دور هذا العام

TT

* أقيمت الدورة التاسعة للمهرجان هذا العام كنوع من رفع العتب إذ جاءت «مسلوقة»، ولم يحدد موعدها، إلا متأخراً، بحيث ضارب على مهرجان دمشق السينمائي الدولي في يوميه الأخيرين، ومنحت الجوائز لثلاث من المطربات الدائمات الحضور في دورات المهرجان وهن فاتن مصطفى وفاتن حموي وميادة بسيليس، بعد ان اعتبرت الأغنية الأولى الفائزة «أغنية متكاملة»، وهذه صفة جديدة لم تطلق من قبل حتى على أغنيات أم كلثوم. وفي حين كانت ميادة بسيليس قد اكتسحت الدورات السابقة للمهرجان وتجاوز حضورها جميع المطربات، نفاجأ بها تتراجع إلى الدرجة الثالثة، وقد كانت الظاهرة الإيجابية هي ان عدد الأغنيات المشاركة كان محدوداً واقتصر على تسع عشرة أغنية فقط.. ذلك لأن العدد الكبير من المطربين والمطربات الشباب، والذي أطلقته الدورات السابقة للمهرجان بلا حساب، لم يجد أمامه أي فرصة للظهور والغناء ـ على عكس ما حدث بالنسبة للفائزين في برنامج «سوبر ستار»، فانكفأ عدد على نفسه وانطلق العدد الآخر للغناء في الملاهي وعلب الليل، ولم يقدم المهرجان على مدى تسع دورات، أي نجم من الجنسين في عالم الطرب وتقديم الأغنية السورية، الذي وجد المهرجان لإطلاقها، خاصة ان نجوم الغناء من المطربين والمطربات السوريين يقدمون الأغنيات باللهجة المصرية، امثال: ميادة الحناوي، اصالة، ربى الجمال، وصفوان بهلوان، وغيرهم، أي ان المهرجان لم يحقق تأكيد هوية الأغنية السورية التي لا تزال ضائعة، علماً ان نصف تراث الرحابنة مأخوذ من فولكلور وتراث بلاد الشام.

ولعل من الضروري ان ندوّن هنا شهادة المطرب الكبير صباح فخري في هذا المهرجان، الذي كان أحد مديريه، وقد ادلى بها تعقيباً على الدورة الأخيرة للمهرجان: «بكل أسف أفرزت مهرجاناتنا الغنائية السابقة مجموعة جيدة من الأصوات الرائعة، لكنه لم يتم تبنيها بالشكل المطلوب من جهات معينة كثيرة، سواء من التلفزيون أو غيره، وهذه الأصوات، إن لم ندعمها مادياً ومعنوياً، ونوفر لها التربة الصالحة، فستبقى هذه المهرجانات تدور في حلقة مفرغة، ونتيجتها الوحيدة تكديس الأصوات فوق بعضها من دون الأخذ بيدها، على عكس ما حدث في «استديو الفن» أو حتى في التجربة الناجحة لبرنامج «سوبر ستار»، الذي حظي بإعجاب الجمهور العربي، وأصبح كل المشاركين فيه نجوما».