الحركة السينمائية الخليجية في عيون أصحابها : مبادرات بلا إمكانيات

TT

* الذوادي: لا توجد سينما خليجية ولكن توجد أفلام خليجية

*لا تزال الحركة السينمائية في منطقة الخليج العربي متأخرة جداً وفق كل المقاييس والمعايير. لكن الزيادة الملاحظة في عدد المتخصصين في السينما، مخرجين كانوا أو نقاداً على صفحات الجرائد أو حتى متابعين بين ثنايا الشبكة العنكبوتية، ما هي إلا مؤشر واضح على أن عجلة السينما الخليجية بدأت الدوران في مجتمع طالما اعتبرها غريبة عليه. ومن البديهي أن يواجه القائمون على هذه المحاولات الكثير من التحديات سواء كانت تمويلية أو بسبب شح الكوادر المتخصصة أو حتى في التحدي الأكبر، وهو محاولة كسب ود الجمهور الذي انشغل بالسينما الأجنبية والدراما التلفزيونية المحلية.

حول واقع ومستقبل السينما في منطقة الخليج العربي التقت «الشرق الاوسط» أربعة من الأسماء البارزة في هذا المجال، بدءا من المخرج البحريني بسام الذوادي رئيس الدراما والأفلام التسجيلية بهيئة الإذاعة والتلفزيون بالبحرين، ومرورا بالناقد عماد النويري الذي يرأس تنفيذياً نادي الكويت للسينما، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور، ومن الإمارات العربية المخرج نواف الجناحي أحد أهم الأسماء السينمائية الشابة في الإمارات.

وعن واقع السينما في الخليج وكيف يراها الجميع، يقول بسام الذوادي: «لا توجد هنالك سينما خليجية بالمعنى المطروح ولكن توجد أفلام خليجية تعد على أصابع اليد، وأقصد هنا الأفلام الروائية الطويلة التي عاني صناعها في سبيل إظهارها إلى الوجود مثل «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق إنتاج عام 1970 ـ الكويت. و«الشراع الحزين» للمخرج محمد نبهاوي إنتاج عام 1976 ـ قطر. و«الصمت» للمخرج هاشم محمد إنتاج عام 1981 ـ الكويت. و«الحاجز» للمخرج بسام الذوادي إنتاج عام 1990 ـ البحرين. وهناك فيلم «عرس الزين» للمخرج خالد الصديق إنتاج سوداني عام 1976 ـ السودان. وفيلم «شاهين» للمخرج خالد الصديق لم ير النور بعد إنتاج عام 1980 ـ الكويت ـ إيطاليا ـ الهند. بالاضافة الى مجموعة أفلام المخرج عبد الله المحيسن القصيرة التي كان لها أثر كبير في هذه الصناعة في الخليج.

ويضيف الذوادي «هذه أفلام سينمائية طويلة فتحت العين أمام المشاهد العربي والأجنبي إلى إمكانية خلق سينما خليجية في الخليج، ولكن مع مرور الوقت وعدم وجود الوعي السينمائي لدى الجهات المعنية لم تتطور هذه البذرة ولم يكتب لها الاستمرار لذلك بقيت هذه الأفلام التي أسست لصناعة سينمائية خليجية في مكانها ولم تخلق ـ بالرغم من مرور أكثر من 30 عاما عليها ـ جيلا سينمائيا واعيا أو جمهورا داعما للسينما الخليجية، مع العلم أنها تركت انطباعات مبشرة في العالم من خلال المهرجانات والندوات التي شاركت بها والجوائز التي حصل بعضها عليها».

*النويري: نقص التمويل والكوادر المؤهلة يعرقل المسيرة السينمائية

*تجارب فردية

*من جهته يوافق عماد النويري على ما قاله الذوادي ويضيف: «واقع الأمر انه لا توجد سينما خليجية كما أنه لا توجد سينما عربية وإنما توجد تجارب فردية هنا وهناك بدون دعم حقيقي من الدولة أو من المؤسسات الثقافية المسؤولة بل هي محاولات وتجارب فردية غير قادرة على صناعة تيار أو تشكيل مدرسة أو المساعدة في إقامة صناعة قائمة، رغم هذا الواقع المحبط هناك محطات مضيئة لا بد من الإشارة إليها. ففي الكويت هناك حركة سينمائية لإنتاج أكثر من فيلم روائي وأكثر من فيلم تسجيلي وشهدنا خلال الأيام القليلة الماضية ظهور فيلمين هما «شباب كوول» و«منتصف الليل» وفي الطريق ثلاثة أفلام روائية أخرى. عدا ذلك يمكن رصد تجارب العديد من السينمائيين الشبان بعضهم درس في أميركا وعاد والآخر مازال يدرس في الخارج».

ويكمل «نذكر هنا زياد الحسيني الذي عرض له نادي الكويت للسينما فيلم «النقي» وجاسم يعقوب الذي عرض له النادي فيلم «احتضار»، وعبد الله بوشهري الذي أنجز فيلم «بطل كويت»، وناصر كرماني الذي عرض له النادي «المهرجون» وهناك غيضا نور البدر التي أنجزت مجموعة من الأفلام القصيرة. وغير هذه الأسماء والتجارب هناك جهود نادى الكويت للسينما المتواصلة في نشر الثقافة السينمائية في الكويت وفي إقامة الدورات التعليمية، وفي إقامة الأسابيع للسينمات المختلفة. والنادي مقبل على مرحلة جديدة بعد أن حصل أخيرا على مقر مناسب لممارسة نشاطاته المختلفة».

