المذيعات المصريات المحجبات: لماذا الخوف من مذيعة عربية محجبة ونلوم فرنسا؟

قصص عن معاناة المذيعات خلف كواليس الحجاب * مذيعة تحذر : سنصبح أمرا لا مفر منه * مسؤول يؤكد: لا للحجاب

TT

فاجأت مذيعة قناة الجزيرة الاخبارية «خديجة بن قنة» المشاهدين بظهورها بالحجاب على شاشة القناة التي لم تجبرها على الاختفاء عن الشاشة لأداء تعليق صوتي على البرامج أو اعمال ادارية بالقناة كما هو حال المذيعات في التلفزيون المصري اللاتي يختفين عن الشاشة الصغيرة بمجرد ارتدائهن الحجاب، وعلى الرغم من قدم تلك المشكلة منذ أوائل التسعينات حين اختفت من على الشاشة مذيعات من جيل الأوائل مثل عفاف عبد الرازق وعفاف الهلاوي تلتهما نيفين الجندي، ثم تجددت المشكلة مرة أخرى حينما ارتدت عدد من مذيعات جيل الشباب في القناة الخامسة وقناة النيل للأخبار الحجاب منذ أكثر من عام، وبخاصة بعد صدور القرار بابعادهن عن الشاشة وإلحاقهن بادارة التعليق الصوتي في كل قناة، وهو القرار الذي وضع رئيسة قناة الاسكندرية فاطمة فؤاد في مأزق بعد ان اصبح لديها 5 مذيعات لاتستطيع ان تجعلهن جميعا يقرأن تعليقات صوتية على البرامج.

وأخيرا تجددت الأزمة حينما ارتدت مها مدحت مذيعة القناة الثانية بالتلفزيون المصري الحجاب وتم منعها كالمعتاد من الظهورعلى الشاشة رغم محاولاتها مع رئيسة التلفزيون زينب سويدان لتقديم برامج تتناول حياة الأسرة المسلمة، واسلوب تربية الاطفال إلا ان رئيسة التلفزيون رفضت ذلك وتطور الحوار بينهما في إحدى المرات الى مشادة كلامية قامت بعدها المذيعة مها مدحت بتقديم بلاغ الى النيابة ضد رئيسة التلفزيون تطالب فيه بحقها في ممارسة عملها كمذيعة أمام الكاميرا بل وقررت تصعيد الأمر الى القضاء الذي لم يحسم تلك القضية بعد.

مؤكدة في الوقت نفسه انها لم تفعل سوى ما يمليه عليها ضميرها ودينها ومن غير المعقول ان تعاقب على ذلك.

«الشرق الأوسط» استطلعت هذه القضية في آراء عدد من المذيعات المحجبات، فمن جهتها تقول معتزة مهيبة المذيعة بقناة النيل للأخبار: المذيعة مثل أية امرأة من حقها ان ترتدي الحجاب، وتمارس عملها شأنها شأن الطبيبة أو المدرسة، وبخاصة ان نسبة كبيرة من النساء في المجتمع ارتدين الحجاب، فلماذا يتم معاملة المذيعة بهذه الطريقة، لقد ارتديت الحجاب منذ ما يزيد على سنة ومن يومها لم أظهر على الشاشة وتم سحب كافة البرامج التي اقدمها مني، واعطاؤها لزملاء لي في القناة، لذلك كان قراري بالحصول على اجازة لمدة عام من دون مرتب من التلفزيون لاقتناعي بسلامة موقفي وان حجابي حرية شخصية لم يفرضه علي أحد ولا أفرضه على أحد، وبعدها عدت للعمل وكلي اصرار على إكمال مسيرة عملي الذي أعشقه حتى ولو من وراء الكاميرا. وحاليا اقوم بقراءة تعليقات القناة كما اقوم بتدريب المذيعات المستجدات على القناة.

وعن رأيها فيما يخص موقف مها مدحت ورفعها دعوى قضائية ضد التلفزيون، قالت معتزة لا أعتقد انها ستجني شيئا من وراء تلك الدعوى فالموضوع مرفوض مناقشته داخل التلفزيون.

