حجاب فرنسا وحجاب المذيعات العربيات

عبد الله القبيع

TT

تصرخ المذيعة المغربية المحجبة سمية المغراوي وتتساءل بحرقة «لماذا تمنعوننا من الظهور على الشاشة.. هل هو نوع من العقاب؟».

ولكنها تحذر بقوة «ظاهرة الحجاب ستنتشر بشكل واسع مستقبلا في الوسط الاعلامي وخارجه».

هذه المذيعة المحجبة التي حرمت من ابسط حقوقها، كما تقول، تطالب بايجاد حلول بدلا من «تقزيمها» و«تهميشها» في مجتمع بلادها! في الضفة الاخرى تتساءل مذيعة مصرية اخرى محجبة اسمها نيفين الجندي «هل تتسع قناة اقرأ لكل المذيعات المغضوب عليهن المفصولات بسبب الحجاب؟». وتتساءل ايضا «لماذا نلوم فرنسا اصدارها قرار منع الحجاب؟» على الرغم من اننا ضد ما فعلته فرنسا في مسألة الحجاب، الا اننا نحاول في التقرير المنشور الاستماع لتجارب المحجبات العربيات في الفضائيات ومعاناتهن خلف كواليس الحجاب.

نتساءل ببرود اعصاب وبحرقة وألم لماذا لم نشاهد مظاهرات واعتصامات ولوحات ولافتات في الدول العربية تتضامن ضد قرارات منع المحجبات المذيعات من الظهور في شاشات بلادهن قبل قرار شيراك؟

لم نشاهد ايضا اي شكل من اشكال الاعتراض على ظهور «السرة» العورة والمطالبة بسترها.

تتساءل ببراءة احدى المشاهدات غير المحجبات وتقول لماذا تكون فضائياتنا فقط «البسي» وهي غير «البسي»؟

نحن تعجبنا الظواهر الصوتية ونرى فنانات في كل الاوقات يبرزن مفاتن الجسد على سرائر الفيديو كليب ولكن اين القرارات؟

أليس الأجدر ـ تتساءل هذه المشاهدة الفضائية ـ من ان تكون «البسي» نابعة من صدقنا.

الخوف من ان يخسر شيراك منصبه الرئاسي ويظل المسؤول الذي يعلن صراحة ان قناة محجبة مثل «المنار» لا يمكن ان تتكرر في بلاده.

أليس أولى ان نعلن الحرب على عورة «السرة» التي اصبحت عنوانا مثيرا في كل اغاني الفيديو كليب بدل ان نحتج على فرنسا بلد العلمانية. هذا هو السؤال المهم؟