السياسة والأوسكار

حازم الجريان

TT

بالرغم من الاعتراض الشديد الذي تبديه أكاديمية السينما الأميركية حول تحويل حفلة الاوسكار إلى فرصة للتعبير عن الرؤى السياسية، فإنها في الحقيقة لا تستطيع منع الفائزين من قول ما يريدون عندما يقفون على خشبة مسرح الكوداك، وهو ما يمثل لبعض الفائزين إغراء لا يقاوم للتعبير عن رأيه وتوجيهه للملايين من مشاهدي الحفل، وإذا كان حفل هذه السنة قد خلى من التعليقات السياسية الحادة فإن تاريخ الحفل لا يخلو من لحظات احتجاج سياسي مثير وغير متوقع:

* في عام 1973، رفض مارلون براندو جائزة أفضل ممثل عن فيلم «العراب» وأرسل للحفل امرأة هندية لتعلن للحضور بأن براندو يرفض الجائزة احتجاجا على الطريقة التي تعامل بها هوليوود الهنود الحمر، لاحقا اتضح بأن المرأة الهندية هي مجرد ممثلة استأجرها براندو لهذا الدور.

* في عام 1978، أثارت البريطانية فانيسا ريدغريف جدلا واسعا بعد تسلمها لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «جوليا»، حيث هاجمت السياسة الإسرائيلية في لبنان ووصفت بعض المحتجين أمامها بـ «السفاحين الصهاينة»، في إشارة إلى إحدى جماعات الضغط اليهودية التي طالبت شركة «فوكس القرن العشرين» بعدم التعامل مع ريدغريف بسبب مواقفها السياسية مع العرب.

* في عام 1993، لم تقتصر التعليقات السياسية على الفائزين فحسب، بل امتدت حتى لمقدمي الجوائز أمثال الممثل البوذي ريتشارد غير الذي استغل تقديم الجائزة لالقاء خطبة مطولة انتقد فيها احتلال الصين للتبت، وهاجم زعيم الصين دينغ زايوبنغ وسجل حقوق الانسان في الصين. وقبل ريتشارد غير تكلم الممثل تيم روبنز وزوجته سوزان ساراندون عن 266 مصابا بالايدز تحتجزهم الولايات المتحدة الأميركية في خليج غوانتانامو.

* عام 2003، كان عاما خاصا، فقد أقيم الحفل قبل أيام من بدء الحرب على العراق، وانعكس فيه الجو السياسي المحتقن في كلمات أكثر من فائز، كان أكثرها جدلا هي كلمات المخرج مايكل مور عندما هاجم الحرب على العراق وردد «عار عليك بوش، عار عليك بوش».