المخرج المغربي محمد إسماعيل: المغرب سبق مصر في مجال الإنتاج السينمائي كما وكيفا

TT

محمد اسماعيل مخرج صاحب بصمة واضحة في السينما المغربية بدأ عمله في الاخراج عام 1974 عقب تخرجه من كلية الحقوق بالمغرب، فأخرج العديد من الافلام التسجيلية والمسرحيات والافلام الروائية، وعلى مدار كل تلك السنوات بات لمحمد اسماعيل رؤية خاصة به تميزه عن غيره من مخرجي المغرب، ثم كان فيلمه «أوشتام» و«بعد» ليؤكد على عمق موهبته الاخراجية.

وقد شارك المخرج محمد اسماعيل مؤخرا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الاخيرة بفيلمه «وبعد» الذي حاز على إعجاب السينمائيين والنقاد، وهو انتاج فرنسي مغربي مشترك.

وفي لقائه مع «الشرق الأوسط» قال المخرج محمد اسماعيل: اعتقد ان جرأة سيناريو فيلم «وبعد» وجودة المعالجة السينمائية هما وراء إعجاب الجمهور والنقاد به، فهو يناقش حلم الهجرة الى اسبانيا لدى الشباب المغربي كهدف في حد ذاته، وكيف ان الحلم اذا لم يصاحبه العمل الجاد والرؤية الصحيحة لا يرقى الى مرحلة الواقع وهو ما يحدث عند رؤية جثث الشباب المغربي ملقاة عند البوغاز الواقع بين ضفتي المغرب واسبانيا، كما يناقش الفيلم قضايا الفساد والتهريب التي يقوم بها البعض في المغرب وقد ظل الفيلم حبيسا لأكثر من عام في المعامل الفرنسية بسبب عمليات الطبع والتحميض والمونتاج والمكساج لتأخر الجانب الفرنسي في دفع هذه التكاليف وهو ما سيجعلني افكر كثيرا في نوعية الجهات الفرنسية التي سأتعاون معها لانتاج افلامي القادمة ولمن لا يعلم، فإن لجوء المخرجين المغاربة للتمويل الفرنسي نابع من قلة مشاركة المؤسسة المغربية للسينما في الانتاج والتي لا تزيد عن ثلث التكلفة الفعلية لأي فيلم.

ويواصل المخرج محمد اسماعيل حديثه قائلا: ورغم كل الصعوبات التي واجهت فيلمي «وبعد» إلا أنه حقق إيرادات عالية عند عرضه في المغرب لمدة 8 اسابيع في دور العرض.

* وماذا عن مشروعاتك السينمائية المقبلة؟

ـ أستعد لتصوير فيلم اناقش من خلاله قضية المغتربين والمهاجرين المغاربة لدى عودتهم الى المغرب والمشاكل التي يواجهونها وبخاصة الجنسية، ويشارك في كتابة سيناريو الفيلم ثلاثة كتاب أحدهم فرنسي يتولى صياغة النسخة الفرنسية التي أحصل من خلالها على التمويل الفرنسي للفيلم.

في نفس الوقت تم الاتفاق بيني وبين هشام عبد الخالق مسؤول شركة الماسة الخليجية بالقاهرة على انتاج فيلم مشترك آخر يتم تصويره بين القاهرة والدار البيضاء في غضون الايام القادمة ويتناول الفيلم بعض القضايا العربية المطروحة حاليا على الساحة.

* وماذا عن حال السينما المغربية؟

ـ في اعتقادي ان المغرب خطت خطوات واسعة مؤخرا في الانتاج السينمائي كما وكيفا، حيث زاد الانتاج عند 11 فيلما متميزا في العام الواحد، رغم فترة الاعداد الطويلة التي يستغرقها أي فيلم جديد والتي قد تصل الى ثلاث سنوات وقد نجحت المغرب في اجتذاب صناعة السينما الغربية بسبب حجم التسهيلات التي تقدمها الدولة لفرق الانتاج السينمائي الغربي بعيدا عن العراقيل الرقابية والنقابية ومساهمة الجيش وكل المؤسسات التعاونية مع أي طاقم فني يأتي للمغرب وهو ما جعل عائد الانتاج السينمائي المغربي يصل الى 400 مليون دولار نأمل في زيادته الى مليار دولار في المستقبل القريب وبهذا تكون المغرب تفوقت على مصر في الانتاج السينمائي ليس في عدد الافلام فقط ولكن في نوعية القضايا التي تناقشها ايضا.