مارلون براندو.. عرّاب السينما الذي نصبته هوليوود على عرشها فأشاح عنها ورفض «أوسكارها»

الممثل الأميركي الراحل صرح بإعجابه بالعرب وتشبيهه للفلسطينيين وما يعانونه بما لاقاه الهنود الحمر

TT

لن يمر هذا الأسبوع مرور الكرام على تاريخ الفن السابع، ففيه ودع العالم عرّاب السينما والممثل الذي نصّبته هوليوود رغم أنفه على عرش التمثيل. توفي في السادسة والنصف من مساء يوم الخميس قبل الماضي الثاني من يوليو (تموز) النجم الشهير مارلون براندو في لوس أنجليس بكاليفورنيا إثر خلل في رئتيه عن عمر ناهز الثمانين، قضى أكثره في إمتاع محبي السينما بروائع خالدة. مراسم الدفن والتأبين اقتصرت على المقربين والأصدقاء، لكن هذا لم يمنع المعجبين في هوليوود من الوقوف لساعات أمام سيارته الشخصية احتراماً لصاحبها بمجرد سماعهم الخبر.

في الثالث من أبريل (نيسان) لعام 1924 ولد النجم مارلون براندو الصغير في أوماها بولاية نبراسكا الأميركية لأبوين يعانيان من مشاكل في زواجهما ومشاكل إدمانهما على الكحول. الأب يدعى مارلون براندو الكبير كان قاسياً على ابنه لا يدع شاردة ولا واردة إلا وينتقد فيها ولده بشدة، عمل لاحقاً مديراً لأعمال ابنه. أما الأم فهي دورثي بينيباكر ممثلة موهوبة لم تحظ بشهرة كبيرة كانت تقدم بعض الدروس في التمثيل وكان ممن حضر هذه الدروس الممثل الشهير هنري فوندا، توفيت والدة مارلون عام 1954 من آثار إدمان الكحول بعد أن أورثت ابنها حب التمثيل. لم تكن دورثي هي الشخص الوحيد المشتغل بالفن في العائلة فقد كانت ابنتها جاكلين ممثلة، بينما أصبحت فرانسيس رسامة.

في هذا البيت الفني المتفكك نشأ مارلون براندو جونير (الصغير) أو كما كان يطلق عليه الجميع اسم «بد».

نشأ الفتى اليافع مارلون متمرداً لم تحتوه طويلاً أي من المدارس العديدة التي دخلها بما فيها مدرسة عسكرية. ولأن والده كان يذكره دائماً بأنه يجب أن يشق طريقه بنفسه توجه لعدد بسيط من الأعمال مثل عمله كمشغل مصعد في أحد الأسواق الكبيرة، لكنه لم يستمر فيه سوى أربعة أيام لأنه أنف تكرار التوقف بالمصعد في قسم الملابس النسائية الداخلية.

بروح أبية وكبرياء يشتعل داخل جسده الفتي شد مارلون الرحال إلى نيويورك والتحق هناك بمعهد يسمى «المدرسة الجديدة» ومن ثم واصل تعليمه في «ستديو الممثلين» والذي يديره كل من لي ستراسبيرغ والسيدة ستيلا ادلر التي يدين لها بالفضل في تعليمها إياه ما يسمى تمثيل الطريقة أو المحاكاة (Method Acting) والتي أتقنها وصار أداؤه بها يدرس في معاهد السينما.

بعدما تسلح مارلون براندو بكل ما اكتسبه من علوم الأداء الدرامي توجه للمسرح ليبدأ مشواره من هناك. كانت مسرحية (أتذكر أمي I Remember Mama) والتي أداها على مسارح برودواي الشهيرة جواز سفره لعالم الشهرة فقد منحه النقاد لقب (أكثر ممثلي برودواي الواعدين)، كما أشادوا به في مسرحية «كافيه طريق الشاحنات» رغم فشلها تجارياً. لكن فتانا الموهوب لم يداعب النجومية إلا عندما قام بأداء شخصية ستانلي كوالسكي في مسرحية الكاتب تينيسي ويليمز المسماة «عربة اسمها الرغبة» A Streetcar Named Desire والتي أخرجها إليا كازان عام 1947 .

