.. ونصير شمة يرد: عندي ما يثبت كل اتهاماتي

TT

على الجانب الآخر اتصلنا بالموسيقي العراقي وعازف العود نصير شمة الملقب بـ«شيطان العود».

* ماذا عن العلاقة المتوترة بينك وبين ابناء منير بشير، خاصة انهم بصدد رفع دعوى قضائية يتهمونك فيها بالإساءة لوالدهم في برنامج «خليك بالبيت» على قناة LBC اللبنانية؟

ـ أهلا وسهلا برفع أية دعوى قضائية إن شاءوا لأن الشريط موجود وثبت انني لم أذكر اسم شخص معين وذكرت احد الفنانين العراقيين الراحلين، وهناك اسماء عديدة، واذا تصرفوا هذا التصرف فذلك سيكون له أثر سيئ عليهم وعلى سمعة والدهم لأنني لدي ما يثبت أنني لم أسئ لأي شخص أياً كان واذا كانوا يريدون رسم صورة جديدة لوالدهم منير بشير فهو لا يحتاج لأنه فنان كبير وله دور ممتد في نشر الموسيقى العربية في العراق والوطن العربي كله وأعطى قيمة كبيرة لآلة العود.

* يقولون ان منير بشير هو استاذك وإنك غير معترف بهذا؟

ـ منير بشير لم يعلمني حرفا على آلة العود بالرغم من أنني عاصرته خمس سنوات اثناء دراستي بمعهد الدراسات النغمية، وكان هو الذي يشير الي ويقول هذا ابني وتلميذي، وأسست وقتها فرقة «البيارق» وكان عمر ابن منير بشير ضمن هذه الفرقة فيما بعد، وعندما أسستها لم يكن منير بشير على علم بها في بداياتها وأسستها بمساعدة سيدة عراقية تكتب في مجال البحث الموسيقي وكانت توفر لنا المكان الذي نتدرب فيه، وكانت تتكون من مجموعة من الصغار من مدرسة الموسيقى والباليه. وبعدما استمرت البروفات بشكل جيد طلبت من منير بشير الذي كان وقتها مدير عام الفنون الموسيقية، ان يستمع إليهم، وتم بالفعل وفرح كثيرا وعلق قائلا: هذا حلم حياتي ان أرى شباباً صغاراً يعزفون على الآلات التقليدية بهذه المهارة، وطلب مني أن يضمهم لدائرة الفنون الموسيقية بوزارة الثقافة ويضع لهم رواتب، وتم هذا بالفعل واستمرت الفرقة واعتبرت من أفضل الفرق الموسيقية التي تقدم موسيقى عراقية خالصة، وكان خلافي الوحيد مع منير بشير أنه كان يريد أن تشارك الفرقة في احياء بعض المناسبات الوطنية، لكني كنت أعارض ذلك ولا أريده.

* اذن من الذي علمك العزف على العود؟

ـ الذي علمني فعليا استاذي «علي الامام» وذلك خلال أول عامين بالمعهد، وقبله كان «صاحب حسين الناموس» بمدينتي الكوت قبل دخولي المعهد. وبعد ذلك استاذ سالم عبد الكريم، وآخر عامين علمني استاذ «روحي الخماش» وهو من نابلس بفلسطين وكان يعيش بالعراق، لكن منير بشير لم يعلمني درساً واحداً وإلا كنت تشرفت بذكر ذلك لأن هذا سيضيف لي. لكن منير بشير كشخصية فنية لها وزنها الموسيقي وشخصية مستقلة على المسرح ومهارة لا يملكها أحد، لذلك أعلم أسلوبه لتلاميذي في بيت العود العربي لانني دائما أفصل بين الجانب الفني والجانب الشخصي.

* يتردد ان فرقة البيارق التي ذكرت أنك مؤسسها، منير بشير هو الذي أسسها وأنت تنسبها لنفسك؟

ـ منير بشير أسس فرقة اسمها «العربية» وليست له علاقة بفرقة «البيارق»، وهناك تسجيلات تثبت ان فرقة البيارق تحت قيادتي والمقطوعات التي يعزفونها معظمها من ألحاني بالاضافة الى مقطوعة أو اثنتين من التراث العراقي. وطول رئاستي للبيارق لمدة عامين كاملين لم أجعلها تشترك بأي مناسبة وطنية وتركتها لهذا السبب ولذلك نسبت الفرقة الى منير بشير، لكن هناك ما يثبت أنني مؤسس لهذه الفرقة وقائدها وتوجد كتالوجات للبرامج الموسيقية للحفلات التي كانت تشارك في احيائها وتثبت ان عمر منير بشير، كان من ضمن التلاميذ الموجودين بالفرقة، بالاضافة الى الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها أثناء البروفات والحفلات، وحتى تسجيلات التلفزيون تثبت ذلك.

