صابر الرباعي لـ«الشرق الأوسط»: أنا أول مطرب عربي يصدر ألبوم «سنجل»

المطرب التونسي الأغنية: غير المصورة لا يتعامل معها الجمهور وأبواب الغناء أصبحت مفتوحة أمام من يمتلك المال

TT

قال المطرب التونسي صابر الرباعي ان بعض المطربين الأجانب أكثر ذكاء من العرب وذلك عندما يقدمون اغنياتهم من خلال توزيعات شرقية مع احتفاظهم بالطابع الغربي، وأضاف الرباعي الذي انتهى اخيرا من تصوير فيديو كليب جديد، ان رحلته على مدى 14عاما بدأت بتونس منها الى لبنان والخليج ثم القاهرة، كانت مليئة بالعمل والجهد لاختراقه الكم الهائل من المبدعين في مجال الغناء العربي، وكانت ثمرة ذلك العديد من الاغنيات وأشهرها «ع اللي جرى ـ سيدي منصور ـ وخلص تارك» وغيرها. في رحلته الاخيرة التي عاشها صابر الرباعي في القاهرة صور الكليب الجديد «ببساطة» من كلمات هاني عبد الكريم وألحان وليد سعد وتوزيع أحمد عادل، ومن اخراج هادي الباجوري وقد تم التصوير في استديو مصر.

* في البداية حدثنا عن أهم تفاصيل الكليب الجديد؟

ـ الكليب اسمه «ببساطة» من كلمات هاني عبد الكريم وألحان وليد سعد، وهذه هي أول مرة في الوطن العربي ينزل ألبوم «سنجل» ويحمل 4 «فيرجن» ويرمكس..ميوزيك المقسموم العادي، كما أنني أعد لألبوم حاليا يحمل 9 أغنيات ولكن سوف يطرح في الأسواق في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الجاري. ويتضمن هذا الألبوم تنويعات مختلفة وتعاملت فيه مع عدد من الشعراء والملحنين هم كريم العراقي، أحمد شتا ومصطفى مرسي وهاني عبد الكريم وعصام حسين وكمال العبيسي من لبنان وسعود الشربني، فيه ألحان لوليد سعد وأحمد فرحات وخالد البكري ومحمود خيامي، والتوزيع لفهد ومحمد مصطفى وأحمد عادل وعادل عايش.

* وما هو الجديد الذي يحضره صابر الرباعي للجمهور العربي في هذا الألبوم؟

ـ الألبوم يتضمن جميع ألوان الدراما والمقسوم المطرب الأصيل والشعبي والاستايل.

وبعد ذلك سوف احضر لقصيدة سوف تنزل الأسواق لوحدها من كلمات كريم العراقي، كما أن هناك العديد من الكليبات مع المخرجة نادين لبكي وسوف نصورها في إسبانيا وتركيا ولبنان، وكليب آخر مع المخرج هادي الباجوري، وآخر مع سعيد المرزوق.

* هناك أكثر من اغنية مصورة لك، ما السبب الحقيقي وراء هذا هل هي موضة العصر؟

ـ لا أنا آنا لا أحب أن أملأ ألبوما وأطرحه في الأسواق ولكن لا بد أن تأخذ كل اغنية حقها في التناول، واليوم الاغنية غير المصورة لا يسمعها الجمهور.. كما اني رفضت نزول الألبوم الخاص بي مع شركة روتانا مع انه جاهز، ولكن فضلت في ظل زحمة الأسواق ان أنزل بأغنية سنجل وأنا دائما أفكر في أن أعطي الجمهور حقه بالاستمتاع بالاغاني وبعد ذلك يستمتعوا باغنياتي في الألبوم الكامل الذي اطرحه، في الوقت المناسب. كما ان الأغنية غير المصورة وغير المعلن عنها لا تصل للجمهور، وأنا أحب التريث ولذلك أحرص أن أعطي الجمهور الشيء الذي يحبه وسوف نصور الاغاني الباقية قبل نزول الألبوم.

