لماذا الهجوم على قناة «اقرأ» الفضائية؟

عبد الله القبيع

TT

ليس دفاعا عن قناة اقرأ.. ولكنها محاولة فقط لمعرفة أهداف هذه الحملات.

اولاً، هذه القناة غير المشفرة تعتبر ملاذا آمنا لبعض عشاق القنوات التي يعرض عليها كل شيء من اهتمامات المشاهدين وحاجاتهم.

فاذا كانت هناك قنوات للطبخ وللموسيقى وللاخبار، فالمطلوب ايضا ان تكون هناك قنوات دينية. ولكن ماذا يعرض فيها وهل يعجب كل من يشاهدها وهل هي موجهة لفئة معينة أم انها ايضا مجرد ملاذ آمن «للمعتزلات» من ساحات الغناء والتمثيل و«المحجبات» من المذيعات! فهذا شيء آخر. قناة اقرأ مطلوبة كما القنوات الأخرى التي احتضنت المعتزلات من عروض الازياء.

قناة اقرأ حسب ما نشاهدها تقدم لنا برامج حوارية وثقافية تهم الشباب وتقدم ايضا الدين الاسلامي على انه دين لا يدعو الى القتل او الارهاب.

ومهمتها هي تعريف المسلمين الجدد في العالم بدينهم واعطاء الفرصة للدعاة المسالمين لشرح الدين الاسلامي بمفهوم حضاري واعطاء فرصة للفتاوى حول الامور التي تشغل بال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها.

ما نطلبه منها ان لا تدخل السياسة من ابوابها الواسعة وتترك هذه المهمة للقنوات الاخبارية التي تلون اخبارها بحسب ما تفرضه عليها اهدافها. هذه القناة التي تقدم برامج عن «عقوق الابناء» والمشاكل اليومية لحياة الانسان المسلم، وتطرح قضايا تهم المسلمين قد لا تعجب مشاهدي الافلام والموسيقى، ولكنها مطلوبة في البيوت، وهناك من يفضلها، وهناك من يفضل الفيديو كليب.

ما الذي يمنع إذن ان يتعرف المشاهد على قصص «زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والحب في الاسلام والاسرة السعيدة».

لماذا فقط نريد فرض برامج مسلية من الغرب الاميركي او قصص الحب الشرقية وحكايات العشاق؟

هل يدعو عمرو خالد على سبيل المثال من خلال «اقرأ» الى العنف وحمل السلاح وارهاب الدولة، ام انه يسرد لنا قصصا مفيدة لجيل يحتاج الى الحوار مع النفس والمصالحة الداخلية ايضا.

هل يطمح القائمون عليها الى ترسيخ العزلة وتكفير الآخر ورفضه؟

هل القناة تهدف الى الصخب والضجيج بغرض الاثارة؟، وهل وجودها يزعج الآخرين؟

ان هذه القناة واحدة من آلاف القنوات التي تدخل البيوت. والمشاهد له الحق ان يرفض دخولها، بالغائها او مشاهدتها، فهي متاحة للذين يريدونها ولا تفرض نفسها على من لا يريدونها.

ما الذي يمنع ان تتعرف المرأة المسلمة على الاحكام الدينية وما يجب ان تفعله في حياتها اليومية وما يجب ان لا تفعله.

في الحقيقة، ان القناة مطالبة بتثقيف جمهورها من المشاهدين في دينهم وحياتهم الاسرية، وهذا لا يمنع من بث برامج توعوية موجهة الى الشباب، خاصة ان البعض تولى تعبئتهم بكل ما هو غير طبيعي.