* أفلامه الأولى من كلاسيكيات السينما

* توجه براندو للسينما في عام 1950 ولم يغادر ذاكرتها منذ ذلك الحين. كانت البداية في فيلم «الرجال» The Men حيث لعب دور ضحية حرب معاق، وإيمانا منه بطريقته الجديدة في التمثيل لزم مارلون الفراش لمدة شهر كامل قبل تصوير الفيلم لكي يدخل أجواء المريض النفسية. ورغم النجاح الجيد لمارلون وللفيلم إلا أن العام التالي غير مجرى حياته، وغير معه تاريخ السينما الأميركية للأبد. ففي عام 1951 قدم براندو شخصية ستانلي كواسكي مرة أخرى لكن على شاشة السينما هذه بمرافقة النجمة فيفيان لي والمخرج كازان في فيلم «"عربة اسمها الرغبة» المقتبس عن المسرحية السابقة. ترشح عن هذا الفيلم لأوسكار أفضل ممثل لكن الجائزة ذهبت لهمفري بوغارت عن فيلم «الملكة الأفريقية» والذي قال بصدده الناقد روجر ايبرت: «فاز بوغارت لكن لا يوجد أداء أكثر تأثيراً على تاريخ التمثيل الحديث من أداء براندو في هذا الفيلم». هذا الفيلم الذي حصد ثلاثة أوسكارات للتمثيل من أصل أربعة هو أمر لم يحصل لاحقاً سوى مرة واحدة فقط مع فيلم The Network. مرة أخرى يجتمع براندو وكازان سينمائياً في العام التالي بفيلم Viva Zapata والذي رشح فيه للأوسكار ولم يفز لكنه قطف جوائز البافتا البريطانية ومهرجان كان الفرنسي.

استمر براندو في تقديم أفلام أذهلت هوليوود وجعلتها تلتفت بشدة لذلك الشاب الذي أحدث عاصفة وراءه رغم قصر دربه حتى الآن، ففي عام 1953 قدم براندو فيلمين الأول «يوليوس قيصر» والمعتمد على المسرحية الشهيرة لوليام شكسبير كان مارلون يقدم شخصية مارك أنتوني الشاب المخلص لقيصر في مواجهة دسائس أدت لاغتيال سيده. ومرة أخرى تمنحه البافتا جائزتها بينما اكتفت الأكاديمية بترشيحه لأوسكار أفضل ممثل. أما الثاني فهو «الجامح» أو The Wild One الذي أخرجه لاسو بينيدك والذي جعل منه براندو فيلماً مؤثراً في الثقافة الأميركية المعاصرة، فملصق الفيلم الذي يظهر فيه براندو ممتطياً دراجته النارية ومرتدياً سترته الجلدية السوداء كان ولا يزال أحد أكثر الملصقات بيعاً حتى يومنا هذا، كما أصبح لبس السترة الجلدية السوداء رمزاً لتحرر الشباب.

كان براندو في ترشيحه للأوسكار للسنة الرابعة للتوالي على موعدٍ مع أوسكاره الأول في فيلم «على واجهة الماء» On The Waterfront للمخرج ايليا كازان والذي لعب فيه دور تيري مالوي الذي يعمل في ميناء ويشهد جريمة قتل قام بها أتباع أحد رؤسائه، لكنه وبعد مقابلة أخت القتيل يتعاطف معها ويحاول إيصال الحقيقة للشرطة في صراع مع مدير نقابات فاسد. الفيلم يعتبره الكثيرون من روائع الخمسينات الخالدة، ربح الفيلم أوسكار أفضل فيلم وسبعة أوسكارات أخرى، كما حصل براندو بواسطته على جائزة جولدن جلوب وبافتا وغيرهما.

