هشام عباس: الأوضاع في العراق منعتني من تقديم أغنية وطنية

أكره ديكتاتورية بعض المخرجين المصريين والعرب لذلك لجأت لمخرج إيطالي

TT

يعتبر هشام عباس عام 2004 من أكثر الأعوام نجاحا وتوفيقا في حياته، حيث قدم خلاله العديد من الجولات الغنائية الناجحة في أوروبا وبعض الدول العربية، كما قام خلاله باحياء ختام البطولة الأفروآسيوية بالهند امام 40 ألف متفرج، ولاقى حفل الختام نجاحاً باهرا.. هشام احتفل حديثا ايضا باصدار ألبومه الغنائي الجديد «سيبها تحبك».

ويعلق هشام عباس على ما حققه هذا العام قائلا: لا أنكر ان عام 2004 من أكثر الأعوام التي صادفني فيها الحظ والتوفيق، وقد توج هذا النجاح باصدار ألبومي الجديد «سيبها تحبك» ونجاح اغنية «قول علي مجنون» المصورة بطريقة الفيديو كليب على معظم المحطات والقنوات الفضائية العربية والآسيوية، مثل باكستان، الهند وماليزيا، حيث تمت ترجمة الأغنية للغة الهندية وعرضها في التلفزيون الهندي لأن بطلة العمل سيالي بهاجت، هي ملكة جمال الهند التي تحظى بشعبية كاسحة لدى شعبها.

وعن سر اختياره لموديل هندية الجنسية، وهي ثاني مرة يلجأ فيها هشام عباس لذلك، حيث سبق وقدم كليب «ناري نارين» عام 2000، الذي نال شهرة واسعة أيضا، يقول هشام : لا أنكر بصراحة أنني أحب جدا الموديل الهندية، فهي تتمتع بجمال شرقي خارق، وشعر طويل فاحم السواد، هذا بالاضافة الى انها مدربة على الحركة والرقص والاستعراض بشكل رائع للغاية ومتواضعة وليس لها مطالب كثيرة وتتحمل كل ظروف العمل حتى الطارئ منها.

ويضيف هشام عباس: الشعب الهندي في حد ذاته شعب طيب للغاية ومضياف ويحب الحياة والبهجة، وأنا نفسي أصبحت أغني هندي من كثرة حبي لهم، فمن منا لا يحب مشاهدة الافلام الهندية الاستعراضية؟! وهي هوايتي منذ الصغر، حيث كنت احفظ الاغنيات الهندية بألحانها من الافلام مع اني لا أفهم ولا حرفا واحدا منها، لكن الآن أصبحت أفهم بعض المفردات السهلة.

الألبوم احتوى على 17 اغنية وتم حذف أغنيتين قبل طبعه، كانتا تتناولان حال الأمة العربية، بعد أن رأي المنتج محسن جابر ضرورة حذفهما لأن المواطن بحاجة للبهجة والمرح، وعن ذلك يقول هشام عباس: لا.. أنا لست منفصلاً عن الواقع العربي، لا سيما ان نشرات الأخبار تذيع كل يوم ما يندى له الجبين ويهز الحجر، لذلك كانت وجهة نظر محسن جابر التي اتفقت معها، أن الناس تحتاج للبهجة والتغيير وليس من المهم لي كمطرب ان أقدم المزيد من المآسي. ويضيف هشام عباس عن طبيعة هاتين الاغنيتين، انهما كانتا عن العراق وفلسطين، لكن الوضع على الساحة الآن واختلاف ردود الفعل وتضاربها جعلني أؤيد الغاءهما، فالعراقيون معظمهم سعيد بدخول اميركا العراق والبعض فرح جدا لمحاكمة صدام حسين وناس أخرى تريد نظاماً آخر، وهذه هي لعبة السياسة دائما لا شيء واضح أو ثابت، أما عن القضية الفلسطينية فبصراحة لم أجد اغنية افضل من «الحلم العربي» التي شاركت فيها من قبل، فأين هي الآن؟ وهل أتت بنتائج مرجوة؟! وتغير حالنا بالفعل؟! وعن سر اختياره للمخرج الايطالي ادوارد لوجاري لاخراج الكليب الأخير له «قول علي مجنون» دون غيره من المخرجين العرب، يقول هشام هذه ليست موضة أو اتجاهاً عاماً، ولكن الذي حدث ان معظم المخرجين الذين طلبتهم لاخراج الكليب كانوا منشغلين بأعمال اخرى، ولا أنكر ان البعض الآخر فرض علي افكاره ووجهة نظره وكأن المطرب مجرد مؤد لفكر المخرج، ولا حق له في أن يقبل أو يرفض ما يؤديه، ولكن المخرج الايطالي تفهم وجهة نظري، ونفذنا معا أفكارنا المشتركة لذلك نجح الكليب.

وعن هجوم البعض عليه نتيجة اشتراكه في احدى حلقات برنامج المواهب «ستار اكاديمي» الذي اعتبره البعض مجاملة على حساب الطرب، خاصة ان الاسماء التي نجحت يفتقد الكثير منها للصوت الطربي، يقول هشام: من أهم عوامل النجاح للمطرب الصوت والاداء الجيد وهذه البرامج مهمة للشباب للتنفيس عن طاقاتهم واخراجها للنور وأنا لم أجامل أحدا، فهناك فرق كبير بين القبول والبداية الجيدة. وبين الاحتراف والتميز، وهؤلاء شباب وشابات في بداية الطريق فمن الصعب ان نحكم عليهم حكم المحترفين على الساحة وفي النهاية يبقى الصوت الجيد، والناس تفرق جيدا بين الموهوب وغير الموهوب، فالمال لا يصنع الموهبة مهما انفق عليها.

وعن أسباب عدم تقديمه اغنيات للاطفال قال هشام: لقد اختلفت الاجيال والاطفال أصبحوا يشاهدون اغنياتنا الآن وكل شيء أصبح متاحا أمامهم على الفضائيات والإنترنت ولم يعد هناك طفل لا يعرف، اذن ليس من المنطقي ابدا ان أغني لطفل الإنترنت أغنيات زمان.

يذكر ان بدايات هشام عباس الفنية كانت مع الفنان الراحل سيد مكاوي الذي أعجب به منذ البداية وقدمه للوسط الفني وتوالت ألبوماته الفنية بداية من ألبوم «تعالى» و«هشام 95» و«زي الأول»، الذي كان الانطلاقة الحقيقة لهشام واعقبها الدويتو الشهير له مع الفنان حميد الشاعري واغنية «حلال عليك». كما اصدر هشام ألبوم «كلام الليل» عام 1999، وألبوم «ناري نارين» عام 2000 وحصلت اغنيته الرئيسية على جائزة مهرجان الاوسكار بلبنان. وقد كرم هشام عباس من قناة MTV International في يوليو (تموز) 2002 وحمل لقب Star of the month عن مجمل أعماله.