في ليلة «الأوسكار» .. هل كان إنصاف «عودة الملك» ظلما لبقية المرشحين؟

TT

عندما صعدت دينيس روبرت، منتجة الفيلم الكندي الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي يوم الأحد الماضي، لتتسلم جائزتها قالت «الحمد لله أن Lord of the Rings لا يحق له أن يترشح لهذه الجائزة». فلقد كان فيلم عودة الملك، وهو الجزء الثالث والأخير من ثلاثية سيد الخواتم، مسيطراً حتى تلك اللحظة من الحفل على جوائز كل الفروع التي ترشح لها، وكانت أغلب التوقعات تشير إلى أنه سيستمر كذلك حتى نهاية الحفل. ولما أعلنت جائزة أفضل فيلم، وهي آخر جائزة في الحفل، أصبح الأمر رسمياً، وسجل باسم عودة الملك رقماً قياسياً جديداً. في أوسكار هذا العام، لم يستطع أي فيلم آخر أن يخرج بأكثر من جائزتين، بينما خرج هذا الفيلم بإحدى عشرة جائزة، هي مجموع ما ترشح له من جوائز. لينضم بذلك إلى فيلمي «بين هير» و«تايتنك» في حملهما لأكبر عدد من الجوائز في تاريخ الأوسكار (11جائزة)، وليتميز عنهما بأنه لم يخسر ترشيحاً واحداً. لقد أصبح فيلم «عودة الملك» صاحب الرقم القياسي في أكبر عدد من الجوائز متطابق مع عدد الترشيحات، بعد أن كان هذا الرقم مسجلاً باسم فيلمي«جيجي» و«الإمبراطور الأخير» عن تسع جوائز وترشيحات.

والجوائز التي حصل عليها «عودة الملك» هي: أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل سيناريو مستمد من مادة منشورة مسبقاً، أفضل موسيقى، أفضل أغنية، أفضل تصميم أزياء، أفضل تصميم ديكور، أفضل مونتاج، أفضل صوت، أفضل مكياج، وأفضل مؤثرات بصرية.

* جوائز سلمت من يد «الملك»

* بقيت عشر جوائز أوسكار من تلك المخصصة للأفلام الطويلة، وهي كالتالي: أربع جوائز خاصة بالتمثيل، وفي هذه السنة، ذهبت كلها لممثلين يفوزون لأول مرة بالأوسكار. فجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي ذهبت إلى شون بين عن دوره في فيلم «نهر ميستك»، وكان شون بين قد ترشح للأوسكار ثلاث مرات دون أن يفوز. وما يجدر ذكره أن هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها شون بين حفل الأوسكار، فصادف أول حضور له فوزه الأول بالجائزة. أما جائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي فذهبت إلى تشارليز ثيرون التي ترشح للأوسكار لأول مرة عن دورها فيلم «الوحش». اما جائزة أفضل ممثل في دور مساند فذهبت إلى تيم روبنز الذي يرشح أيضاً لأول مرة عن دوره في «نهرمستيك». وذهبت جائزة أفضل ممثلة في دور مساند لريني زيلويغر عن دورها في فيلم «الجبل البارد». وكانت زيلويغر قد ترشحت للأوسكار مرتين دون أن تفوز.

جائز أفضل سيناريو أصلي ذهبت لصوفيا كوبولا عن كتابتها لفيلم «ضاع في الترجمة». وصوفيا، كما هو معروف، هي ابنة المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا، ومن أشهر أفلامه «العراب» و«القيامة الآن». وهذا الفيلم هو فيلمها الطويل الثاني، وهو أول سيناريو أصلي تكتبه، حيث كان فيلمها الأول مقتبسا من رواية.

أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة (أحدث فرع في الأوسكار. أستحدث قبل سنتين) فذهبت إلى «البحث عن نيمو». ويجدر بالذكر أن هذا الفيلم لم تقتصر ترشيحاته على فرع الرسوم المتحركة فقط، بل رشح لفروع عامة هي: أفضل سيناريو وأفضل تحرير صوتي، وأفضل موسيقى. ولكنه لم يفز إلا كأفضل فيلم رسوم متحركة. أما جائزة الفيلم الوثائقي فذهبت لفيلم «ضباب الحرب» وهو وثائقي عن مستشار الدفاع في عهد الرئيس كينيدي روبرت ماكنمارا. وجائزة أفضل تصوير ذهبت لفيلم «السيد والآمر» وكذلك جائزة التحرير الصوتي. وأخيراً، جائزة أفضل فيلم أجنبي ذهبت للفيلم الكندي «الغزو البربري» وهو باللغة الفرنسية.

* عودة بيلي كريستال أيضا

* قدم الحفل هذه السنة الممثل الكوميدي بيلي كريستال، وهو أشهر وأكثر من قدم حفلات الأوسكار في الخمس عشرة سنة الماضية. فلقد قدمها لأربع سنوات متتالية منذ عام 1990 إلى عالم 1993، ثم عاد وقدمها لسنتين متتاليتين عام 1997 و1998، وها هو يعود هذا العام ليقدم حفل الأوسكار للمرة السابعة. بدأ الحفل بمادة سينمائية كوميدية تصور بيلي كريستال يجسد عدة شخصيات من أبرز أفلام 2003 ويشترك مع أبطالها في لقطات وحوارات مضحكة. وبعد انتهاء عرض المادة السينمائية، دخل كريستال إلى المسرح، وقدم مجموعة أغان ساخرة تتحدث عن الأفلام المرشحة والممثلين المرشحين. بعد ذلك، بدأ كريستال بتقديم فقرات الحفل و لم يلبث ان أطلق أول نكته سياسية عندما قال «هناك أشياء كثيرة تغيرت منذ أول مرة قدمت فيها الأوسكار (قبل 13 سنة). كانت الأمور مختلفة حينها. ففي تلك الأيام كان رئيسنا هو بوش، واقتصادنا متخبط، وكنا للتو قد خرجنا من حرب مع العراق». وفيما بعد أورد بيلي كريستال نكتة حول بعض الشخصيات السياسية وأفلامهم المفضلة لهذا العام، ومن ضمنهم صدام حسين، وفيلمه المفضل «حُـفر». وعن الجوائز المتعددة التي ذهبت لفيلم «عودة الملك» الذي يبدو أن أغلب طاقمه من نيوزيلندا، إذ كلما فاز أحدهم شكر مجموعة كبيرة من النيوزيلنديين، علق بيلي كريستال بأن الناس بدأو ينتقلون للعيش في نيوزيلندا لكي يشكروا، حيث أنه بدا أن ليس هناك نيوزيلندي واحد لم يشكر في حفل الأوسكار هذا.

* التكريم

* عدة شخصيات سينمائية تم تكريمها في حفل هذا العام. الجائزة التكريمية الرئيسية ذهبت للكاتب والمخرج والمنتج بليك إدواردز صاحب أفلام كلاسيكية شهيرة مثل «فطور في افتاني»، «النمر الوردي» و«تين». كما كانت هناك لفتة تكريمية للكوميدي الشهير بوب هوب. وكعادة الأوسكار كل سنة، كانت هناك وقفة تكريمية للشخصيات السينمائية التي فارقتنا خلال العام المنصرم، ومن أبرزها هذا العام المخرج إليا كازان، والمخرج جون شليزنغر، بالإضافة إلى الممثل غريغوري بيك والممثلة كاثرين هيبورن اللذين كان لكل منهما وقفة تكريمة خاصة به.