مهرجان البندقية 61 بإدارته الجديدة يصالح هوليوود ويغازل الهنود والآسيويين

اكثر من مائة وعشرين فيلما اختيرت من بين اكثر من الف وثمانمائة فيلم و ستة وثلاثين فيلما روائيا طويلا و21 فيلما ضمن المسابقة الرسمية

TT

في استمرارية للتفاعلات الدورية التي يشهدها قطاع السينما هذه السنة وكخاتمة لصيف أوروبي حافل بالعديد من الإنتاجات والمشاركات السينمائية والفنية، افتتح يوم الثلاثاء الماضي مهرجان فينيسيا «البندقية» في دورته الحادية والستين، والذي يعد ـ الى جانب مهرجان كان ـ أحد اعرق واقدم واهم المهرجانات السينمائية العالمية في بلد تعتبر السينما إحدى أهم موارده الاقتصادية كما أنها احد البلدان الرائدة في صناعة السينما ومصدرا للعديد من تحف السينما العالمية الكلاسيكية منها والحديثة ومنشأ للعديد من الموجات والتيارات والمدارس السينمائية، وكان المهرجان مواكبا ومتابعا لها على مدى اكثر من ستين سنة.

يحظى الهرجان لهذه السنة بإدارة تنفيذية وإخراجية جديدة بقيادة المنتج الإيطالي ماركو مولير الذي سبق ان قام بإدارة بعضا من مهرجانات سينمائية إيطالية اخرى، والذي تحدث في اكثر من مناسبة حول الوضع الذي كان يعيشه المهرجان من اضطراب وتذبذب في المستوى وفقدانه لبعض من مكانته التاريخية والسينمائية، وانه إن كان للمهرجان ان يعود الى مكانته السابقة وان يواصل بريقه وعطاءه المأمول، فإنه يجب ان يعمل بعيدا عن محاولة المسايرة والمنافسة لمهرجان «كان» الذي اتخذ لنفسه مسارا مستقلا بعيدا عن اي مهرجان اخر.

ومهما يكن من امر فإن المهرجان في سنته الأولى تحت ادارة مولير لا يبدو انه يحفل بالكثير من التغييرات او التفاعلات الجديدة رغم محاولات مغازلة هوليوود القليلة باستقطابها لبعض نجومها من مخرجين وممثلين.

ويشارك في مهرجان البندقية لهذه السنة اكثر من مائة وعشرين فيلما ـ اختيرت من بين اكثر من الف وثمانمائة فيلم استقبلتها إدارة المهرجان ـ في كافة تفاعلات المهرجان الاعتيادية والتي لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر لهذه السنة. فضمن العروض الرسمية لفينيسيا يشارك ستة وثلاثين فيلما روائيا طويلا، 21 فيلما منها ضمن المسابقة الرسمية من اكثر من ثلاث عشرة دولة، والتي تتنافس على الجائزة الكبرى «الأسد الذهبي» بالإضافة الى جوائز: الأسد الفضي لفيلم لجنة التحكيم، واخر لأفضل مخرج وافضل ممثلة وممثل.

وتبرز من بين هذه الأفلام اسماء سينمائية لامعة، فبقيادة المخرج الإسباني الشهير اليخاندرو امينبار مخرج فيلمي «افتح عينيك» الإسباني وفيلم «الاخرون» الأميركي ـ يشارك بفيلمه Mar Adentro والذي يحكي قصة حقيقية حول شاب اسباني يعاني من الشلل، ويعيش إحباطا نفسيا يؤدي به الى محاوله الانتحار ومحاولة انهاء معاناته في الحياة.

المخرجة الهندية الأصل والمولد ميرا نير والتي سبق ان قامت بإخراج عدد من الأفلام الهدنية التي اتخذت طابعا جديدا ومميزا عن افلام هوليوود التقليدية ابتداء من فيلمها العظيم «سلام بومباي» وحتى اخر افلامها Monsoon Wedding الفائز بالجائزة الكبرى «الأسد الذهبي» للمهرجان في دورته الثامنة والخمسين عام 2001، تشارك هذه السنة بفيلم Vanity Fair الأميركي بطولة الممثلة الشابة ريز ويثرسبون، المعتمد على رواية ثاكيراري الكلاسيكية بالعنوان نفسه والتي تتحدث حول فتاة تعيش في احد احياء لندن الفقيرة تصارع الحياة وتتحدى الفقر المدقع والعوز المادي الشديد متخطية كل ذلك، حيث ترتفع مكانتها الاجتماعية يوما بعد يوم هي وصديقتها ايملي.

