اللبنانية مي حريري بعد زيارتها الأولى للقاهرة: أنا مؤدية ولا أجرؤ على قول إني مطربة

أحب الشقاوة ولا أستطيع أن أمنع نفسي من الرقص * أليسا كانت تغني في الملاهي الليلية وهيفاء تستخدم جسدها في الإغراء ونانسي عجرم غنت في الخيام

TT

بعد غيابها عن الاضواء لفترة، عادت المغنية اللبنانية مي حريري الى الاضواء مرة اخرى لتقدم ألبومها الغنائي الاول «حاسهر عيونه»، وذلك بعد ان ترعرع بداخلها الاحساس المرهف للنغم الاصيل على مر السنين حتى نضج وآن له ان يولد في ملامح غنائية استطاعت بذكاء فني ان تختار اغنيات تؤكد من خلالها قدرتها على اداء انواع كثيرة من الالوان الغنائية بصوت حريري شفاف تستطيع منه ان ترى وتدخل الى اعماق مي حريري وتهمس منه انعكاس جمالها الخارجي على داخلها الاكثر جمالا ونقاوة.

ومع البومها «سحر عيونه» انضمنت مي الى قائمة المغنيات التي تضم اسماء كثيرة فتمكنت من اثبات نفسها ووضع اسمها على رأس القائمة بسبب الكاريزما التي تتمتع بها، وما علق في اذهان الناس عن تلك الفتاة التي كانت طرفا في قصة حب تحدث عنها الكثيرون مطولا وكيف كان استقبال الجمهور المصري لها في أول زيارة لها كمغنية.. فسألناها:

* في زحمة الاصوات الفنية النسائية كيف تمكنت من اثبات نفسك من خلال اغنية واحدة؟

- الحمد لله نجاحي كان هبة سببها محبة الناس لي، فأنا معروفة حتى قبل احترافي الغناء والناس ما زالوا يتذكرون اسمي، فمهما قدم الفنان من اعمال ناجحة، لن يصبح نجما ما لم يكن يتمتع بكاريزما داخلية تقربه من الآخرين.

* كيف وجدت استقبال الجمهور المصري لك بعد البومك «حاسهر عيونه»؟

- كان استقبالا رائعا لم اكن اتوقعه، فالشعب المصري حبوب وجميل. وعندما يحبون احدا فمن الممكن ان يقوموا بعمل أي شيء من اجله. وعلى العكس تماما عندما يكرهون احد فلا يمكنهم حتى سماع صوته، ولكن ما لمسته من حب الجمهور خلال الفترة القصيرة التي زرت خلالها مصر وجدت ان الشباب والصغار يحبونني بشكل جميل واحمد الله على ذلك.

* تصوير الاغنية اثار اعجاب العديد خاصة انك موهوبة في تقليد العديد من الشخصيات فهل ضقت من رد الفعل؟

- احب الشقاوة فهي من احدى صفاتي، كما انني لم اخش من رد فعل أي منهن لانهن صديقاتي واعرفهن جيدا ولكني كنت متخوفة من شيرين عبد الوهاب بعض الشيء فلم اكن وقتها قد عرفتها بعد ولكني تعرفت عليها من خلال التلفزيون ودرست شخصيتها ومن هنا تأكدت انها لن تتضايق من قيامي بتقليدها كجزء من الكليب الخاص بي ولكن بعد الكليب فوجئت بأنها سعيدة من الكليب بل واثنت على تقليدي لها ومن يومها اصبحنا اصدقاء.

* هناك العديد من المغنيات حاليا يستخدمن العري والاغراء في الكليب لان اصواتهن لسيت غنية؟

- اكدت من قبل انني اعتمد على الشقاوة فقط، فانا من عائلة متدينة وملابسي محتشمة دائما ولا بد ان تكون هناك حدود دائما في كل شيء. وانا دائما اضع لنفسي حدودا معينة، كما انني كنت زوجة ملحم بركات وهو ملحن كبير وله اسمه وتاريخه العريق في لبنان وحتى عندما كنا نسهر وكانت الموسيقى تنتشر في المكان كنت لا استطيع ان امنع نفسي من الرقص دائما على انغام الموسيقى التي اعيش بداخلها ولا اتذكر أي شيء لدرجة ان الراقصة دينا اكدت ان رقصي جميل جدا مما سيسبب ذلك أزمة لدى الراقصات فأنا احب الفن بكل اشكاله واعتقد انه يجري في عروقي مثل الدماء ومن غيره لا اتمكن من العيش فهو يحتاج الى الاحساس.

