النجمة الأردنية نادرة عمران: أديت دور أسماء بنت أبي بكر في مسلسل «الحجاج» بروحية المرأة الفلسطينية

TT

أطلت النجمة الأردنية على مشاهدي الشاشات العربية في رمضان هذا العام بأكثر من وجه، ففي مسلسل «الفرداوي» الذي يعرضه التلفزيون الأردني من إخراج احمد دعيبس جسدت دور أم حسان المرأة الأردنية القوية والمنتجة للحب والحياة وفي المسلسل الضخم «الحجاج» جسدت نادرة أروع دور تجسده امرأة في واقع الحياة على الشاشة وهو دور أسماء بنت أبي بكر.

ونادرة عمران في مسيرتها الفنية والمسرحية فنانة مرهفة ولها تجربتها الغنية وبصمتها الواضحة على مساحة الفن في الوطن العربي خصت الشرق الأوسط بهذا الحديث:

* ماذا تقول نادرة عمران عن شخصية أسماء بنت أبي بكر في مسلسل الحجاج وتجربتك مع مخرج العمل محمد عزيزية؟

ـ أسماء بنت أبي بكر شخصية عظيمة في الذاكرة الجمعية وفي ذاكرتي الشخصية ولها وجود ديني شبه مقدس. لم امثل أسماء بنت أبي بكر بمعنى استخدام أدواتي كممثلة في تجسيدها، لكن ربما كنت انعكاساً لجزء مما احمله تجاهها من حب ولما تحمله الذاكرة الجمعية لها من حب، أستطيع أن أقول إن تجسيد أسماء كان لحظات من الحب لأسماء نفسها اكثر منه تمثيل. أما المخرج محمد عزيزة فقد تشرفت بالعمل معه للمرة الرابعة في «الحجاج» واستمتعت جدا بهذا العمل. عزيزية من المخرجين الحقيقيين القلائل الذين يحبون الممثل ويعطونه اهتماما جميلا ومهما لانه يساعد الممثل على تفكيك لحظاته الحسية ويمتلك خبرة مذهلة في وضع الحالة المناسبة في مكانها.

* في رمضان الماضي أطلت نادرة على المشاهدين في دور رضية في مسلسل «الأيام المتمردة» مع المخرج هيثم حقي فكيف كانت التجربة؟

ـ اعتبر العمل في الأيام المتمردة رحلة ممتعة خصوصا انه اللقاء الأول بالمخرج هيثم حقي فكانت اللهفة اكثر للتعرف عن قرب على هيثم حقي اكثر من العمل على الشخصية في مسلسل الأيام المتمردة التي كانت بسيطة وهي شخصية المرأة الفلسطينية التي هاجرت إلى سوريا عام 1948 مع أولادها لتؤسس وجودا آخر كانت مجبرة عليه لكن الحياة تأخذها وقد سعدت بالتجربة جدا وتبلورت علاقتي بـ«رضية» وبالعمل من خلال إدارة المخرج حقي لعمله أي كان عملي كممثلة في العمل وعلى الشخصية يأخذ جزءا كبيرا من منحاه من التعامل مع هذا المخرج المتميز على الصعيد الفني والإنساني وهناك الكثير من التفاصيل التي تحلى أيضا.

* هل ترين معي أن دور أسماء بنت أبي بكر في «الحجاج» مرتبط بواقع المرأة الفلسطينية هذه الأيام وهو الواقع الذي قمت بتجسيده كممثلة في اكثر من دور؟

ـ بالفعل استحضرت من خلال شخصية أسماء بنت أبي بكر لحظات اللقاء بين حالة المرأة الفلسطينية التي يذهب ابنها إلى الشهادة واللحظة التي يذهب أبناء أسماء فيها الى الشهادة ومزجتها بحب شديد لله ولقائه وبحب شديد للأمومة الطاهرة المتمثلة بأمومة أسماء بنت أبي بكر، وساعدني كثيرا النص الراقي الذي كتبه جمال أبو حمدان والمعطيات الأخرى كعلاقتي الفنية العميقة بمدير التصوير محمد حبيب وبكل الكوادر الأخرى التي يحتويها الوعاء الثري الذي أمنه الإنتاج الضخم والمتميز متمثلا في المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية.

* بين المرأة الفلسطينية في كل من المسلسل العريق «سيدي رباح» ومسلسل القضية الفلسطينية «الدرب الطويل» والمرأة الأردنية في المسلسل الرمضاني الأردني «الفرداوي» كيف توثقت هذه الصلة بك شخصيا؟

ـ في «الدرب الطويل» و«سيدي رباح» كنت المرأة الفلسطينية التي يقهرها الواقع وهي تقهره وتقيدها الظروف لتخرج من القيود بأفعال ربما شبه أسطورية هي أدوار أحببتها، وكنت اشتغل في التمثيل على أن تحبني وتقبلني لتبدو كأنها أنا فعلا وفي «الفرداوي» كنت المرأة الأردنية مقابلة للمرأة الفلسطينية، المرأة الأردنية القوية المنتجة للحب والحياة بكل صورها وتفاصيلها، أحببت جدا أم حسان في «الفرداوي» التي لعبت بالحياة كي لا تلعب بها والتي قهرت كل الصعاب فعجنت بالقهر في تلك المرحلة لكنها بقيت واقفة كالأشجار التي وان ماتت فإنها تموت واقفة وقد تجادلنا كثيرا أنا والمخرج احمد دعيبس حول تقديم أم حسان ببساطة متناهية وصدق عميق لتكون قريبة من كل الأمهات الأردنيات المكافحات. والمخرج دعيبس متفهم لأعماق الممثل ويحاول أن يجد نقطة اتصال بين هذا التفهم وبين ما لدى الممثل لكي يخرج ممثله في العمل على احسن صورة ليحافظ على نجاح عمله كمخرج متميز.