الفنان السوري عابد فهد: الحجاج في كل احتلال وهزيمة وانتصار .. وأنتظر «الطريق إلى كابل»

TT

عابد فهد نجم سوري تألق في رمضان الماضي عبر مسلسل الحجاج حيث قدم للمشاهد شخصية تاريخية طالما كثرت حولها الأقاويل واختلف فيها المؤرخون، فهل استطاع عابد فهد أن يقدم الحجاج على حقيقته، وهل استطاع أن يقنع المشاهد العربي بهذه الشخصية؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها في حوارنا التالي مع الفنان عابد فهد.

* بداية هل كنت تتوقع أن يحقق مسلسل الحجاج هذا النجاح الكبير؟

ـ نعم لحد كبير، فمقومات العمل كانت متكاملة وكل ما احتاجه من متطلبات وعناصر انتاجية قد تحققت والأهم أن النص الذي كتبه جمال أبو حمدان عن شخصية الحجاج كان متميزاً وكتب بحرفية شديدة، إضافة إلا أن المخرج محمد عزيزية استطاع أن يقدم هذه الشخصية بالصورة المطلوبة للمشاهد العربي واستطاع أن يجسد النص المكتوب صورة مرئية وصلت بسهولة للمشاهد، وكل من شارك بالعمل استمتع به وعمل معه باخلاص، فقد عملنا جميعاً بروح أخوية لانجاحه وهذا ما شعرنا به منذ البداية، وعن نفسي أقول تأثرت بالدور وتعايشت معه بكل تفاصيله، نحن اجتهدنا وقدمنا ما نستطيع ونترك الحكم للسادة المشاهدين.

* لماذا طرحتم مسلسل الحجاج في هذه الفترة بالذات، وهل لطرحه علاقة بالواقع العربي؟

ـ لكل عمل فني رسالة ولا يصح أن يكون هناك مشروع فني يضم 1400 مشهد ولا يكون له رسالة، في الحقيقة نحن قررنا تصوير مسلسل الحجاج قبل الحرب على العراق بسنة تقريباً وكانت هناك قراءة لهذا المشروع والعمل ليس له رسالة مباشرة لما جرى في العراق ولكن الحجاج يتقاطع مع كل احتلال وهزيمة وانتصار، هو قراءة توفيقية لمعرفة هذا الرجل الإشكالي، وكشف حقائقه بسلبياتها وإيجابياتها. إذا قرأنا الحجاج نقول إنه كان مدرسة في السياسة والتنظيم والجيش، ومشروع الحجاج كان يتحدث عن رجل دولة. العمل تحدث عن تفا صيل فترة مهمة من تاريخنا لعب خلالها هذا الرجل دورا مهما. ومع كل ما قيل عنه فهو يمتلك الكثير من الا يجابيات التي قدمها العمل كاقتراحه على عبد الملك بن مروان تغيير الديوان من البيزنطية للعربية والغاء العملة البيزنطية واستبدالها بعربية إضافة لكونه وحد دولة الاسلام في ظل بني أمية وأمتدت ولايته إلى كل أصقاع العالم، والكثير من أقواله ما زالت قائمة حتى يومنا هذا فقد قدم العمل رسالة مفادها ضرورة المصالحة بين الشعب والحاكم الذي يريد بناء بلده مهما كانت السلبيات التي قام بها في طريقه لبناء البلد.

* هل تعتقد أنكم قدمتم الفترة التي عاش فيها الحجاج بصورتها الحقيقية بعيداً عن التغيير أو المجاملات؟

ـ نحن حاولنا الابتعاد عن كل ما من شأنه الإساءة لأحد ولم يكن همنا التركيز على السلبيات فقط، حقيقة العمل ركز على النزاع من أجل الخلافة ومن هو أمير المؤمنين، حتى قضية حصار مكة ودخولها من قبل الحجاج تعرض له العمل من ناحية عسكرية وليس لأغراض شخصية، مسلسل الحجاج استند الى عمل موثق تاريخيا وكانت كل الاوراق كاملة امامنا وكل الاحداث التي تعرض لها العمل قدمت بامانة.

* هل تعتقد انك قدمت شخصية الحجاج بكل سلبياتها وايجابياتها وهل تجاوزتم مرحلة التملق وقدمتم العمل بتجرد؟

ـ كان العمل منصفا لشخصية الحجاج وكما لاحظنا في البداية تعاطف المشاهدون معه بشكل كبير وعندما تعرفوا على شخصيته خلال العمل وما مر به من احداث مثيرة وخاصة انه شخصية قوية لا تهزمه الشدائد وكان رجل سياسة بارعا. اعتقد ان المشاهد نفر منه عندما حاصر مكة ودخلها وحدث غضب حينها من هذا العمل ولكن في النهاية تأثر الناس كثيرا بنهاية هذا الرجل الذي صنع الكثير للدولة في حياته. وأنا أترك الاجابة عن هذا السؤال للمشاهد العربي في النهاية.