* كيف جاءت فكرة الكليب خصوصا انها مختلفة عن الموجود على الساحة؟

- ان فكرة الكليب كنت اعيشها، فالجديد فقط في الفكرة وحاولت ان اكون ذكية والفت الانظار الي من خلال هذا الكليب كما انه كان لا بد من ايجاد وسيلة للصحافة حتى تتمكن من الكتابة، وبالتالي فكرت مع المخرج في هذه الفكرة وبدأنا بتنفيذها والتي ساعدت في وصولي الى الجمهور خاصة ان صوتي ليس معجزة وقد لاقى ردود افعال عديدة وايجابية، مما اسعدني كثيرا.

* وكيف دخلت مجال الفن؟

- لقد عشت تجربة فنية كاملة وكل الخبرة الفنية التي من الممكن ان يمنحها الله لانسان اكتسبتها من زوجي السابق ملحم بركات وكنت اعيش الاحاسيس التي يشعر بها المطرب عندما يغني فبداخلي احساس مرهف للموسيقى، فقد كان ذا صوت جميل وخبرة كبيرة في مجال الغناء، وبالتالي كانت الفترة التي قضيتها معه جعلتني اشعر باحساس كبير.

* في فترة ما كنت زوجة الموسيقار ملحم بركات وكنت الاشهر بين سيدات المجتمع؟

- هذا صحيح فأينما كنت اسهر كانت عدسات الكاميرا تتجه نحوي واينما أكون اشعر بمحبة الناس لي.

* لانك زوجة الفنان الشهير أم لانك مي حريري؟

- لا انكر انني اشتهرت، كوني تزوجت من الموسيقار الكبير، لكن الشهرة شيء ومحبة الناس شيء اخر، اعتقد ان من احبني انما احبني لذاتي ـ تصمت قليلا ـ ثم تقول في تلك الفترة هاجمني الكثيرون بصفتي الزوجة الثانية التي تلاحقها دائما الاتهامات وتثار حولها علامات الاستفهام.

* لماذا قررت اليوم بالذات ان تبدأي بتحقيق حلم الغناء الذي راودك منذ سنوات؟

- لا اعرف، شعرت بأني اريد ان اغني خصوصا ان هذا الحلم لم يكن مجرد حلم يتلاشى مع مرور الزمن، على العكس كان يترسخ في وجداني لدرجة انني عزمت على التنفيذ بعد سنوات من التخطيط، اعتقد ان هذه الفترة الطويلة كانت لصالحي لاني بت ادرك اكثر خياراتي الفنية كما ان هناك العديد من النجوم حاليا في الوطن العربي كنت اعرفهم قبل ان يلمعوا في سماء الفن، منهم أليسا وكانت تغني في عدد من الملاهي الليلية وتقدم اغاني لطيفة وجميلة. اما هيفاء وهبي فكانت موديلا جميلا، وكانت تستخدم جسدها الى جانب الاغراءات التي كانت تقدمها من خلال هذا العمل. اما نانسي عجرم فكانت تغني في الخيام وهي في سن الـ 13 سنة لذلك فكرت كثيرا في دخول مجال الغناء وكان لدي حلم وكنت سأموت لو لم احققه. كما ان الفن مجاله كبير واسع والناس متروك لها الحكم النهائي، والحمد لله ان ربنا اعطاني اكثر مما كنت احلم من حب الناس لي.

* احترافك الفن اليوم هل جاء بتشجيع من زوجك المهندس اسامة شعبان؟

-بالعكس زوجي عارض الفكرة ككل رجل شرقي يغار على زوجته ويرى الفن من منظار واحد، بذلت جهدي لاقناعه وعندما اقترب من المجال الفني ورآه من كافة جوانبه اقتنع بالفكرة .

