مهرجان للسينما العربية لأول مرة في لندن يفتتح بفيلم سهر الليالي لهاني خليفة

TT

بعد مهرجانات الأفلام الإيرانية والفرنسية والإيطالية واليهودية والإسبانية وأميركا اللاتينية وأفلام الممثليين وأفلام المرأة التي استضافتها لندن، جاء دور الجالية العربية في بريطانيا لتتمتع وعلى مدى شهر كامل، ابتداء من 3 أغسطس (آب) المقبل، بمهرجان تعرض فيه عشرات الأفلام العربية. بالنسبة للكثير من العرب، وغير العرب، في بريطانيا، من المهتمين بالسينما وخصوصا العربية، عليهم الانتظار عاما كاملا لمهرجان لندن السنوي للأفلام لمشاهدة بعض الأفلام مما تنتجه السينما العربية، أو من أفلام الإنتاج المشترك، التي تمولها دول أخرى وتتناول مواضيعها الحياة العربية والعرب بشكل عام.

القلة القليلة من الأفلام تجد طريقها الى مهرجان لندن السينمائي، وذلك فقط بعد أن تكون قد مرت على مهرجانات سينمائية محلية وأجنبية وحصلت على بعض الجوائز القيمة ونالت شهرتها. وحتى هذه الأفلام الاستثنائية تعرض خلال المهرجان لمرة واحدة أو مرتين. ونادرا ما تجد طريقها الى الصالات السينمائية الكبرى، ويكون ذلك بعد أن حصلت على جوائز سينمائية كبرى، كما حصل مع فيلم «يد إلهية» للفلسطيني إيلي سليمان، الذي فاز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان الفرنسي لعام 2002، ولهذا كان من الأفلام العربية القليلة التي عرضت في صالات تجارية مستقلة في لندن، مثل «رينوار» و«ِريو» و«الروكسي» و«كيرزون» وسينما معهد الفنون المعاصرة (ICA)، ولم يعرض في دور السينما التجارية الضخمة مثل «أوديون» المربوطة بكبار الموزعين.

ولهذا بالنسبة لشخص مثلي لا يشاهد الفضائيات العربية أوالأجنبية، فإن متابعتي للأفلام العربية خلال الثلاثين سنة الماضية كانت دائما من خلال مهرجان لندن، الذي يستضيفه سنويا معهد السينما البريطانية منذ 47 عاما، في مركز الأفلام القومي القائم على الضفة الجنوبية من نهر التيمز بوسط العاصمة البريطانية.

وقالت الجهات المنظمة، مركز الأفلام القومي البريطاني و«مؤسسة زنيث»: إن مهرجان الفيلم العربي جاء في وقته لما تشهده المنطقة العربية حاليا من أحداث واضطرابات سياسية واجتماعية، عاكسا بذلك المرحلة الحرجة، التي يمر بها الإنتاج السينمائي العربي، وما يقدمه المخرجون من مواضيع تتناول مجتمعاتهم، مضيفة، ان ما تعكسه كل منطقة (مصر والهلال الخصيب وشمال أفريقيا) مختلف تماما عن المناطق الأخرى، وكذلك الحال بالنسبة لما يقدمه كل مخرج على حده.

يفتتح المهرجان بفيلم سهر الليالي لهاني خليفة الذي نال اعجاب النقاد وشهد اقبالا عندما عرض في مصر قبل عام. الفيلم يتناول قصة أربع ازواج ينتمون الى الشريحة الاجتماعية فوق المتوسطة وما يواجهون من مشاكل كالخيانة الزوجية والعلاقات الجنسية في حياتهم. ويعتقد الكثير من النقاد ان هذا النوع من الأفلام سوف يحدد التوجه المستقبلي للسينما المصرية، لجرأته في طرح القضايا الاجتماعية (الجنس والغيرة والخيانة الزوجية والطبقات الاجتماعية وغيرها).

وكذلك الحال بالنسبة لفيلم داوود عبد السيد «مواطن ومخبر وحرامي»، الذي يعكس باسلوبه السينمائي هذا التوجه الجديد بالنسبة للسينما في مصر.

