لا يفل «الحريم».. إلا «الحريم»

عبد الله القبيع

TT

يقال ـ والله اعلم ـ ان بعض المطربات الاصيلات شمرن عن سواعدهن وقررن تلبية لرغبات بعض الشعوب التي تعاني من الاستعمار «الكليبي» وتضامنا مع النساء المضطهدات اللاتي لم ينفع معهن مكياج روبي ولا عمليات تجميل نانسي ولا فساتين مروه ان يؤسسن جمعية لمكافحة «عري المطربات».

تهدف هذه الجمعية الى محاربة الارهاب الغنائي ومتابعة فلول الاغاني «الفياغرية» و«السريرية» واغاني «الاستحمام» الكليبي ومناصرة الأسر المتضررة من هذه المناظر والحفاظ على الازواج.

كما تهتم هذه الجمعية بنشر الفضيلة والمحافظة على العادات والتقاليد والاهتمام بكلمات الاغنية لا بالمطربة وغمزاتها وضحكاتها أو آهاتها.

المشكلة التي تؤرق تفكيري في الحقيقة هي الطريقة التي ستتم بها هذه «المكافحة» وهل سيتم توزيع الناقص من القماش لستر الاجزاء المعلنة من اجساد الفنانات «المعرّيات» ام انه سيتم إهداؤهن فساتين شرعية او الاستفادة ايضا من تجربة المذيعات السودانيات المحتشمات وتعميم هذه الازياء ايضاً لمذيعات «النصف كم» في الفضائيات ايضاً؟

اذا كان سوق الفضائيات يشهد هذه الايام سباقا محموماً لمن يغني اقل ويرقص افضل ويلبس اقصر، فهذه مهمة صعبة لهذه الجمعية. ألا تلاحظون ان مفردات الفضائيات اصبحت تدور حول العري والاباحية واثارة الغرائز، وان المسألة زادت عن حدها؟

على الرغم من صراخ الفنانة السورية اصالة حول هذا الوضع المتردي وان الفن، حسب قولها، اصبح مهدداً، والمتلقي اصبح حائراً بين الطيب والخبيث، وان هناك خلطاً بين الفن الحقيقي والمزيف الا ان الكم اصبح اكثر.

بدوري اتساءل عن معنى المزيف على الرغم ان ما نشاهده من روبي ونجلاء ولوسي وهيفاء، اصلي مائة في المائة، والدليل الجوائز التي اصبحت تنهال عليهن.

اعتقد ان المصيبة بدأت من شركات الانتاج وافكار المخرجين الذين يبحثون عن الافكار الجهنمية لغزو «العوالم» للدخول بقوة الى «العولمة». ولأننا أمة غنائية من الخليج الى المحيط، فلا بد ان تكون لنا اجساد ننافس بها في المحافل الدولية، خاصة بعد ان خسرنا شرف التمثيل بالاقدام.

لا بد لشعوب العالم المتحضرة ان تتعرف على الموهوبات «بنص كم» وعلى المطربات اللاتي لايمتن «بصلة» للفن الجاد، ولكنهن يمتن «بثوم» في العالم الثالث. أريد فقط ان اعرف الطريقة التي ستتم بها مكافحة «العري» خاصة ان الصيف قادم لا محالة ومذيعات النشرات الجوية بدأن بكشف المستور لأن «الطئس» «مشوب» والرياح متقلبة و«القلع» بدأ.

[email protected]