* كيف اخترت اغنيات البومك الاول؟

- في الحقيقة الناس كلهم كانوا يعرفونني وعندما قلت انني سأغني وجدت منهم احساسا وكأنهم ينتظرون مني هذا القرار منذ فترة. وبدأت اتصل بالشعراء انا وزوجي واطلب منهم اغاني، منهم محمد الرفاعي وغيره، وذهبت في زيارة الى الفنان سليم سلامة واسمعني عدة اغنيات من بينها اغنية «حاسهر عيونه» التي كانت مخصصة لنانسي عجرم قبلي، واعجبتني الاغنية كثيرا فطلبتها منه مع انها كانت تقنيا اصعب من الاغنيات الاخرى، ولكني احببتها وشعرت بأنها قريبة مني. وبالفعل نجحت الاغنية نجاحا كبيرا وسجلتها على الفور، ثم بدأت رحلة بحثي عن الاغنيات التي اخترتها كمستمعة بمعنى انني كنت استمع اليها على اعتبار انها لغيري لاقرر ما اذا كانت ستضرب أم لا.

* غالبا ما تخطئ رهانات الفنانين على اغنية ما، فهل تشعرين بأن خياراتك كانت صائبة نسبة لمتطلبات السوق؟

- اخترت ما يمس احاسيسي وراهنت عليه، اول اغنية ضربت، واتمنى ان تضرب الاغنيات الباقية.

* عرفنا ان الموسيقار ملحم بركات ساعدك في تسجيل اغنياتك فهل تحدثينا عن هذا الموضوع؟

- بالفعل الموسيقار ساعدني عن طريق ابننا ملحم، فأنا كسيدة متزوجة لا استطيع ان اتصل به أيا تكن الاسباب، بالصدفة حدثه ملحم جونيور عن اغنياتي الجديدة في احدى زياراته فطلب سماعها، وبالفعل نصحني بأن اعدل في اغنيتي «اما عليك كلام» و«وغلاوتي عليك» لناحية الكورال، فاستأذن من كل فريق العمل ووضع صوته على الاغنيتين.

* هل من الممكن ان نسمعكما في اغنية مشتركة؟

- اتمنى هذا ، الفكرة لا اجدها بعيدة وفي نفس الوقت لا اجدها قريبة.

* يقال ان هيفاء وهبي شرعت باب الفن على مصراعيه امام الجميلات حتى لو كن يفتقرن الى الموهبة ما رأيك؟

- باب الفن مشرع منذ سنوات امام الجميع حتى منذ ايام أم كلثوم، المهم هي الاستمرارية.

* أتعتبرين نفسك مطربة؟

- بالطبع لا، أنا مؤدية ولا يمكنني ان اقول انني مطربة ولا اجرؤ على قول ذلك، فهناك العديد من المطربين والمطربات الذين اعطاهم الله الموهبة الحقيقية ليتمكنوا من اطراب جمهورهم بصوتهم الرخيم، كما انني لا يمكن ان اجرؤ على التفكير للغناء حتى لأم كلثوم. مع نفسي حتى. فهي مطربة لها ثقلها الفني في العالم العربي.

* سمعنا انك ستسجلين اغنية «حبيبي انت» بصوتك؟

- هذا صحيح فقد طلبتها من ملحم ووافق. وبالمناسبة هو كتبها ولحنها وغناها لي، كما انني اتفق حاليا مع المخرجة كارولين لبكي على تقديم اغنية جديدة من الالبوم بطريقة الفيديو كليب منها «حبيبي انت» أو «وغلاوتك» وستحاول كارولين ان تقدمني بشكل مختلف خاصة انها كانت متضايقة من الكليب الاول لانها تراني اكثر هدوءا ونعومة من الكليب الاول الذي اظهرني متوحشة.

* هل بدأت في التجهيز للالبوم الجديد؟ وهل هناك خطة معينة له؟

- لا لم ابدأ بعد، كما انني لن اعتمد على التخطيط، فالالبوم الاول تم اختياره بالكامل بطريقة عفوية، وهو ما احبه خاصة انه اظهر العديد من مواهبي بشكل بسيط كما انني مؤمنة بأنه عندما تخططين لشيء من الممكن ان يفشل جدا. وسأحاول خلال الفترة القادمة تقوية علاقاتي بالشعراء والملحنين، الى جانب متابعتي بشكل اكبر لما يحدث على الساحة الغنائية لان العلاقات مهمة جدا بالنسبة لأي فنان.