المخرج الياباني الشهير هايو مايازاكي والذي قام بإخراج عدد من الافلام الرسومية التي حازت اعجاب واسع من قبل المشاهدين والنقاد على حد سواء، ابتداء بتحفته princess mononoke الى اخر افلامه برائعته spirted away، يعود مرة اخرى الى فينيسيا بفيلم رسومي جديد howl"s moving castle عن فتاة تصاب بلعنة فتتحول الى فتاة بجسد امرأة عجوز، ومحاولتها الى كسر تلك اللعنة بتعاون قامت بعقده مع ساحر في حصن متحرك.

وضمن الأفلام الأميركية المشاركة يعود المخرج تود زولوندز والذي قدم عددا من الأفلام المستقلة حول تصوره الخاص تجاه الأسرة الأميركية والعلاقات الاجتماعية في المجتمع الأميركي وفي فيلمه الجديد Palindromes يسلط الضوء مرة اخرى على الأسرة الأميركية حول عائلة مكونه من فتاة مراهقة حساسة وصعبة المراس ووالدتها الهادئة والطيبة ووالدها الذي هو الآخر يعيش نوبات غضب متعالية وحول علاقتهم مع المجتمع الذي يحيط بهم.

وضمن التفاعلات والتظاهرات الأخرى تبرز افلام هوليوود الضخمة والتي تستقطب حولها الصخب الإعلامي وعدسات الصحافيين وشبكات التلفزة. فضمن المشاركات الرسمية يأتي فيلم الإفتتاح the terminal للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرج وبطولة كل من توم هانكس وكاثرين زيتا جونز في مقدمة الأفلام الأميركية والذي تم عرضه قبل اسابيع لأول مرة في أميركا من دون ان يثير حوله اي انطباعات جيدة او قراءات نقدية ايجابية. كما ويشارك المخرج الأميركي جوناثن ديمي هو الأخر بفيلمه the Manchurian candidate. وسيعرض في المهرجان الى جانب ذلك الفيلم الضخم Eros والذي قام بإخراجه كل من الأميركي ستيفن سودبيرج والكوري ونج كار واي والمخرج ميكل انجلو انتونيو.

وكعادته كل سنة يتميز مهرجان فينيسيا عن غيره من المهرجانات العالمية باختياره لنخبة ثقيلة للجنة التحكيم الرئيسية، فبرئاسة المخرج البريطاني جون بورتمان الذي يحفل سجله بالكثير من الإنجازات السينمائية منذ نهاية الستينات من القرن الماضي حيث قدم الإثارة الكلاسيكية الرائعة «النجاة» (Deliverance) عام مرورا بفيلم «المجد والأمل» (Hope and Glory) وحتى فيلم «الجنرال» (the general) و«خياط بنما» (the tailor of panama) اواخر التسعينات. يشاركه لجنة التحكيم نخبة عالية المستوى إبتداء من المخرج الأميركي الأسود الشهير سبايك لي الذي سبق وان شارك ضمن المسابقة الرسمية في دورة سابقة للمهرجان عن فيلمه (clocker) كما ان فيلمه الجديد «هي تكرهني» (She Hate Me) ضمن العروض الرسمية خارج المسابقة لهذه السنة، والمخرج الألماني ولفجانج بيكر الذي قدم العام الماضي واحدا من افضل اعماله في فيلم «وداعا لينين» والذي شارك فيه بالعديد من المهرجانات السينمائية وفاز على إثرها عددا من الجوائز العالمية، والمخرج الإيطالي ميمو كالبريستو، واليوغوسلافي دوسان ماكا فيجيف.

ويشارك الى جانب هذه النخبة من المخرجين الممثلة البريطانية القديرة هيلين ميرين، كما انه من اللافت للنظر وجود الممثلة سكارليت جوهانسون، والتي تعد الأصغر من بين اعضاء لجنة تحكيم لهم باع طويل في صناعة السينما. وضمن الاختصاصات السينمائية الأخرى يشارك الإيطالي بايتلو سكاليا الذي قام بتحرير عدد كبير من الإفلام الهوليوودية الضخمة كانت معظمها متعاونة مع المخرج الإنجليزي الأصل رادلي سكوت. والمنتج الصيني كيس فينج المنتج المساعد للفيلم التايواني الضخم «النمر الرابض والتنين المختفي».

وستقوم لجنة التحكيم في يوم الحادي عشر من الشهر الحالي بإعلان الفائزين بالجوائز الرئيسية في المهرجان في حفل يقام في ذات اليوم وستقوم بتقديمه الممثلة الإيطالية الشهيرة صوفيا لورين.