بعد ذلك في نهاية الخمسينيات قدم براندو أدواراً خالفت التوقعات فمن دور غنائي في فيلم «شبان ودُمى» إلى دور خبير أميركي يُرسل لليابان فور انتهاء الحرب العالمية الثانية ليدرس اليابانيين معنى الديمقراطية، لكنه يبدأ في تعلم حضارتهم بالمقابل في الفيلم الكوميدي «منزل الشاي لقمر أغسطس»، ودور ضابط جوي في «سايونارا» الذي ترشح عنه للأوسكار.

وفي عام 1958 ظهر في فيلم «الأسود الفتيَّة» الذي يتناول مصير ضابط نازي (قام بدوره براندو) وآخر أميركي قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. هذا الفيلم نصّب براندو كأحد أعلى ممثلي هوليوود أجراً حتى أن أحد أفلام عام 1960 تطرقت شخصياته في أحد المشاهد لبراندو، وتم ذكر اسمه كمثال عندما جاء الحديث عن أجور الممثلين العالية. في نفس العام اشترى براندو جزيرة في المحيط الهادي تدعى تيتاريوا.

خاض براندو تجربته الإخراجية الوحيدة عام 1961 في فيلم «جاك ذو العين الواحدة» ويقوم بدور لص ذهب قبض عليه بينما فر شريكه وتركه من دون مساعده، لاحقاً يستطيع الهرب من السجن ليطارد شريكه الذي أصبح شريف أحد المدن المكسيكية. رغم حصول الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مهرجان سان سبيستيان الأسباني، إلا أن براندو لم يعاود تجربة الإخراج لأنها على حد قولة مؤلمة ومتعبة.

تسبب فشل بعض أفلامه تجارياً وتغطية بعضها بالكاد لما صُرف بصعوبة واجهها المخرج والكاتب فرانسيس فورد كوبولا من اجل اقناع المنتجين بإسناد دور الدون فيتو كورليوني لمارلون براندو في رائعة الكاتب ماريو بوزو والتي تدور أحداثها حول فتى شاب هادئ (قام بالدور آل باتشينو) يتغلغل في أعمال العائلة الدامية عندما يصاب والده الدون فيتو كورليوني إصابات مميتة. اشترط المنتجون أن يقوم براندو بأداء اختبار للدور فوافق وقام بعمل مكياج خاص قام بتصميمه بنفسه كما وضع قطع مناديل داخل فمه ليظهر مترهل الخدين وأدى الاختبار فوافق المنتجون مباشرة عندما شاهدوا ما أضافه على الشخصية من بعد عبقري. رغم تمحور القصة حول ابنه مايكل إلا أن الدون فيتو بحكمته ووقاره وهدوئه الذكي وأخلاقه التي ترفض المخدرات بين الشباب سحر المشاهدين وقدم لهم الكثير مما لم يكتب في شخصية الدون مما جعل معظم من يقدم شخصية زعيم عصابات منظمة يدخل في مقارنة خاسرة مع براندو. عندما خرج فيلم «العرّاب» The Godfather لم يهتز فقط شباك التذاكر الذي جنى حول العالم ما يقارب 270 مليون دولار أكثر من نصفها كانت في الولايات المتحدة فقط وهو رقم ضخم جداً في تلك الأيام، بل اهتزت معه شكوك من قال بأن أيام براندو قد ولت. حصد له أداؤه هذا الأوسكار والجولدن جلوب لأفضل ممثل. لم تكن الـ 750 ألف دولار ونسبة من أرباح الفيلم حازها على دوره هذا هما أهم ما حصل عليه براندو من الفيلم، بل كان الأداء العبقري لبراندو الذي ساهم في جعل «العراب» يدخل المراتب الخمس الأولى في معظم قوائم النقاد لأفضل أفلام قدمت حتى الآن وجعل براندو نفسه يتربع على عرش التمثيل بلا منافس لدى الغالبية.

