الأوسكار وتلاشي أثر هوليوود

جيني سيمور

TT

الصحيح فقط هو أن فيلم «شيكاغو» هيمن على الصراع حول ترشيحات جائزة الاكاديمة. وليس ذلك فقط بسبب حجمه وقوته في التقدم في المنافسة. وتعد الاسابيع الخمسة المقبلة من الحملة التي تقود الى المناسبة الكبرى في 23 مارس (آذار) الحالي أن تشهد منافسة شديدة كتلك التي شهدتها انتخابات مدينة شيكاغو خلال عقود خلت حيث يجر الموتى لمراكز الاقتراح.

هل تعتقد ان العام الماضي كان عاما اجتاحته حمى الجنون؟ انتظر. هل حتى تتذكر أوسكار العام السابق؟ إن لم تتذكره فإنك لا تعلم ولا تهتم بأنه في نحو الوقت نفسه قبل عام كان راسل كراوي وسيسي سبيسيك المرشحين المتوقعين لجائزة اوسكار كأحسن ممثل وممثلة في دور البطولة والذي انتهى الى ان يحصل عليه كل من دنزل واشنطن وهالي بيري.

والآن في هذه الدقيقة لا يوجد مرشح مفضل لكل المجموعات الاربع الخاصة بالتمثيل، واقل المجموعات حظاً في ذلك هي جائزة أحسن ممثل، حيث جاك نيكلسون في دور المتقاعد الكئيب في فيلم «عن شميت» يتقدم قليلا على دانيال داي ـ لويس في دور السفاح المتوهج في فيلم «عصابات نيويورك»، مع احتمال تقدم ادريان برودي في دوره بفيلم «عازف البيانو». اما دور احسن ممثلة فمن الصعب التكهن به حيث تتنافس خمس نساء من الجيل نفسه تقريبا على جذب الانتباه للحصول على اللقب. وقد يعتمد الحصول على اللقب في نهاية المطاف على اي البنات الذهبيات يود المقترعون أن يمنحوها حبهم، هل هي نيكول كيدمان في فيلم «الساعات»، أم رينيه زلويغر في فيلم «شيكاغو».

وبينما يصعب اختيار الفائز في مجموعات التمثيل الرئيسية والمساعدة فإن هناك القليل من الاشخاص من هنا وهناك تستطيع بسهولة ان تتكهن بأنهم خاسرون. ومن دون الحاجة الى تفكير عميق استطيع ان أشير الى أن إيد هارس في فيلم «الساعات» ومايكل كين في «الامريكي الهادئ» وسلمى حايك في «فريدا» سيواجهون صعوبة كبيرة في الوصول الى منصة الحفل كي يقدموا خطبة الشكر بعد فوزهم.

إن الكثير سيتحدد بمدى النجاح الذي سيحرزه فيلم «شيكاغو»، بترشيحاته التي بلغت 13 ترشيحاً يوم الثلاثاء، في الاسبوعين القادمين في شبابيك السينما كي يرفع من مركزه وسط الجمهور. فإذا استطاع فيلم «شيكاغو» حتى منتصف مارس أن يحافظ اسبوعا تلو الآخر على الاقبال الذي ناله في اسبوع عرضه الاول أو حتى زاد عليه في صعوده في شباك التذاكر فإنه سيحصل على زخم كاف يمنحه الاحقية بوصفه أحسن فيلم استعراضي موسيقي منذ «اوليفر» عام 1968 يحصل على جائزة أحسن فيلم في الاوسكار. إن قوة عبوره المتبختر، والمتوقعة اكثر، ستدفع بالعديد من ممثليه معه نحو دائرة الفوز، فقد حدث ذلك من قبل مرات عديدة.

وسواء التهم «شيكاغو» كل الجوائز وكل ما على المائدة أم لم يلتهم فإن قائمة مرشحي جوائز الاكاديمية تقدم علامة فارقة اخرى على تلاشي اثر هوليوود على احتفالها السنوي الكبير. فمن خمس افلام مرشحة هناك فقط فيلم «الساعات» الذي ينتمي الى استوديو بارامونت بهوليوود. أما شركة ميراماكس بنيورورك والتي انتجت فيلمي «شيكاغو» و«عصابات نيويورك» المرشحين للجائزة فإنها شريك مساهم مع بارامونت في فيلم «الساعات».

كل ذلك يبدو انه يشجع هؤلاء الذين يعتقدون ان مدينة نيويورك يجب ان تكون ذات يوم المقر الحقيقي للأوسكار. وهؤلاء انفسهم يهمهمون تحت رادار الاعلام بأن صناعة السينما في هذه اللحظة اقرب الى الركن الاعلى الايمن للبلاد اكثر منها لركنها الادنى في يسارها.

اعتقد ان الامر يتوقف على ما يعنيه المرء بـ«فيلم» و«صناعة». إن قوى هوليوود الهشة ما زالت صالحة كي تقوم بخبز وتغليف وتوزيع قنابل ساخنة كل صيف تكسب بها الملايين. وبعض الشركات الرئيسية مثل كولومبيا أو ما يسمى الآن «سوني/ كولومبيا» تحقق ارقاما قياسية بافلام مثل «الرجل العنكبوت» بينما لا تزال مصرة على تجريب مخاطرة بأعمال بوتيكية مثال «تبني».