* كيف تستطيع ان تصل لجمهورك وسط هذا الزحام من المطربين؟

ـ المؤكد ان المرحلة التي نعيشها اليوم صعبة جدا ولكن الاختلاف الوحيد أن هناك فنانا يكون معروفا من خلال صوته، وفنانا آخر يعرف من خلال اغنية وهذا هو الفرق ولا تجوز مقارنة انسان له تاريخه بآخر أول مرة يمسك ميكروفون في حياته ولا يصدق انه يغني أمام العالم والنجاح لا يأتي من خلال أغنية بل من خلال تاريخ كامل، ومن خلال كم من الشرائط والحفلات التي تحدد درجة نجاح الفنان. والمطرب الحقيقي هو من يغني أمام الميكروفون مباشرة أما من ينتمون لطبقة المعلبات أي الغناء في الاستوديوهات فقط، فهم ليسوا مقياسا لأن بواب العمارة اذا كان وسيما يمكن ان يغني ويصبح نجما وطبعا أنا لست ضد الاصوات الجديدة.

* كيف ترى مستقبل الأغنية العربية؟

ـ اذا استمر الوضع الحالي فإن الاغنية ستتجه الى المزيد من الانحدار وأرى ان الجمهور هو المسؤول عن هذا المستقبل، فهو الذي يختار ويشتري الألبومات ويحضر الحفلات وبالتالي عندما يجد أحد هؤلاء المدعين جمهورا يملأ المسرح، فلا بد أن يصدق الكذبة ويعيشها لأنه سيجد من يشجعه على الاستمرار في الشكل الرديء الذي يقدمه.

* مع ظاهرة «اقتباس» الألحان الأجنبية وتركيب كلمات عليها هل ترى أننا أصبحنا نعاني من احتضار الابداع في الألحان الشرقية؟

ـ من يأخذ لحنا جاهزا على سبيل الاستسهال، وينسبه الى نفسه يقضي على مستقبله الفني ولكن لا يؤثر على الألحان الشرقية لأننا كعرب عندنا من التراث والألحان الشرقية ما يكفي العالم ولدينا مبدعون حقيقيون وهذه الظاهرة لن تستمر طويلا لأنه في النهاية لا يصح الا الصحيح. والغريب أننا نجد بعض الفنانين الأجانب أكثر ذكاء عندما يقدمون أغنياتهم من خلال توزيعات شرقية، فهم بذلك يحافظون على ألحانهم الغربية، ويضيفون اليها.

* قدمت دراسة حول الاغنية العربية ما هي نتائجها؟

ـ كنت مهتما بدراسة تأثير التسجيلات الحديثة والتقنية على خصوصية الأغنية وللأسف وجدت أن الاستسهال هو التيار الغالب مما يهدد بفقدان الاغنية العربية لهويتها. وبدلا من ان تساعد التقنية على الانتشار وتظهر بمستوى فني أفضل ولكن للأسف أصبح الهدف منها هو الربح المادي وإصدار ألبومات لأصوات لا تصلح للاستماع الآدمي بمساعدة الأجهزة الحديثة وأصبح الألبوم يضم 14اغنية والأغنية 4 دقائق.

* كيف تختار الأغنية واللحن؟

ـ اجتمع دائما مع الشاعر والملحن وممكن أسمع كوبليه واحد فقط ثم أرجع تاني يوم نكمل باقي الأغنية، ولا أقدم شيئا إلا أكون مقتنعا به حتى ولو أخذت وقتا طويلا ولا أتعامل مع من يحمل دوسيها في يده يضم 30، 40 أغنية وماشي يعرضها على المطربين وهذا ما أسميه أغنية «التيك آواي» وأفضل اختيار الكلمة أولا ثم اللحن لأنني أفضل أن أشعر بالكلمة وتأثيرها علي ولكن أحيانا أستمع الى لحن أجده أقوى من الكلمة وأقوم مع الشاعر بتغيير الكلمات لكي تتناسب مع اللحن وقوته.