في نفس العام قدم مع المخرج الحائز على أوسكار أفضل إخراج عن فيلم «الإمبراطور الأخير» الإيطالي بيرنادو بيرتوليتشي فيلمهما «رقصة التانجو الأخيرة في باريس» والذي يلتقي فيه براندو بحسناء باريسية عندما كان يقضي أيام حزن على انتحار زوجته فتنشأ بينهما علاقة سريعة تعصف بعالميهما. رشح كل من براندو وبيرتوليتشي لأوسكاري التمثيل والإخراج للعام التالي. قال بيرتولتشي واصفاً طيبة براندو وصعوبة التعامل معه سينمائياً «هو ملاك كإنسان، ووحش مرعب كممثل». تلا ذلك فيلم جمع براندو بجاك نيكلسون، حيث يلعب نيكلسون دور لص ماشية يستقر بالقرب من براندو ويقع في غرام ابنته مما جعل براندو يوعز لأحد الرجال بقتله، أخرج الفيلم آرثر بين مخرج «بوني وكلايد».

تنوع نجمنا في تقديم الأدوار فها هو يشارك عام 1978 في فيلم الخيال العلمي الشهير «سوبرمان» الذي لعب فيه دور (جور إل) العالم في كوكب آخر الذي يقوم بإرسال ابنه (كال إل) للأرض قبل أن يتم تدمير كوكبهم فينشأ الابن مكتسباً صفات خارقة لا يستطيعها البشر كالطيران وغيره مما يجعله بطلاً خارقاً يستخدم تلك القوى لمحاربة الشر وأهله. مدة ظهور براندو في الفيلم تقارب العشر دقائق فقط دفع له المنتج على أدائها أربعة ملايين دولار وهو مبلغ يتجاوز كثيراً ما تقاضاه بطل الفيلم الأساسي كريستوفر ريد. أخذ نتاج براندو السينمائي بالتناقص في السنوات التالية فقدم أفلاماً قليلة أهمها التحفة الفنية «القيامة الآن» الذي لمت شمله مرة أخرى بفرانسيس فورد كوبولا. الفيلم تناول قصة مجموعة جنود أميركيين في حربهم مع فيتنام وقد قام براندو بدور الكولونيل والتر كيرتز المرعب الذي يقطر دكتاتورية ومواجهته مع ضابط الاستطلاع بينيامين ويلارد (قام بالدورمارتن شين) الذي يكشف عن أمور حاول كيرتز إخفاءها. بعد قيامة كوبولا بعشر سنوات قدم براندو أداءاً مميزاً في فيلم «موسم جاف أبيض» عام 1989 جعله يترشح للأوسكار ولكن كأفضل ممثل مساعد هذه المرة وهي الوحيدة. وفي عام 1990 قام براندو بمخاطرة لكنها مدروسة عندما قدّم الفيلم الكوميدي The Freshman مع ماثيو برودريك حيث اعتمد الفيلم فيه على شخصية العراب التي قام بأدائها قبل عقدين من الزمان، لاقى الفيلم إعجاباً جيداً من النقاد. أما آخر أفلام براندو فهو «الغنيمة» The Score) والذي شارك فيه مع روبرت دنيرو وادوارد نورتن واللذين يعتبرهما الكثير أفضل ممثلي جيليهما، الفيلم من أجمل أفلام السرقات الواقعية البعيدة عن مغامرات هوليوود في أشباهها. تقاضى براندو عن دوره هذا ثلاثة ملايين دولار. الطريف أن الكثيرين يعتبرون دنيرو خليفة لبراندو كما يعد الكثيرين أيضاً نورتن خليفة لدنيرو وقد اجتمع الثلاثة بهذا الفيلم الذي رفض براندو فيه بأن يجتمع في نفس مكان التصوير مع المخرج فرانك اوز لخلاف بينهما مما جعل اوز يعهد لدنيرو بإخراج المشاهد التي يشارك بها براندو.