* ما الشعور الذي انتابك عندما عرض عليك تقلد دور بطولة مسلسل الحجاج؟

ـ انتابتني جملة من الأحاسيس، في البداية كان شعور المسؤولية ووجوب التحدي لكي أنجح بها هو الذي يتملكني خاصة أن العمل كان بطولة مطلقة وكل الأضواء ستسلط على البطل. وفشل العمل ونجاحه مرتبط بأدائي في دور الحجاج. ولكن عندما تلقيت الاتصال الأول حيث عرض علي الدور شعرت بعدة أحاسيس كالخوف والنشوة والسعادة والتردد إلى أن استدعيت إلى أداء المشهد الأول وكنت متحمساً حينها بشكل كبير بالدور وعندما انتهيت منه شعرت بالخوف الحقيقي لأنني أتحمل مسؤولية عمل ضخم واذا لم أنجح فهذا يعني فشل عمل ضخم وفرت له كل عوامل النجاح وهذا ساهم في دفعي لكي أ نجح في دور الحجاج.

* بعد أن أديت دور الحجاج كيف ينظر عابد فهد لشخصية الحجاج التي عاش معها لعدة شهور؟! ـ أنظر له بكل احترام ولا أستطيع قول غير هذا، بعيداً عن كل التفاصيل، أنظر له كرجل أسس ووحد وكان صاحب قرار في الدولة، التي كانت في حينه في أمس الحاجة إليه.

* كيف تلقيت ردود الفعل حول مسلسل الحجاج؟

ـ ردود الفعل كانت إيجابية وتمتدح العمل وتصديه لعرض فترة مهمة من تاريخنا بكل جرأة ومصداقية وحتى أن بعض المسؤولين العرب قدموا إلينا التهاني بنجاح العمل.

* الأعمال التاريخية باتت ظاهرة مهمة، في نظرك ما هو دورها في عملية ربط الماضي بالحاضر. وإحداث نوع من التغيير في حاضرنا؟

ـ التاريخ مدرسة نستفيد من دروسه ونتخطى صعابه لكي لا تتكرر معنا مستقبلاً، الأعمال التاريخية عندما تتصدى لفترة معينة فهناك قراءة لما جرى في الماضي.

وما يجري في تاريخنا المعاصر وهي نظرة تحليلية تحاول ربط الحاضر بالماضي ومحاولة استنتاج الدروس من التاريخ لنعرف ما نصنع في الحاضر. نهاية الزير سالم تشبه ما جرى لصدام حسين مثلاً فحالة الزير سالم وملامحه وحزنه وعدم تركيزه وكونه أصبح وحيداً شبيهة بشخصية صدام حسين.

* بعد النجاح الذي حققته في الحجاج هل ستستمر في مجال العمل التاريخي مستقبلاً؟

ـ نحن دائماً نتردد في التصدي للأعمال المعاصرة ونبشها على عكس ما هو حاصل في الغرب حيث يناقشون أدق تفاصيل حياتهم السياسية والاجتماعية في أعمالهم التلفزيونية والفنية وهذا من شأنه أن يحقق المساهمة في حل المشاكل التي تعترضهم ويعطي الدور للدراما للمساهمة في الحل والتغيير. أنا أحب الأعمال التاريخية ولها رسالة مهمة يمكن ان تقدمها ويفهمها المجتمع بسهولة، من شاهد الحجاج يجب أن يفهم أنه يقول إننا أمة واحدة.

* شاركت هذا العام في مسلسل «علمكشوف» بينما غبت عن المشاركة في مسلسل «مرايا» الذي شاركت فيه لسنوات طويلة فما السبب؟

ـ اعجبت بمجموعة الشباب التي انشأت فكرة «علمكشوف» خاصة رافي وهبة والليث حجو وأحب العمل مع هؤلاء الشباب لأنهم يناقشون واقع المجتمع وما يعترضه من مشاكل. والعمل أسيئ له عندما عرض في رمضان حيث لم تفهم رسالته ولكن عندما يعرض مرة أخرى سيفهم القارئ حقيقة هذا العمل. أما عن «مرايا» فلم أشارك بها هذا العام لأني كنت مشغولاً بتصوير الحجاج وإلا فأنا ابن «مرايا» وأعتقد أن هذا العمل سيبقى ناجحاً.

* تقومون حالياً بتصوير مسلسل الطريق إلى كابل هلا حدثتنا عن هذا العمل.

العمل مهم جداً وسيكون أكثر الأعمال جرأة ومصداقية وأكثرها حساسية وهو تاريخي سيلامس واقعنا المعاصر وما نعيشه من آلام وآمال وعنوان العمل هو «الطريق إلى كابل» وكاتبه جمال أبو حمدان والعمل من بطولتي حيث أجسد فيه دور شاب أفغاني ويشارك فيه عرب وأجانب والتصوير تم بين الأردن وإيران والعمل من اخراج المخرج التونسي شوقي الماجري.