عام 1973 مُنح براندو أوسكار أفضل ممثل عن «العرّاب» فصعدت المنصة شابة من الهنود الحمر لتعلن رفضه تسلم الجائزة

TT

* لقد شغل براندو البسيطة من خلال الشاشة ومن دونها. فالممثل الذي كثيراً ما كرر أنه لا يحب التمثيل وأن السبب الوحيد لا.

ستمراره هو المال. في مقابلته المثيرة للجدل التي استضافه فيها الإعلامي البارز لاري كنج ذكر أنه سيستمر فقط في التمثيل حتى يجمع المال اللازم لإنتاج فيلمه الخاص الذي يتناول حياة السكان الأصليين بأميركا (الهنود الحمر) وبقية الأقليات بعيداً عن ظلم وتزوير هوليوود. كما وضّح أن الشهرة لا تعنيه وأن إعجاب الجمهور والتصفيق لا يساوي لديه شيئاً حيث أضاف «هل كان الناس سيصفقون لي لو كنت سباكاً جيداً؟» كما فجر قنبلتين تلك الليلة الأولى عندما أعلن استياءه من سيطرة اليهود على هوليوود وأرجع سبب ذلك الحنق بأنهم رغم ما عانوه لا يهتمون بمعاناة الآخرين من أقليات ويتوخون الإنصاف في ما يقدمونه في أفلامهم من تصور عن تلك الأقليات». والثانية عندما قبّل لاري كنج (اليهودي الديانة) على فمه مبدياً إعجابه الشديد به وببرنامجه. إلا أن ما فعله براندو في حفل أوسكار عام 1973 كان الأكثر إثارة في تاريخه عندما تم إعلان اسمه فائزاً بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم «العرّاب» ولم يكن حاضرا فصعدت المنصة بدلاً منه شابة متشحة بلباس امرأة من الهنود الحمر وقدمت نفسها على أنها (ساشين الريشة الصغيرة) أرسلها السيد براندو لتعلن رفضه تسلم الأوسكار اعتراضاً على ما تقوم به الولايات المتحدة وخصوصاً هوليوود من تفرقة وظلم للهنود الحمر. سُمع بعض التصفيق لكن صيحات الاستهجان غلبت وطغت بين الحضور. تجنبت لاحقاً استديوهات هوليوود العملاقة التعامل مع براندو بعد ذلك، وسرت مقولات بأنه كان محارباً حتى وفاته بسبب تلك الجرأة على الأكاديمية وهوليوود والأهم يهودها. بهذا كان براندو ثاني ممثل في تاريخ الأوسكار يرفض تسلم جائزته وقد سبقه الممثل جورج سي سكوت عن دوره بفيلم «باتون» عام 1970. الجدير بالذكر أن رافضي الأوسكار سكوت وبراندو قد اجتمعا في فيلم «المعادلة» The Formula عام 1980 وتدور فيها منافسة حامية بينهما للعثور على معادلة فريدة يعلمان أنها ستنتج بديلاً للطاقة المعتمدة على البترول.