يوم رمضاني في حياة ريموت بن كونترول

عبد الله القبيع

TT

حدثنا ابو الريموت الكونترولي عن رحلته وتجواله في مضارب القنوات العربية في يوم رمضاني، طاف فيه على البلاد وتعرف على احوال العباد.

قال «ما بال بلبلة في كل شارع ومقهى ضحكتها مجلجلة، تسرق الاضواء من «الحجاج» الذي هدد بقطع رؤوس الدجاج».

وكتب في مذكراته عن الفرسان الذين يدخلون الى قلب الاندلس مدججين بالساعات الذهبية وأحذية «بالي» الجلدية، وهاج وماج عندما وجد القوم من النواب الذين تركوا اعمالهم في المنابر والاحزاب، والتفتوا الى ملابس «ننوسة» وغنج المطربات ورقص المغنيات، واعلنوا الحرب على الكليبات وكأنه لا يشغلهم «خبز الفقراء» ولا بطالة الاطباء.

في خيام بيروت ضاع بين الفاتنات الساحرات اللاتي يشبهن بعضهن البعض في الشفاه والأنوف بفضل العمليات.

قال لا فضيت بطاريته «يا فرحتي لقد سمعت لغة الضاد بعد ان ضيعها الفتى جواد والبقية الباقية من الراقصين على الطاولات وننوسة التي من اجلها احرقت الاطارات وتحركت المظاهرات».

«ويحك اغرب عن وجهي» لله درك يا معتصم.

كلمات لها رنين الذهب لا تحضر الا في رمضان، يقولها طارق بن زياد ويرددها الغلمان.

سمعت ليلى علوي بعد ان زال شحمها تهدد وتتوعد وتفصل سائقها الجاسوس، وشاهدت العمة نور ترطن بالانجليزي وتدفع للشهرة الفلوس، وطالعت ملفات ميرفت امين السرية واخبارها في العادة غير سرية.

وتابعت الفخراني الذي عاد من الصعيد بقلب من حديد، مراهق في السبعين لا يهمه لا عمدة ولا حد السكين.

عجبي منكم يا عرب، لله دركم وأي عجب، اختلطت اللغة العربية باللهجات المغربية ما بين «للا فاطمة» واللقطات الغبية التي تسمونها الكاميرا الخفية، وقرقيعان الذي عاد يقلد الفتيات والفتيان ويجلب الصداع في بعض الاحيان والغثيان.

رأيت فيما يرى النائم اليقظان سعاد العبد الله تنافس جارتها حياة الفهد في البكاء دائمة الشكوى والكبرياء، وتساءلت هل هذا هو حال الخليج ملطخ بالدماء والسجون وانهار الدموع، رجال يضربون النساء بالشباشب وارامل وطلاق وحياة سوداوية لا تعرف النذل من الصاحب.

إلا ان هناك بعضاً من الفرح شاهدته مع سائق «الوانيت» حسين عبد الرضا الذي ينقل الرز وصحون الكبسة ويعقد الصفقات مع الطقاقات.

في رمضان كدت ان اصبح مليونيرا ومن مسابقات الحروف كدت اكسب الألوف، اسئلة ثقافية وذهب في كل مكان ولكنها في آخر الزمان ضحك على الذقون لا ذهب ولا حديد ولا من يحزنون.

اما الذي جعلني استغرب واقفز من مجلسي واهرب فهو رائحة المعسل في الخيام الرمضانية التي تذكرني بمضارب بني عبس ولكنها في بيروت شيء مختلف، يتبارى الناس فيها بالغناء الذي يعرف مع الذي يُخرف، فهناك غناء وهناك غثاء وهناك بعاع.

ولا اعرف اين ضاعت حوارات الديكة وهل هي مؤامرة من اميركا.

ولكنني لم استطع ان احل فزورة من الفوازير التي تبحث عن العلاقة بين تسلسل الشياطين وتحولها الى مسلسلات في رمضان.