ميلا: المخرج فرتيز كرامب والراحل أحمد بدرخان أفضل من عملت معهم في السينما

عاملة المونتاج ذات الأصول اليوغوسلافية بدأت العمل عام 1934

TT

اعتادت اختزال اللقطات وترتيبها في مشاهد متوالية لتكمل بعملها عمل المخرج الذي تعمل معه في صمت لا يعرفها أحد، تعمل في الظل، وعلى مدى سنوات طويلة عملت «ميلا» كمونتير في السينما المصرية دون أن يعرفها الجمهور، ومؤخراً كرمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية بعد أن بلغت الخامسة والثمانين من العمر. تتذكر القليل، لكنه بالنسبة لها ذكريات بداياتها التي تعيش عليها.

وميلا مصرية من أصل يوغوسلافي ولدت بمدينة الاسكندرية عام 1916 وبدأت العمل بالسينما في فن المونتاج وعمرها لا يتجاوز السادسة عشرة.. ميلا ترى ان الفن الحقيقي كان أيام كبار النجوم، وان علاقاتها بالسينما الآن تقتصر على نجم الكوميديا عادل امام الذي تعجب باسلوبه في الأداء. «الشرق الأوسط» زارت ميلا في بيتها فبدأت حديثها قائلة:

بعد ان ساءت أحوال أبي المادية تركت الدراسة في مدرسة الراهبات الالمان وقرأت اعلانا بالصحف يطلب فتيات يجدن اللغة الالمانية ولم أكن أعرف ان هذا العمل يتعلق بالسينما إلا عندما ذهبت للامتحان أمام مجموعة من السينمائيين، أذكر منهم مهندس الصوت مصطفى والي ومهندس الديكور ولي الدين سامح بالاضافة لبعض الفنيين الالمان.

* وماذا عن تعلمك فن المونتاج؟

ـ بعد نجاحي في الامتحان بدأت العمل في المونتاج نيجاتيف مع الراحل حسن مراد الذي يعد استاذي الاول في هذا الفن مع المونتيرة النمساوية لوتيه بيشل.

* هل لك ذكريات خاصة مع طلعت حرب مؤسس استديو مصر؟ ـ طلعت حرب كان شخصية عظيمة ويتعامل مع الجميع بتواضع شديد كما انه ساهم في نهضة السينما المصرية باستيراده أحدث وأعظم ماكينات المونتاج من ألمانيا وما زلت أتذكر حفل افتتاح استديو مصر عام 1934 وكان من أهم ضيوفه الفنانة بهيجة حافظ والمطربة أم كلثوم.

* ومن هم أهم المخرجين الذين تعاملت معهم في بداية عملك؟

ـ كان لي الشرف انني تعاملت مع المخرج فرتيز كرامب في فيلم «وداد» لأم كلثوم وهو مخرج الماني قدم أكثر من فيلم في السينما المصرية وكان مساعده في ذلك الوقت المخرج الراحل احمد بدرخان.

* ارتبط اسمك لسنوات طويلة بزميلتك المونتيرة «انجا» فمتى بدأت علاقتكما؟

ـ علاقتي بـ«انجا» بدأت عام 1935 عندما حضرت مع والدها مهندس الديكور روبرت شارفنبرج من المانيا هاربين من حكم هتلر وعملنا سويا في كل افلام استديو مصر من عام 35 حتى عام 1942.

* وما هي أهم الأفلام التي شاركتما فيها سويا؟

ـ كل افلام ام كلثوم ونجيب الريحاني وبعض افلام علي الكسار وفاطمة رشدي وحسين صدقي ومن أشهرها فيلم «العزيمة».

* هل تتابعين الافلام التي تقدم حاليا؟

ـ مع الأسف انني لا استطيع مشاهدة الافلام بسبب ضعف بصري.

* هل تعرفين أحداً من نجوم هذه الايام؟

ـ اسمع عنهم كأسماء ولكن الذي شاهدته وأعرفه جيدا هو الفنان عادل امام لانه ممثل عبقري يستطيع ان ينتزع الضحك من المشاهد بمجرد ظهوره على الشاشة.

* بعد هذا العمر الطويل من العمل في السينما، ما هو الفرق بين السينما زمان وحاليا؟

ـ السينما في الماضي كانت شيئا راقيا وعملا رائعا يضم نجوما عمالقة في الاخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج، وحتى الجمهور كان على نفس المستوى ولكن حاليا اصبحت المسألة تخضع لاعتبارات أخرى أهمها المكسب المادي.