زياد شويري: بعض الفنانين اللبنانيين أساءوا إلى إنتاجنا المحلي

تراجع اللبناني مقابل السوري والمصري في سوق التلفزيونات العربية وحضور مكثف في برامج المنوعات والالعاب التي تقدمها العارضات

TT

يلاحظ المشاهد العربي غياباً شبه تام للمسلسلات والبرامج الدرامية اللبنانية على شاشات الفضائيات العربية، وحتى اللبنانية منها في بعض الاحيان، في مقابل سيطرة شبه كاملة للمسلسلات المصرية والسورية، فيما يلمس حضوراً لبنانياً في برامج المنوعات والالعاب او برامج انتاجها عربي، تقدمها عارضات ازياء لبنانيات.

الانتاج اللبناني في مأزق كبير، هذا ما قاله مدير شركة «انتاج اون لاين» زياد شويري لـ«الشرق الأوسط» الذي تكاد تكون شركته الاولى من نوعها في لبنان.

شويري اعتبر ان الانتاج اللبناني يمر بأزمة لاعتبارات عدة من بينها قلة المحطات التلفزيونية اللبنانية، التي من الممكن ان تشتري انتاج بلادها، فبعد اقفال تلفزيون الـ«ام. تي. في» لم يبق سوى «المؤسسة اللبنانية للارسال» وتلفزيون «المستقبل» لان التلفزيون «الجديد» ينفذ انتاجه الخاص، واذا كان الانتاج اللبناني لا يجد سوقاً في الداخل فكيف يسوق في الخارج؟

ومن العوامل السلبية المؤثرة على الانتاج هي فقدان مكانته في السوق العربية ابان الحرب رغم عودته الى الساحة، اي لا احد يشتري هذا الانتاج بسبب تراجع المستوى الذي كان يتميز به في فترة السبعينات، حيث كان يباع الانتاج اللبناني حينها في عشر دول عربية، لكن التسوق بدأ يغيب تدريجياً بسبب ضعف الانتاج وغياب النصوص الجيدة وافتقار الصورة الى الجودة وعدم صرف الميزانية المطلوبة.

* لكن اين دور الفضائيات اللبنانية في هذا الاطار؟

ـ الفضائيات التي اوجدت مكانتها المرموقة، كان يجب ان تساعد الانتاج المحلي وتشجعه على التطور. شركات الانتاج تستطيع القيام بأعمال معينة لكن اذا لم تساعدها التلفزيونات بالعرض والتسويق لا تستطيع القيام بأي شيء. فقد وصلنا الى منافسة محتدمة بين الفضائيات العربية، ونحاول في هذا المضمار من خلال المحطات اللبنانية ان نقدم انتاجاً جديداً ومميزاً وهذا مكلف جداً، لكننا نصطدم برفض المحطات اللبنانية ان تكون سوقاً لانتاج بلدها وسط المضاربة الشديدة من الانتاجين المصري والسوري، وتتخذ التلفزيونات العربية ذريعة للتهرب من شراء انتاجنا، مفادها ان المحطات اللبنانية تشتري الانتاج السوري والمصري فكيف الحري بنا. وقد لمست من خلال محادثاتي مع شركات توزيع كبرى ان الانتاج اللبناني غير مرغوب فيه من قبلها من دون تشاهده، فهم يحكمون على البرنامج اللبناني قبل ان يشاهدوه ويطلبون انتاجاً سورياً ومصرياً وحجتهم ان اللبنانيين لا يعرضون انتاج بلادهم.

* لكن دفتر الشروط في قانون الاعلام المرئي والمسموع يفرض على التلفزيونات انتاج او شراء ساعات معينة من البرامج المحلية؟

ـ لو طبق هذا القانون لكان الانتاج اللبناني بألف خير، الا ان التلفزيونات تضع المقابلات المطولة الصباحية والمسائية في خانة الانتاج اللبناني، علماً ان القانون ينص على ضرورة انتاج مسلسلات وبرامج درامية او كوميدية او غيرها بعيداً عن برامج التوك شو.

واتهم شويري بعض الاشخاص، من دون ان يسميهم، بإيصال الانتاج الى هذه الازمة. وقال ان هؤلاء سيطروا في فترة من الفترات على الانتاج المحلي واحتكروه ونفذوا برامج دون المستوى، حيث كانوا يصورون مسلسلاً بأقل كلفة ممكنة ويبيعونه بأسعار مرتفعة، لم يكرموا انتاجهم بل اعتمدوا في تصوير مسلسل كامل على غرفتين فقط ولم تصل الكلفة الى ربع تكلفة مسلسل سوري». واضاف: «هناك مسلسلات لبنانية بثت على الفضائيات اللبنانية تؤثر سلباً على الانتاج اللبناني لانها تفتقر الى القصة الجيدة والجودة العالية. هذه المسلسلات تعطي فكرة سيئة جداً عن الانتاج اللبناني فيما بثت الفضائيات اللبنانية عشرات المسلسلات المصرية او السورية ذات الجودة العالية. والقى شويري الضوء على التجارة التي تسيطر على انتاج المسلسلات متهماً بعض المنتجين بأنهم يصورون الحلقة الواحدة بتكلفة اربعة او خمسة الاف دولار ويبيعونها بخمسة عشر الف دولار. وسأل «كيف يستطيع ان ينافس هذا المسلسل مسلسلاً آخر تكلفة الحلقة الواحدة حوالي خمسة وعشرين الف دولار او اكثر؟

* وكيف السبيل الى خرق الحصار المفروض من قبل الانتاج السوري والمصري؟

ـ السبيل الى خرق هذا الحصار يكمن في العمل على انتاج مسلسلات جيدة من حيث القصة والجودة والاخراج، ونحن في شركة «اون لاين» عمدنا الى تصوير مسلسل من انتاجنا «قلب اسود» وكلفته مرتفعة تصل في كل حلقة الى خمسة عشر الف دولار اميركي، وبهذا العمل سنبرهن ان الانتاج اللبناني جيد جداً.