هل تعود هوليوود إلى استخدام الطباشير مرة أخرى؟

حازم الجريان

TT

طرحت شركة كولومبيا ترايستار التابعة لسوني الشهر الماضي قرصي DVD يحويان أربعة أفلام قصيرة من أعمال «المجانين الثلاثة» القديمة، وهذا لوحده ليس شيئا فريدا يستحق التعليق، إلا إذا علمنا أن النسخ المطروحة للبيع تعرض نسختين من كل فيلم، الأولى بالألوان الأصلية: الأبيض والأسود، والأخرى ملونة رقميا، فمنذ إعلان كولومبيا ترايستار عن طرح النسخة الملونة رقميا ثار جدل كبير في الولايات المتحدة مرة أخرى حول تلوين الأفلام أحادية اللون، وحين نقول مرة أخرى فذلك لأن العاملين في صناعة السينما لا يزالون يتذكرون جيدا الجدل الكبير الذي وصل إلى قاعات الكونغرس الأميركي في منتصف الثمانينات والذي بدأه تيد تيرنر أحد أباطرة الإعلام وصاحب حقوق عدة مئات من الأعمال السينمائية القديمة لاستديوهات وورنر براذرز، وام. جي. ام. وأر. كي. أو.، حينما أعلن عن عزمه على القيام بتلوين عدة أفلام كلاسيكية تضمها مكتبته مثل «كازابلانكا» و«المواطن كين»، و«إنها لحياة رائعة»، ورغم المعارضة الشديدة التي لقيها تيرنر في ذلك الوقت من الأوساط السينمائية وبالذات من أمثال: جون هيوستن، فرانك كابرا، وودي آلين، ستيفن سبليبرغ وجورج لوكاس، فإن «تلوين» الكلاسيكيات (الذي انتقل للمسلسلات التلفزيونية القديمة أيضا) لم يتوقف حقيقة إلا لأسباب اقتصادية، خاصة مع رداءة الصورة الملونة مقابل تكلفتها الكبيرة، بالإضافة إلى انخفاض الطلب على نسخ الفيديو الملونة مع منتصف التسعينات.

كولومبيا تراي ستار التي اختارت طرح مجموعة أفلام كوميدية قصيرة لن يكون من المؤلم كثيرا لعشاق السينما مشاهدتها معدلة بأيد دخيلة، كانت تريد تقييم التجربة تقنيا ولقياس ردود الفعل أيضا، لكنها أيضا طرحت لب القضية على طاولة الحوار مرة أخرى، هل يمكن لمالك الحقوق الفكرية لفيلم ما، أن يعبث بعمل الفنان الأصلي وأن يعيد تشكيل جماليات الفيلم؟ أليس من المفترض أن يعطى للفنان الحق بحماية إبداعه؟ وهنا ربما تنتقل القضية من مجالس السينمائيين لتصبح بين يدي السلطة التشريعية، لكن قبل أن نترك الموضوع، فلنتذكر أرسون ويلز على فراش موته عام 85 حين قال: «أبعدوا تيد تيرنر وطباشيره عن أفلامي».