المذيعة زينة الأخوي تمقت الابتذال والتصنع وتهاجم برامج الموضة في التلفزيونات العربية

TT

تنتقد المذيعة اللبنانية على قناة «هي» زينة الاخوي الموضة السائدة في وسط الاعلام المرئي والتي تتمثل في سرقة الافكار، فما ان تخرج من خيال احدهم في المجال التلفزيوني فكرة ما حتى يتراكض الجميع على تقليدها. وهي تؤكد بذلك سرقة فكرتها لبرنامج Rellook الذي تقدمه على محطة «هي» من قبل فضائيتين عربيتين، وقد نقلته على احداهما اعلامية سابقة تتساءل زينة عن كيفية وصولها الى مجال الموضة والتجميل، مشيرة الى اقتباسها فكرة البرنامج بجميع تفاصيله من اجل جذب الزبائن الى مركزها الذي لم يلق نجاحاً ملفتاً في احدى دول الخليج. والغريب في اعلامنا التلفزيوني كما تضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تلك النمطية التي تحكم برامجه، مؤكدة على انتشار فكرة تغيير اللوك على الشاشات الاوروبية والاميركية منذ سنوات طويلة، الا انها لم تلق اثراً في نفوس المقتبسين سوى بعد ان نفذتها شخصياً.

وحملت زينة على جميع برامج الموضة التي تعرض على القنوات العربية، مستغربة شكل المقدمة واللوك الذي تعتمده، وبالتالي طريقة اجرائها الحوار مع الضيف كذلك استخدامها لغة غريبة مكسرة. واشارت الى محدودية جميع تلك المذيعات وكأن الموضة والجمال لا يتطلبان على الشاشة سوى الدلع...?! على حد قولها.

واضافت ان برامج الموضة تقتصر فقراتها على الحوار والعرض، وهي تذكر في هذا المجال برنامج قدمته منذ سنوات على شاشة المستقبل بعنوان Signé future، وقد انقسم بترتيبه الى ست فقرات متنوعة. وتبدي زينة اعتدادها لانها جمعت بين اختصاصها الاكاديمي في عالم تصميم الازياء وتغيير اللوك وبين الاعلام الذي ولدت بين يديه حسبما تقول، فقد نشأت بين والدين كانا من اركان الاذاعة اللبنانية في مرحلتها الذهبية هما شريف ويمن الاخوي، وقد شكلا مع اصدقائهما من الاعلاميين والادباء والشخصيات اللامعة اساساً لتربيتها الاولى. ولطالما شعرت انها صديقة لهذا الجيل الذي لا تمل من تبادل الحوار مع رواده. وقد كان لوالدها الراحل الاثر الكبير في ميلها نحو الاعلام، اذ رافقته طفلة صغيرة الى استديوهات الاذاعة، وراقبت طويلاً طريقة اعداده للحوارات، كما عملت في الاذاعة نفسها منذ بداية حياتها الاعلامية.

وهي تشير الى ان هذه المؤسسة الرسمية كانت مفتاحاً لدخولها مجال الاعلام الواسع، لتقدم اليوم عبر اثيرها برنامجين باللغتين العربية والفرنسية يرتكزان حول جملة من المواضيع الاجتماعية والارشادية. ولعل اكثر ما يشدها في الاعلام كما تقول هو المجال الاجتماعي، الذي تسعى دائماً الى نقد ما يطرأ حوله عبر مقالات تنشرها في بعض الصحف ومجلات مثل الحسناء والمرأة اليوم وهي تكره التحقيقات التي لا تؤدي هدفها الاعلامي الحقيقي عبر كشف الحقائق، ويرضيها ان تقدم للتلفزيون برنامجاً حول الجمال والموضة بشكل لا يفترض رقابة تذكر.

