المحطات التلفزيونية تتنافس على قراءة طالع اللبنانيين

TT

تتنافس البرامج الصباحية في عدد من المحطات التلفزيونية على استقطاب اكبر عدد ممكن من المشاهدين من خلال عرض فقرات خاصة في قراءة الطالع.

وتمضي غالبية ربات المنازل الفترة الصباحية ما بين قناة واخرى للوقوف على ما يخبئ المستقبل، واحياناً كثيرة لا تتوانى بعضهن عن الاتصال بمقدمة البرامج لاستطلاعها عن خطوة ما ستقوم بها، مستفسرة عما اذا كان النجاح حليفها! ففي تلفزيون «المستقبل»، وخلال برنامج «عالم الصباح» تطل كارمن شماس لتقرأ ابراج اليوم فيما خصص التلفزيون الجديد New TV فقرتين صباحيتين يتم خلالهما وضمن برنامج «صباح الورد» التبريج مع وفاء الزين ضمن ابراج وملامح وتفسير الاحلام مع جاكلين شلهوب ضمن فقرة احلام.

كذلك الامر بالنسبة لتلفزيون «هي» الذي ادرج هذا النوع من البرامج في فتراته الصباحية بداية مع زينة قباني ومن ثم مع زينة شهاب لقراءة الابراج.

وتحتل طريقة الحسابات من خلال ذكر تاريخ الولادة او اسم الام اضافة الى اسم المتصل نفسه حصة الاسد في هذا النوع من البرامج الذي طاول ايضاً القنوات الاخبارية كقناة الـ NBN حيث تقدم جومانا قبيسي ودائماً في فترة الصباح فقرة مماثلة.

وتؤكد المسؤولة عن قناة «هي» ماري بدين ابي سمح ان هذا النوع من البرامج يستقطب النساء بشكل خاص وهو امر رائج منذ فترة طويلة، أبان الزمن الذهبي لتلفزيون لبنان في الستينات من القرن الماضي، وقد اصبح حالياً بمثابة عدوى تتناقلها المحطات التلفزيونية عامة. وتوضح ان حب معرفة المستقبل شعور غريزي ينتاب غالبية الناس، لذا يتابع المشاهدون هذا النوع من البرامج رغم ان بعضهم لا يؤمن بالموضوع.

الا ان هذه البرامج انعكست سلباً على العلاقات العاطفية عامة والزوجية تحديداً، فارتفعت نسبة المشاكل العائلية، اذ ان احد الزوجين يرتكز على هذه التنبؤات ويعتقد بها، مما يؤدي الى مناقشات حادة بين الاثنين، واحياناً كثيرة تتطور لتطاول اطرافاً عائلية، بينها الحماة والكنة او حتى الجارة وكل من يستطيع ان يشكل خطراً على هاوي قراءة الطالع حسب رأيه.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على الاعلام المرئي فقط، بل شملت المسموع ايضاً مما شكل مصدراً لا يستهان به لجذب المعلنين.

وبلغ في احدى الاذاعات الامر الى ان تبتكر برنامجاً لقراءة الطالع عبر فنجان القهوة ترتشفه البصارة مقدمة البرنامج على نية المستمع الذي يرغب في معرفة طالعه، وبعد ان تقرأه له تطلب منه ان يتمنى امراً ما وتبصم بدورها قعر الفنجان بدلاً عنه وتقول له ضميرك سيتحقق لا تحفف ومحوره الامر الفلاني.

وقد تؤكد احدى هاويات قراءة الطالع ان هذا النوع من البرامج يسليها فقط، الا انه في الوقت ذاته يثير المشاكل مع زوجها لانه يلهيها عنه. فيما تمضي هاوية اخرى صباحها كله محاولة الاتصال باحد هذه البرامج لتعرف حظها وخطة سير عملها اليومية.