العالم لم يشاهد براندو في «عربة اسمها الرغبة» بل شاهد ستانلي كواسكي. لا شك في أن أداء براندو في الأفلام الثلاثة الأولى كان تأسيساً لما سمى لاحقاً بالتمثيل الواقعي. فقد قدم طريقة معلمته ستيلا ادلر الجديدة نوعاً ما كما لم يفعل أحد. فالممثل هنا يحاول الغوص في أعماق شخصيته ليس فقط ليحاكيها شكلاً بل ليفكر كما تفكر ويتنفس كما تفعل هي ويقترب على المستوى النفسي من مطابقتها ويكون ذلك بمساعدة التلبس والتكرار شبه الدائم للشخصية لدرجة أن البعض يصعب عليه فسخ تلك الشخصية خارج الفيلم. بطريقته الجديدة هذه كان براندو زلزالاً أصاب هيئة وصورة نجوم الصف الأول آنذاك، فكان بطل هذا الفيلم ذا قسوة في المشاعر وغلظة في الألفاظ شديدتين، يلبس القميص المشدود الممزق، تظهر عضلات جسمه وقطرات عرقه وهي صور لم تعرفها هوليوود. سحر براندو الجميع عندما تحدى بجرأة كل ما تعارف عليه نجوم ذلك العصر من أدوار يصبغها الأدب والأخلاق الرفيعة. كان براندو الجسر الوحيد لنقل شخصية النجم من مثالية كاري جرانت وجاري كوبر وهنري فوندا إلى شخصيات نجوم لاحقين مثل روبيرت دينيرو وآل باتشينو وداستن هوفمان وجاك نيكلسون المعقدة والبعيدة مرات كلياً عن المثالية. قال عنه الأخير «لقد منحنا حريتنا» مشيراً إلى ما قام به براندو لبقية الممثلين عندما حررهم من قيود الشخصية التي يوردها النص مانحاً إياهم أبعاداً أرحب ليضيفوها. ولا شك أن جيمس كان عندما قال عنه «لقد أثر في جيلي من الممثلين أكثر من أي ممثل آخر» لم يكن ليحيد عن الواقع.

* عائلة العراب الأخرى

* قد تكون عائلة الدون فيتو كورليوني هي الأشهر في سينما الجريمة. إلا أن عائلته الأخرى خارج الشاشة هي الأهم لديه. أدار مارلون براندو ظهره للأضواء التي يتمنى بعض النجوم جزءاً منها. فكان من المقلين جداً للحوارات واللقاءات وكل أنواع الظهور الإعلامي التي ترنو لإبراز أي جزء من حياته الشخصية وحياة عائلته. كان يمقت تلك الأمور حيث صرح مرة بقوله «لو كان هنالك أمر يزعجني جداً فهو مشاهدة ممثلين يتحدثون في التلفاز عن حياتهم الشخصية». لكن الباحث والمدقق سيكتشف أن حياة براندو الخاصة مليئة بالمآسي فوالداه كما أسلفنا كانا مدمني كحول، وزيجاته الثلاث باءت بالفشل، وانتهت بالطلاق، أما ابنه الأكبر فقد أودع السجن عندما قتل صديق أخته في عام 1990 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات خرج في منتصف المدة لحسن سلوكه، لكن ابنته فجعته بانتحارها عام 1995 تأثراً بفقدانها صديقها المقتول كما ردد البعض.

أصدر في عام 1994 وبضغوط من دار نشر ارتبط معها بعقد، كتاباً يتكلم فيه عن حياته سماه «أغاني علمتني إياها أمي» قال عنه «لقد قررت أن أخبر قصة حياتي بأفضل طريقة أستطيعها لكي يفرق أبنائي بين الحقيقة والأساطير والقصص التي رواها البعض عني». هكذا كان براندو، أقبل العالم إليه فأعرض عنه. قد يقول البعض إن الحديث حول براندو كثر في حياته وسيتضاعف الآن برحيله، ستكتب الكتب عنه ولربما تصنع الأفلام، وقد يؤكد البعض الآخر أنه أكبر من كل ما قيل. لكن الشيء المتفق عليه هو أننا ندين لبراندو بما وصل إليه التمثيل من حرفية ورقي.