مدينة باردة بألوان ساخنة في معرض فني بلندن

نبض الشارع اللندني في لوحات عفراء الدجيلي الفوتوغرافية

TT

بعد ان اخرج التصوير الفوتوغرافي الرسم من جموده، وصار يزاحمه على تصوير البشر والطبيعة باتقان لا يضاهى، وبتقنيات واحجام خارج التصور، وبطبيعة الحال بوقت وجهد وتكاليف اقل، بدأ بملاحقته في ساحته الاساسية كفن بصري ظل متوجا على سقف الابداع منذ آلاف السنين.

ففي مهرجان «الدوكومنتا» الاخير الذي يقام كل خمسة اعوام مرة في مدينة «كاسل» الالمانية وهو اهم مهرجان من نوعه في العالم كانت الاعمال الفنية التي اشير اليها بالبنان فوتوغرافية! عفراء الدجيلي، عراقية درست الفن في بغداد ومالطا ولندن، اقامت معرضها الاخير الذي يعتمد الفوتوغراف وتقنيات الكومبيوتر اخيرا على قاعة «ريفر سايد سنتر»، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الابداعي السنوي لمنطقة هامرسمث (هامرسمث فستفال).

جرى افتتاح المهرجان بمعرض الدجيلي في التاسع من شهر ابريل الماضي وتم تمديد المعرض بالاتفاق مع الفنانة ثلاث مرات متتالية.

وتقول الدجيلي التي التقيتها في قاعة العرض «ريفر سايد سنتر» عن اعمالها ان الناس يجدون انفسهم فيها، ولهذا فهي اليفة على اعينهم، وفي نفس الوقت مفاجئة لهم، اذ لا يخطر على بالهم وهم سكنة هذه المنطقة مثلي بان يجدوا انفسهم في عمل فني بدون ان يتهيأوا لذلك.

وتضيف: اعمالي مباشرة وتعكس محتواها بسهولة ويسر، وايضا بمتعة، كما اني تمكنت من خلالها من ايصال افكاري الى شريحة كبيرة من الناس لاني اضع اللوحات بمتناولهم من خلال طبعات كثيرة وسريعة وباسعار متهاودة.

وتعزو الفنانة سر نجاح اعمالها الى عشقها للمعالم المفتوحة لمنطقة هامر سمث ـ ساحة صورها ـ والتي تعيش فيها منذ عام 1996، وتقول ان المعمار زينة الشارع، والطراز المعماري لهذه المنطقة متميز، وهو ما اغراها برصد معالمه الجمالية فوتوغرافيا، ومن ثم معالجة الصور بتقنيات برنامج الـ «فوتو شوب» واضافة لمستها الخاصة التي تقترب كثيرا من تقنية الطبع بالشبكة الحريرية «سلك سكرين».

وربما لهذا السبب وجد البعض تقاربا بين اعمالها واعمال الاميركي «اندي وارهول» ولكن نقاط الاختلاف كبيرة بين وارهول والدجيلي باعتقادي.

اختزل وارهول الالوان والتفاصيل والظلال من وجوه الصور الفوتوغرافية لمشاهير الشخصيات العالمية كمارلين مانرو وماوتسي تونغ عبر تقنية الطباعة بالشبكة الحريرية التي اكسبت اعماله تلك الخصوصية اللافتة.

وبعكس وارهول اختارت عفراء الدجيلي شوارع غاصة مزدحمة لتلتقط بنفسها صور لوحاتها الزاخرة بالتفاصيل والحركة. ولتحقيق الانسجام بين الموضوع والتقنية لجأت الى برمجيات الكومبيوتر لتجد في برنامج الفوتوشوب غايتها في تحقيق نفس التقنية فيها بسرعة قياسية وبعدد هائل من الالوان وبالصفاء الذي كانت تقنية وارهول تمنحه للالوان، انما برفع درجة حرارة الالوان حد الغليان.

وبهذا الخصوص تقول الدجيلي: كل من يرى اعمالي يتساءل فيما اذا كنت قادمة من بلد حار مثل اسبانيا، فيكون الجواب بأني من العراق، فالواني حارة صارخة عكس الوان الفنان الانجليزي الذي يستعمل عادة الالوان الباردة.

وتضيف: شغلي يمثل يوميات الطبقة الوسطى وطبقة المتعلمين في مدينة غربية مزدحمة ونوعية الشغل يحتاج من له تعليم لكي يستقبله، ولا يقتصر عرض اللوحة على جدار قاعة عرض او بيت، بل يتعدى ذلك الى استعمالات تجارية كاستخدامه كملصق او بطاقة بريدية، وربما لوحات في تقويم سنوي يبرمج الناس على نبض الوانه وفعاليات اشكاله يومياتهم، وهو ما حصل عندما اختارت بلدية «هامر سمث» عددا من لوحاتي لتقويمها السنوي لعام 2003، وانا سعيدة وفخورة بذلك.

موقع www.d2d.org.uk Dare 2 Dream افرد للوحات الفنانة عفراء الدجيلي العديد من صفحاته باعتبارها فنانة مجددة في تقنيات الاتصال المتطور، لذا وللراغبين في الاطلاع على المزيد من لوحات الفنانة زيارة هذا الموقع.