وتميل زينة الى المجال المرئي بعد ان خبرت كذلك كل من الاعلام المكتوب والمسموع فهي ترى في الصورة عنصراً فعالاً لايصال الفكرة. ولا تكتفي بالتالي بالوقوف امام الكاميرا بل تذهب خلفها لتتدخل في الاخراج، كما باعمال المونتاج والمكساج، وتختار لبرنامجها الخلفية الموسيقية من اشرطتها الخاصة.

وقد ابتعدت اخيراً عن متابعة البرامج التلفزيونية، لانها كما تقول تنبذ الاخطاء الفادحة ولا تتحملها لاكثر من خمس دقائق، وهي ناقدة ساخرة لها، تسعى الى الكمال، وتقول: عاهدت نفسي على عدم متابعة البرامج والمسلسلات اللبنانية لان فيها من ثقل الدم ما لا يتقبله انسان.

وقد كانت لها تجربة اذاعية اولى اثناء دراستها الجامعية في ايطاليا، حيث عملت في احدى المؤسسات الناشئة من دون مقابل مادي، وكانت تتوجه يومياً الى الجماهير المختلفة الجنسيات باللغات العربية والايطالية والفرنسية والانجليزية، الا انها تعترف بعدم قدرتها حينها على الكتابة باللغة العربية بشكل جيد، وقد حرصت بفضل دعم والدتها يمنى على اجادتها بعد عودتها الى لبنان، ولطالما قرأت صحفاً بصوت عال من باب التدرب على النطق السليم بها، وهي تقول ان الفضل في تحسين مخارج الحروف والقائي يعودان الى الشروط الصعبة التي فرضتها علي الاذاعة اللبنانية.

وظهورها على شاشة التلفزيون، دفعها الى ان تحرص دائماً على ابراز جانب العقل اكثر من الشكل الخارجي. وهي تضيف في هذا المجال ان هناك صفة تجمع بين المذيعات اللبنانيات على مختلف الفضائيات وهي التصنع المقيت، ولعلهن لا تفلحن في نظرها سوى بقراءة ما يكتبه المعدون على الاوراق الصغيرة. وهي تصف برنامجها على محطة «هي» بالاول من نوعه في الوطن العربي، اذ تغير عبره اطلالة الضيف في كل حلقة، الا انها تؤكد على عدم حصره بالشخصيات البارزة وبالفنانين. مشيرة الى اجراء كامل التبديلات في المظهر ومن ضمنها العمليات التجميلية بشكل مجاني. فهو لا يرتكز على الجانب الاعلاني كغيره من البرامج المماثلة على حد قولها ، والا لما اقتصر عرضه كما اضافت على اول اسبوع من كل شهر، بعدما كان يقدم مرة في كل اسبوع.

وكانت زينة قبل عملها في «هي» قد تولت العناية بمظهر المذيعات والمذيعين على شاشتي الـ NTV والمستقبل ، وهي تقول ان المحطات العربية تقتصر في برامجها ومسلسلاتها والاغاني المصورة التي تعرضها على مستشار للمظهر الخارجي وعلى مصمم للملابس على غرار الدول المتقدمة. وهي تنتقد بعض المسلسلات التاريخية (على سبيل المثال) التي تظهر البطلة باكسسوارات حديثة.

وقو قيد لها تبديل شكل المذيعات المتشابهات على حد تعبيرها، لانتزعت عنهن عامل الابتذال وعدم احترامهن للمشاهدين. وهي لن تطرق باب فنان ابداً لتحسين مظهره ، اما اذا قصدها احدهم فلا تمانع. وقد استضافت ضمن برنامجها الفنانة المصرية حلا شيحا. وهي لن ترضخ ابداً لمتطلبات العصر الجمالية، اذ تعتبر ان هناك طابعا لكل شخصية يميزها.

وتدرس حالياً فكرة برنامج جمالي جديد على قناة عربية معروفة، وتتمنى لو تستطيع ان تبقي معه على برنامجها الحالي في محطة «هي».