نكتة أم حقيقة .. هل يتحول محمد عطية إلى مشروع قومي بعد فوزه بلقب ستار أكاديمي العرب؟

والدته كانت غير متحمسة وزوجة حمادة إمام ساعدته على المشاركة في البرنامج وعضو برلمان يرى في الفوز مغزى سياسيا

TT

من بين النكات التي تداولها الشباب المصري خلال الايام الاخيرة، واحدة تقول انه لا بد من صدور قرار حكومي بتحويل «محمد عطية» الى مشروع قومي، انه المشروع الذي تبحث عنه الحكومات المصرية منذ سنوات لتوحيد المصريين، وجعلهم يلتفون حول هدف واحد مثلما كان الحال في العهد الناصري.

واذا تجاوزنا من جانبي المبالغة الشديدة والسخرية اللاذعة في تلك النكتة الشعبية، فإنها تحمل دلالة قاطعة على حجم الاهتمام الهائل الذي ابداه الشارع المصري تجاه ابنه الشاب، المشارك في برنامج ستار اكاديمي، والذي تجسد في 23 مليون رسالة هاتفية لدعمه في المنافسة الشرسة، والتي وصلت الى ذروتها مساء الجمعة الماضية، وقت الحلقة النهائية من البرنامج الجماهيري «ستار اكاديمي» الذي تبثه قناة الـ L.B.C اللبنانية، وكان محمد عطية يخوض منافسة شرسة ضد منافسه الكويتي بشار الشطي، ظلت محتدمة حتى اللحظات الاخيرة من عمر البرنامج، وحسمها محمد عطية لصالحه بنسبة 55.1% من اجمالي التصويت على امتداد العالم العربي.

وكان لافتا للنظر ان تخرج مظاهرات في بعض شوارع وأندية مصر تهلل لهذا الانتصار وتهتف باسم عطيه، وتتوجه بطلا قوميا، وكأنه «فتح عكا»، وهو الاهتمام الذي يؤكد الاعلامي والبرلماني المصري حمدي الكنيسي بأنه يحمل مغزى سياسيا، ويدل على احتجاج جماهيري صارخ على احوال السياسة العربية المتردية، وفشلها الذريع في عقد مؤتمر قمة روتيني، مما جعل الجماهير تنصرف عن القمة السياسية الى القمة الشعبية المتمثلة في برنامج تلفزيوني بسيط.

وأيا كانت التفسيرات فإن اسم محمد عطية تحول خلال ساعات الى منافس قوي لنجوم الفن والرياضة، فوالدته التي لم تصدق ان ابنها يحظى بكل هذا الاهتمام، اعترفت لـ«الشرق الاوسط» انها لم تكن متشجعة منذ البداية على دخول ابنها الى «الاكاديمية» خوفا من ان تؤثر على دراسته وتعطله عنها.

ومحمد عطية ـ21 عاما ـ طالب بالفرقة الثالثة بكلية الاعلام جامعة القاهرة قسم الاذاعة والتيفزيون، وبرز في مجالي الغناء والتقليد مما دفع عميدة الكلية د. ماجي الحلواني ـ وهي زوجة لاعب الكرة القديم حمادة امام وأم نجم نادي الزمالك والمنتخب المصري لكرة القدم حازم امام ـ الى تشجيعه على الالتحاق بـ«ستار اكاديمي» وساعدته على الحصول على اجازة دراسية لمدة 3 أشهر للسفر الى بيروت. وكنوع من الوفاء لها اعترف محمد عطية بفضلها في كلمته التي القاها عقب فوزه باللقب، وقال انه لولاها لما حقق هذا الانجاز.

ومحمد عطية ينتمي الى مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية في دلتا مصر، وهي المدينة التي تشتهر بمقام العارف بالله الشيخ احمد البدوي، وخرج كثير من شبابها في مظاهرة حاشدة مساء الجمعة الماضي طافت شوارع المدينة، تعبيرا عن ابتهاجهم بفوز ابنهم في تلك المسابقة التي حظيت بأعلى نسبة مشاهدة بين برامج الفضائيات العربية، بما فيها القنوات الاخبارية، رغم سخونة الاحداث السياسية في العالم العربي.

احد هؤلاء الشباب علق قائلا «ان لحظات الفرح في حياتنا الان اصبحت نادرة دعونا نفرح قليلا». وترجمت شقيقة محمد فرحها عمليا عندما قامت بتوزيع الحلوى والمشروبات الغازية على جيرانها وعلى المهنئين الذين توافدوا الى بيت الاسرة للمشاركة في الفرح، والذي اتسع بعد العروض التي تلقاها محمد عطية حتى قبل وصوله الى مصر، وبينها عروض للتمثيل والغناء وان كانت الاخيرة ـ عروض الغناء ـ هي الاكثر جاذبية له، لانه لا يحسب نفسه على مجال التمثيل، رغم الحضور الذي يتمتع به، وقدرته على تقليد الشخصيات واعجابه الشديد بنجم الكوميديا عادل امام.

محمد عطية يفضل تصنيفه كمطرب، حيث يتمتع بصوت قوي سليم، وهو ما ظهر في الاغنيات التي أداها في حفلات الاكاديمية، سواء منفردا، أو مشاركا لنجوم الطرب مثل ايهاب توفيق وحكيم وأنغام وأليسا وأصالة وغيرهم من النجوم الذين شاركوا في الحفلات الاسبوعية طوال 3 أشهر مضت.

ورغم اغراءات العروض فإن اول مهمة يجب على ستار اكاديمي العرب ان ينجزها هي أن يعوض ما فاته من محاضرات في دراسته التي انقطع عنها لمدة 3 أشهر، وان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه قبل الامتحانات النهائية التي اصبحت على الابواب، ولكن قبل العودة لمقاعد الدراسة قررت كلية الاعلام اقامة حفل لتكريم محمد عطية الفائز بلقب ستار اكاديمي العرب بمبلغ 50 الف دولار بعدها يبدأ محمد في استثمار نجاحه.