اسمع من التلفزيون

عبد الله القبيع

TT

هل جربت ان تشاهد أغنية دون ان تنظر إلى الفيديو كليب؟ أي بمعنى ان تسمعها من التلفزيون؟

في الحقيقة جربت ذلك مصادفة عندما احترقت الشاشة وبقي الصوت.

بالطبع لم اشتق الى الرسائل الملتهبة ولا لترشيحات بشار أو عطية خاصة ان قمتهم المقبلة لن تتأجل وستعقد في موعدها ولأن ذلك دليل على ان القمم الغنائية هي التي توحد العرب.

بعد ظهور «التلفزيوني الواقعي» أو «تلفزيون الواقع» الذي يعطينا بالصوت والصورة كل شيء عن المرشحين من بداية «شخيرهم» الى التمارين الصباحية، هذه البرامج الواقعية سرقت الاضواء من مشاريع الاصلاح ومشاكل الوزراء العرب.

تسأل ماذا حدث في تونس تأتيك الاجابة من سيفوز بشار أو محمد عطية؟

عودة الى التلفزيون المحروق تكتشف ان كلمات الاغاني جميلة واحساس الفنان بصوته لا بلبسه اجمل.

لن تقلقك قبلة جائرة أو طائرة أو غابة السيقان التي انزرعت في غرف الاطفال في منزلك.

من نعمة الاستماع الى التلفزيون ايضاً ان لا يثيرك ذلك المغني الذي لا يغني، ولا تحتاج ان تراهن على ان عدد الراقصات مع راشد الماجد اكثر من رابح صقر.

لماذا العذاب اذاً.. مخرج يقترح التصوير في اعالي الجبال ومخرجة لا تصور الا اجساد العمال وآخر يجعل المطرب يقفز من اعالي العمارات.

اذاً لا يحتاج الفنان المصري ايهاب توفيق الدخول الى السجن في تهمة جمع الفواكه من الارض على اعتبار انها قنابل موقوتة ارهابية وايضاً لا تحتاج نانسي عجرم الى تلك الفئران المخملية التي لا تشبه فئران ويمبلي او حي السبيل.

ولكن هناك فنانات تحتاج الى مشاهدتهن فلا يمكن على سبيل المثال ان تسمع اهات هيفاء من دون مشاهدتها او روبي بدون ان تحفظ تمارين اللياقة البدنية التي تمارسها.

«مزعج اسرائيل» شعبان عبد الرحيم وهو يتمخطر بالسلاسل الملونة والقمصان الملونة والاحذية الملونة... فقط اغلق الصورة واستمع للتلفزيون وستجد الفرق.

[email protected]