كما يقدم المهرجان عددا من الأفلام لجيل جديد من المخرجين الفلسطينيين واللبنانيين والمغاربة الذين قدموا مع افلامهم في السابق الى لندن في مناسبات مختلفة، بعضها عرض في مهرجان لندن السنوي والآخر خلال مناسبات استضافتها بعض الفعاليات الثقافية العربية، وبعضها عرض في لندن قبل عدة سنوات مثل «حلفاوين» (1990) للتونسي فريد بوغدير، الذي يتناول فيه سن المراهقة والمجتمع النسوي التونسي. ومن افلام المهرجان المفضلة بالنسبة لي هو فيلم «بيروت الغربية» (1998( للبناني زياد دويري، الذي يحكي قصة الحرب الأهلية في لبنان من خلال العاصمة اللبنانية المقسمة الى شرقية (مسيحية) وغربية (مسلمة). ويقوم طالبان مسلمان، بعد اغلاق المدرسة بسبب الحرب، بالتجول في شوارع العاصمة اللبنانية مع زميلتهم المسيحية يبحثون عن اشياء مثيرة تشغلهم خلال عطلتهم المدرسية، وتوصلهم روح المغامرة الى بيت للدعارة. ومن خلال هذه الأحداث يكشف الفيلم عبثية الحرب بشكل ساخر. الفيلم الآخر الذي اثار اعجاب النقاد عندما عرض العام الماضي في مهرجان لندن كان فيلم «القدس في يوم آخر» أو (زواج رانا) للفلسطيني هاني أبو أسعد الذي يحكي فيه قضايا الحواجز التي تقيمها اسرائيل على الطرق بين المدن الفلسطينية. ورانا التي يريد والدها ان تذهب معه للاستقرار في القاهرة تحاول الزواج من صديقها المسرحي، الا أن الحواجز الإسرائيلية تقف عائقا امامها قبل انتها المهلة التي يعطيها لها والدها للذهاب معه الى مصر. وبسبب فوات الأوان يحضر اصحابها المأذون الى الحاجز وتكتب رانا كتابها على الحاجز وتقام كذلك الزفة في نفس المكان.

* قائمة الأفلام:

1ـ سهر الليالي (اخراج هاني خليفة ـ تمثيل حنان ترك وشريف منير ومنى زكي)

2ـ قريب بعيد (اخراج اليان راهب)

3ـ مواطن ومخبر وحرامي (اخراج داوود عبد السيد ـ تمثيل خالد ابو نجا وصلاح عبد الله وشعبان عبد الرحيم)

4ـ باب العود (اخراج مرزق اللواشي 1994- تمثيل ناديا كاتشي ومحمد اورداشي وحسن عبدو)

5ـ كيد النـســاء (سميرة عكـاريو 1999ـ تمثيل رشيد العويلي)

6ـ الأرض المجهولة (اخراج غسان سلهب 2002 ـ تمثيل كرول عبود وعبلة خوري ووليد صادق)

7ـ رشيدة (اخراج يمينة بشير شويخ ـ تمثيل ابتسام جوادي وبهية رشيدي)

8ـ سجل اختفاء (اخراج إيلي سليمان ـ تمثيل أولا طباري)

9ـ يد الهية (اخراج إيلي سليمان ـ تمثيل منال خضر)

10ـ حلفاوين (فريد بوغدير ـ تمثيل سليم بوغدير رابيا بن عبد الله)

11ـ بيروت الغربية (اخراج زياد دويري ـ تمثيل طارق دويري ومحمد شمس ورولا الأمين)

12ـ الترحيل (اخراج ريمون بطرس)

13ـ القدس في يوم آخر (هاني أبو اسعد ـ تمثيل كلارا خوري خليفة ناطور واسماعيل دباغ)

14ـ الكومبراس (اخراج نبيل مالح ـ تمثيل سمر سامي وبسامي كوسا)

15ـ موسم الزيتون (اخراج حنا الياس ـ تمثيل طاهر نجيب ومازن سعادة رائدة أدون)

16ـ نشيد الحجر (اخراج ميشيل خليفة ـ تمثيل بشرى كرمان ومكرم خوري)