الممثل السعودي العامر: البعض لا يريد من المسلسلات أن تقترب من الهمّ الاجتماعي باعتقاد أننا مجتمع مثالي

قال لـ«الشرق الأوسط» حول مسلسله الأخير إنه تلقى اتهامات جارحة لأبطاله عبر منتديات الإنترنت

TT

كشف عبد الله العامر الممثل السعودي، أن مسلسله الأخير «وعاد قلبي إلي هناك»، الذي بث مؤخرا على شاشة القناة الأولى السعودية وتم تصويره بين تنومة والرياض في محافظة النماص المتميزة بالطبيعة الخلابة، سبب جدلاً في أروقة منتديات الإنترنت، احتجاجا من بعض المتابعين على ما ورد في بعض نصوصه حول المبالغة في علاقة الزوجين خلال المسلسل، إذ وصف من قبل المنتقدين بأنه يخالف العادات والأعراف السعودية مبينا أن العمل هدف لتقديم قصص واقعية تعالج واقع المجتمع درامياً ودعم من قبل جهات حكومية وعرض في التلفزيون السعودي.

ويرى العامر أن الدراما عليها جزء مهم من مسؤولية نشر الفكر السياحي في السعودية خاصة في ظل اختلاف مناخاتها وتعدد طبيعة تكوينها الجغرافي، مشيرا إلى أن هناك تعاونا بين وزارة الإعلام في بلاده والهيئة العليا للسياحة نحو الاستفادة من الإمكانات الإعلامية في خدمة السياحة الداخلية. إلى نص الحوار:

* قدم المشاهدون رؤية انطباعية نقدية عبر منتديات الانترنت تنتقد فيه بعض أجزاء النص الممثل. لماذا شعرتم بالاستفزاز؟

ـ إن ما طرح من نقد يرفض التطرق لقضايا حساسة، وهو النقد الذي لا يخدم الهدف الذي عالجنا من خلاله ـ ومن وجهة نظر درامية ـ قصصا واقعية من الحياة نحتاج دائماً للتطرق لها بصوره تبرزها داخل حدث يرسخها بصورة اكبر في ذاكرة المشاهدين من دون مبالغة، وكان الهدف تقديم قصة درامية تعالج واقع المجتمع.

* المشاهدون جمهور يحق لهم التعبير والاعتراض على ما يرون بأنه يخالف عاداتهم وتقاليدهم.. أليس كذلك؟

ـ ونحن لا نقول غير ذلك، لكن المؤلم أن البعض لا يريدون من المسلسلات أن تقترب من الهم الاجتماعي، معتقدين بأننا مجتمع مثالي يفترض النظر له على أساس انه يتصف بالكمال، والمنتظر من المسلسل أن يعري سلبيات الذات الإنسانية لا أن يحابيها. ولطالما استخدمت العادات والتقاليد كحجة لمقاومة المرايا العاكسة لما في المجتمع من سلبيات، وما حدث ليس نقدا بل هجوم على بعض عناصر المسلسل وتعرض لبعض الشخصيات.

* هل حدث ذلك أثناء التصوير ؟

ـ نعم وجهت لبعض عناصر المسلسل أراء واتهامات ليست صحيحة، قدمت بصورة جارحة، عبر منتديات الانترنيت ولم تكن ناقدة، نرحب بالنقد البناء ونبحث عنه لأنه يضيف، لكن في ذات الوقت نرفض الإساءة والشخصنة بالتعرض لعناصر المسلسل بعيداً عن الموضوعية.

* لكن المسلسل تميز بطرح جديد بيئياً باختيار محافظة النماص ـ بالرغم من وجود كم من الأسر المحافظة فيها ـ كيف كانت فكرة إدماج السياحة بالفن ؟

ـ نعم، تم التنسيق فيما بين الهيئة العليا للسياحة ووزارة الإعلام التي تبنت نشر الفكر السياحي لتغيير الصورة السلبية عن السياحة في السعودية وتعريف المشاهد بالإمكانات الضخمة للمحافظات السعودية التي يسلط عليها الضوء من خلال التقارير التقليدية. وزخم المسلسل زاد إثراؤه من خلال استعراض التراث الثقافي للمدن السعودية بالتركيز على إدماج العنصر الفني بالمنتج السياحي المحلي واعتمدت ذات الفكرة من خلال مزج إيقاعات تراثية «كالخطوة الجنوبية» و«العرضة السعودية»، وهي أنواع من الإيقاعات السعودية مع الموسيقي التصويرية والتي كانت أنغام الإيقاع السعودي المعروف «المسحباني» تعبق بها، بجانب ألحان متعددة تبرز ملامح كل مدينة على حدة مما أدى إلى تكامل عناصر المسلسل بنسبة كبيرة. وقد قدم محافظ النماص والأمن العام مشكورين جهودا جبارة سهلت من الصعوبات التي واجهت الطاقم الفني.

* بصراحة كيف ترى دمج العمل الفني بالعنصر السياحي؟

ـ فكرة الدمج ليست الأولى على مستوى الأعمال الفنية السعودية، وهي بلا شك راقية ومطلوبة، ونحن بالمناسبة سبق وخضنا هذه التجربة في أبها منذ أربعة أعوام وكان للأمير خالد الفيصل دور في دعم الفن السعودي من خلال مسلسل «قلوب خرساء» والذي جمع السياحة بالفن، وكان المسلسل من إنتاج الفنان والمنتج السعودي راشد الشمراني وشاركه في دور البطولة الفنان السعودي الراحل بكر الشدّي وحققنا أصداء مرضية في حينها.

* ما الجديد القادم...هل الشراكة بين الهيئة العليا للسياحة ووزارة الثقافة والإعلام السعودية ستتوقف عند هذه التجربة ؟

ـ أتمني أن تبقي الشراكة قائمة، والعمل المزمع تصويره قريباً نخطط لأن يكون في منطقة جازان جنوب السعودية واختيار هذه المنطقة للاستثمار الأمثل في الطبيعة والمناظر الخلابة.