مسرحية مغربية تسخر من الديكتاتور

TT

مع مفتتح كل موسم ثقافي دأبت فرقة «مسرح اليوم» على تقديم أعمال جديدة متميزة، فبعد عروضها المسرحية الناجحة خلال العام الماضي لعمليها «العيطة عليك» و«امرأة غاضبة»، تقدم الفرقة يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) في مسرح محمد الخامس بالرباط العرض الأول لعملها المسرحي الجديد «الجنرال» الذي حظي بدعم من طرف وزارة الثقافة والاتصال، على أن يقدم يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) عرض آخر لها بمسرح المعاريف بالدار البيضاء.

ومسرحية «الجنرال» تقدم صورة لأحد الجنرالات الذي تعب أخيراً ، فتتولد لدى زوجته نزعة التمرد والاستفراد بالسلطة، فتأخذ بتعديل المجالس الوزارية وتعقد اجتماعات طارئة للمستشارين لتتبوأ مكانته. لكن الجنرال يستعيد سلامته فيعلم بكل ما تحيكه الزوجة فينشب بينهما صراع حول الحكم هو صراع وهم أو كذب وهذيان. المسرحية من تأليف الكاتب المغربي محمد بهجاجي الذي ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بفرقة «مسرح اليوم» إما من خلال أعمال من ابداعه أو عبر اقتباسه لنصوص غربية. وقد أخرج المسرحية عبد الواحد عوزري بمساعدة المخرج نور الدين زيوال، وقام بالسينوغرافيا ادريس السنوسي، والموسيقى والتموجات الصوتية ليونس ميكري. فيما قام بالتمثيل كل من الفنانين: ثريا جبران، عبد الله العمراني، عبد اللطيف خمولي وفاطمة نوالي.

يقول المؤلف محمد بهجاجي: «المسرحية تطرح من جديد صورة الجنرال الذي شكل مادة مغرية للدراما العالمية التي أعادت احياءه بكثير من الأسماء. إنه جنرال مقيم على الهاوية، جبار ومثير للضحك، حارس للعالم بعين واحدة . وهناك مذيع واحد للأخبار وقبيلة وحيدة وحفنة واسعة من ناظمي الخوف والفرح والكلمات». ويضيف: «انه ليس مهما أن يكون لهذا الجنرال معادل أو رديف في التاريخ والواقع. وهذا لم يكن هدفا صغيرا لنا. بل الأهم أن نرى كيف يتحول الجنرالات في لحظة من لحظات التحول العالمي الى مادة للمراجعة والنقد والسخرية والضحك البعيد. وفي تقديري، فالمسرح مطالب دائما بأن يلتقط مثل هذه اللحظات ويواجهها بالسؤال».

ويقول المخرج عبد الواحد عوزري «إن المسرحية تضعنا «أمام شخصيات وحالات تقول أشياء كثيرة عن الحياة والواقع. ولكن إذ كان هناك نوع من الاحساس بأن الكتابة تسير دائما في اتجاه نحو الارتباط بالواقع، فالاخراج، أو على الأقل الاخراج الذي نقترح، يتطلع الى أن يسير نحو الفن ليضعنا المخرج في المنزلة بين المنزلتين، المنزلة التي على الواقعي والمحتمل أن يتعايشا فيها بتطابق تام. وهذا أول سؤال تطرحه علينا هذه التجربة. أما الوجهة الثانية التي يقترحها اشتغالنا على «الجنرال» فتضعنا أمام سؤال ثان: كيف يتأتى لنا وللمسرح بشكل عام أن يمسرح ما يستعصي على التمسرح، أقصد مسرحة الجرح الذي يفتحه تناول الاستبداد والألم والمأساة التي يخلفها ليل الدكتاتوريات، الليل بما هو نهاية الأشياء وتراجيديا الحياة والانسان».