادانة ستمثل ندما فعالاً يرضينا. وانا لم اغير رأيي في ذلك.

أنا اعلم ان هناك ثمناً يجب دفعه مقابل الفرار، ولكن من الذي لا يفكر في الفرار عندما يواجه حكما بالسجن 50 عاماً من قاض أتضح انه اكثر اهتمام بسمعته عن اهتمامه بإصدار حكم عادل أو حتى الاهتمام بمصلحة الضحية؟

إذا استطاع بولانسكي حل مشاكله سأكون سعيدة بذلك. وآمل أن يعني ذلك أنني لن أعود للحديث ابداً عن هذا الموضوع مرة اخرى. أحياناً أحس اننا نحن الاثنين تلقينا حكما يستمر مدى الحياة.

يستغرب العديدون من سلوكي. وذلك لانهم لم يمروا بكل ما مررت به. ولا يعرفون كل ما اعرفه. إن الناس لا يعلمون ان القاضي تراجع عن موقفه. ولا يعرفون مدى ما تعرضنا له جميعا من الصحافة، وحدث ولا حرج عن انتهاك المشاعر. إن الاعلام جعل حياتنا جحيما ذلك العام، ولقد ظللت احاول منذ ذلك الحين أن اضع الموضوع برمته وراء ظهري.

واليوم، أنا سعيدة بحياتي. لي ثلاثة ابناء وزوج. واعيش في مكان جميل واستمتع بعملي، فما الذي ارغب فيه أكثر من ذلك؟ لا احد يجب ان يقلق بشأني.

الشيء الوحيد الذي يقلقني هو أن ما حدث لي عام 1977 ما زال يحدث لفتيات كل يوم، ومع ذلك فإن الناس مهتمون بي لأن بولانسكي من المشاهير. وهذا لا يبدو صحيحاً بالنسبة لي على الاطلاق. إنه يجعلني اشعر بالذنب لتركيز الاهتمام عليّ بينما هناك بالتأكيد آخرون يمكنهم حقيقة الاستفادة من تركيزه عليهم.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»