مرعامان على ارتدائي الحجاب، ابتعدت فيها عن الكاميرا، ولكنني مارست عدة أعمال بالقناة تمثلت في قراءتي للتعليق، واعداد بعض البرامج الدينية التي تقدمها مذيعة غير محجبة أو مذيع، هكذا كان حديث منال الشافعي المذيعة بقناة النيل للأسرة والطفل التي واصلت حديثها قائلة: ولكنني لم استطع الاستمرار فكان قراري الحصول على اجازة لمدة عام من دون راتب، لانني لم أعشق سوى عملي كمذيعة منذ أن بدأت ذلك العمل في منتصف التسعينات في قناة ART انتقلت بعدها الى التلفزيون المصري، واعتقد انه لو ترك الخيار للمذيعات في التلفزيون لارتدين معظمهن الحجاب، ولكنهن يخشين من ترك وظائفهن، ولكن لكل واحدة منا ظروفها ولهذا كان قراري وقرار مذيعات غيري بارتداء الحجاب حتى لو ابتعدنا عن الشاشة.

دعاء فاروق مذيعة في تلفزيون ART عملت قبل ارتدائها الحجاب كمذيعة لمدة ثلاث سنوات على قناة الافلام فيART وبعد اتخاذها قرار الحجاب طلبت نقلها الى قناة «اقرأ» مثل غيرها من مذيعات الـART اللاتي ارتدين الحجاب، فكان قرار الشيخ صالح كامل بحق كل مذيعة ترتدي الحجاب في الاستمرار في عملها على الشاشة مع تقديم البرامج المناسبة لها.

تقول دعاء لـ«الشرق الأوسط»:« لم أشعر بأي فرق بعد ارتدائي الحجاب بل بالعكس احسست انني صرت أكثر حرية في مناقشتي لمواضيع كثيرة تتسم بالجرأة المحاطة بالحياء، واعتقد انه ليس من حق أحد التدخل في قرار امرأة أو فتاة قررت ارتداء الحجاب وبخاصة ان غالبية نساء المجتمع العربي والمصري صرن يرتدين الحجاب، فقد صار جزءا من الواقع سواء رفضنا ذلك أم وافقنا عليه، وأنا لا أعرف لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد لارتداء مذيعة الحجاب، ولا يحدث ذلك في حال ارتداء مذيعة ملابس تظهر مفاتن جسدها أو ملابس فاضحة بعض الشيء؟» نيفين الجندي مذيعة بالتلفزيون المصري ارتدت الحجاب منذ سنوات طويلة أكدت سعادتها بارتداء الحجاب رغم منعها من الظهور على الشاشة، وقالت : اقدم على قناة «اقرأ» برنامج فتاوى النساء والحمد لله انني وجدت قناة تحتضن امكانياتي كمذيعة، ولكن هل تتسع «اقرأ»: لكل مذيعة ترغب في الحجاب؟ بالطبع لا، ولهذا اعتقد ان على القائمين على أمور التلفزيون ان يدركوا ان المذيعة المحجبة ستصبح أمرا لا مفر منه، قد يكون ذلك بعد سنوات طويلة ولكنه سيحدث لأنه لايصح إلا الصحيح، وإلا فلماذا نلوم فرنسا اصدارها قرار منع الحجاب؟

على الجانب الآخر أكد مصدر مسؤول بالتلفزيون المصــــــري ـ رفــــــض ذكر اسمه ـ ان العـــــرف جرى في التلفزيون المصري على عدم ظهور مذيعة على الشاشة وهي ترتدي الحجاب، وقال صحيح انه لا يوجد قانون أو بند ينص على ذلك أثناء تعاقد المذيعة مع التلفزيون، ولكننا نسير على هذا المبدأ وبخاصة اننا لا نقبل مذيعة محجبة منذ البداية والجميع يعلم ذلك، فاذا ارتدت الحجاب فإننا لا نسمح لهن بالظهور بحجابها ولها مطلق الحرية في أن تترك العمل أو تنتقل الى عمل آخر وراء الكاميرا كالاعداد أو قراءة تعليق صوتي أو تنتقل للاذاعة.