* يقول عمر بشير ان فكرة «بيت العود العربي» كانت لمنير بشير وأنت أخذت الفكرة ونسبتها لنفسك؟

ـ اذا كانت الفكرة لمنير بشير فلماذا لم يؤسسها خاصة انه كان يمتلك القدرة المادية لذلك نظرا لمركزه وقتها وجميع الامكانيات متاحة له لتأسيس هذه الفكرة؟ بادئ ذي بدء هذه الفكرة كانت عنوان بحث قدمته لأول مرة عن مدارس العود المختلفة عندما كنت طالباً عام 1986 وهذا مسجل كوثيقة باسمي، وفكرة انشاء بيت العود العربي ليجمع بين مدارس العود المختلفة، أما عن منير بشير فقد كان لا يعترف بالمدارس الأخرى للعود فيما عدا المدرسة العراقية. وسؤالي الآن: لماذا لم يؤسس منير بشير تلك المدرسة وهو كان يملك السلطة والمال لتنفيذ هذه الفكرة؟

* يقولون انك لم تصبح نصير شمة الاسم اللامع في عالم الموسيقى إلا بعد وفاة منير بشير عام 1997؟

ـ قدمت أول حفل موسيقي لي في قاعة «الاورفلي» وهي قاعة للفن التشكيلي وعندي تسجيل فيديو يثبت ذلك، ومنذ عام 1985 وحتى 1987، أي خلال عامين، قدمت حوالي 100 حفل في جميع مدن العراق، وكان هذا وقت ازدهار اسم منير بشير فنيا وسياسيا، وهناك حكاية تثبت نجاحي في البدايات وكان في حفل لتكريم «محمد فاضل» وعزف في هذا الحفل عمالقة العود منهم «منير بشير» و«روحي الخماش» و«علي الامام» و«غانم حداد» وكنت معهم بالرغم من انني كنت طالباً في السنة الثالثة بالمعهد، لكنهم دعوني لأمثل الجيل القادم لآلة العود، وشاركت في هذا الحفل بالرغم من وفاة والدي وقتها، لذلك كل هذا الكلام ليس له معنى والاختبار الحقيقي للفنان عند وقوفه على المسرح وتقديمه موسيقى تعيش من بعده للأجيال القادمة.

* وماذا عن بيت العود العربي وطلبتك ومحبي موسيقاك؟

ـ الآن بعد ان أسست بيت العود العربي وأصبح هناك أساتذة وطلبة، يستطيع الأفضل منهم أن يواصل المسيرة من بعدي، لأنني من الآن أدربهم جميعا على ذلك حتى يتم اختيار الأفضل منهم، وكل هذا لا يعني لي شيئاً بالأساس، فأنا خلقت لأكون موسيقياً بالدرجة الأولى، وبعد ذلك تأتي أشياء كثيرة، وحتى منتصف هذا العام يجب أن أجد الطالب المؤهل لهذه المهمة، وهذا كله سيتم توفيره تحت رعاية وزير الثقافة المصري ووجود المكان الذي سيوفر لهم المناخ المناسب للتدريب وللاجتماع كعرب قبل أن يكونوا دارسين، لأنني أردت بتأسيس هذا البيت أن يكون جامعة للعرب بعيدة عن السياسة وما بها من خلافات، وخلق خط ثان وثالث للقيادة فيما بعد وهذا ما لم يستطع فعله السياسيون المحترفون.

* أعلنت عن تنفيذ ملتقى للعود الدولي قبل عام ونفذته دار الاوبرا المصرية في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية. ماذا عنه وهل ستدعو عمر بشير للمشاركة في هذا الملتقى؟

ـ لا أريد الاعلان عن برامجي المستقبلية لأنني عندما أعلنت قبل عام كما قلت عن فكرة ملتقى للعود الدولي، وهذا مثبت بكتاب أصدرته وزارة الثقافة المصرية تم تنفيذها في دار الاوبرا، لكنني لست حزيناً لعمل دار الاوبرا لمثل هذا الملتقى لأن المهم هو كيفية تنفيذ الفكرة نفسها خاصة في ظل ازدهار حركة الموسيقى في مصر والوطن العربي وآلة العود بصفة خاصة. أما عن عمر منير بشير فإذا كان مستواه كعازف يرتقي لنفس العازفين الذين سأدعوهم للمشاركة في الملتقى بالطبع سأدعوه ولم لا، لأنني في النهاية أريد أن أستعرض أفضل أساليب العزف المختلفة على آلة العود والتعريف بأفضل وأمهر العازفين في مصر والوطن العربي.

* هل ستشارك بنفسك في هذا الملتقى؟

ـ منذ فترة وأنا لا أشارك في ملتقيات للعود، وسبق ان اعتذرت عن عدم المشاركة في ملتقى العود في جرش بالاردن وكذلك بملتقى للعود في اثينا وكان هذا منذ عام تقريبا، ورشحت أحد طلبتي للمشاركة بدلا مني في كل مهرجان لأن هناك مراحل فنية يمر بها الموسيقي أو الفنان ستكون مشاركته غير فعالة بقدر ترك الفرصة لمشاركة غيره من العازفين لتكوين أجيال جديدة والتعريف بهم.