ويتابع «في المملكة العربية السعودية يمكن رصد جهود هيفاء المنصور وما حققته من نجاحات من خلال مشاركتها في أكثر من مهرجان عربي ودولي. أما في البحرين فيمكن رصد اقدام بسام الذوادي على أنجاز فيلمه الثاني بعد أن أسس أول مهرجان سينمائي مخصص فقط للسينما العربية. وهناك إشارة أيضا إلى الجهود المتواصلة لنادي السينما في البحرين من اجل تكريس وترسيخ السينما التي نريد ونحب. في الإمارات العربية المتحدة يمكن رصد الجهود التي يقوم بها مسعود أمر الله من خلال المجمع الثقافي في أبو ظبي، وأتصور أن شبابا مثل نواف الجناحي سيكون قادراً على إطلاعنا على نتائج هذه الجهود وإعطائنا صورة أفضل عن واقع سينما الإمارات خلال ما يقدمه، كما يبدو ان هناك انتفاضة سينمائية في دبي حيث تجري التحضيرات لإقامة مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر (كانون الاول) المقبل ـ حتى لو كانت في جزء منها من باب السياحة والإعلام. أما في مسقط فيمكن رصد ولادة الجمعية السينمائية العمانية التي يقف وراءها خالد الزدجالي ومن قبلها تم رصد اهتمام رسمي لإقامة مهرجان مسقط السينمائي. ورغم عدم دخول الحكومات مباشرة على خط الإنتاج والدعم الصريح إلا في ما ندر إلا أنني أرى أن هذا الواقع متلائم تماما مع التاريخ ومع المكان والزمان وحجم السكان».

*هيفاء : تقنية السينما الرقمية ستساهم في دفع عجلة السينما الخليجية

*غياب الثقافة السينمائية

*أما هيفاء المنصور فتقول: «السينما الخليجية الآن تعيش مرحلة انتعاش حقيقية وغير مسبوقة وذلك عائد بالدرجة الأولى للتطور المذهل في عالم الكاميرا الرقمية الذي أتاح بدوره للكثيرين فرصة عمل أفلام قليلة التكلفة وبتقنية بسيطة. نتج عن ذلك مسابقة أفلام من الإمارات التي تدعم الشباب المهتم بالسينما في الإمارات، وأيضا أخيرا فيلمان طويلان عرضا بشكل جماهيري هما «زائر في البحرين» و«شباب كوول» في الكويت. لكن لغياب الثقافة السينمائية وغياب الأكاديميات المتخصصة لا تزال اللغة والخطاب السينمائي الخليجي في أول مراحله وهو ما يحتاج للكثير من الصقل والتطوير، فالثقافة السينمائية غير مدعومة وغائبة وفلا توجد أكاديميات متخصصة لتطوير المواهب السينمائية على مختلف الأصعدة ولا يوجد استثمار رسمي يمول السينمائيين ويدعمهم».

* الجناحي: الواقع السينمائي الخليجي الحالي يمر بنقلة مهمة جدا

*نماذج متقنة

*أما نواف الجناحي فيقول: «الواقع السينمائي الخليجي الحالي يمر بنقلة مهمة جدا. هنالك العديد من الأفلام التي يتم صنعها سنويا ونرى كذلك ان هناك زيادة دائمة في أعداد السينمائيين الجدد الأمر الذي خلق قاعدة متنامية بشكل مثير. أهم ما يميز هذه المرحلة هو وجود عجلة إنتاج حقيقية مستمرة ربما كان الفضل الأكبر في ذلك يعود إلى مهرجان «أفلام من الإمارات» الذي انطلق إماراتيا ـ منذ ثلاث سنوات تقريبا ـ ولكنه استقطب أسماء مهمة مختلفة وقدّم أسماء أخرى جديدة من الخليج والوطن العربي عموما. بالتأكيد لا يمكننا الادعاء أن كل الأفلام المنتجة في الخليج ممتازة، فهذا أمر غير معقول في أي بيئة سينمائية في أي مكان خاصة أن المجال السينمائي ـ عمليا ـ جديد على المنطقة ، لذا ستكون هناك بالتأكيد بعض التخبطات هنا وهناك إلا أن المهم في المقابل هو ظهور أفلام مهمة كل عام تفرض نفسها في المهرجانات العربية والدولية بجودتها وأصالتها. لقد بدأت الكثير من الأوساط السينمائية العربية والعالمية تدرك وجود وأهمية السينما الخليجية من خلال تلك النماذج المتقنة وهذا بالتأكيد أمر إيجابي».

وحول ماهية العقوبات والصعوبات التي تعترض طريق النهضة بسينما خليجية، يقول بسام الذوادي الذي خوله منصبه كرئيس لنادي السينما البحريني وأمين عام جمعية السينما لدول مجلس الخليج العربي لكي يلامس مشاكل سينما المنطقة عن قرب: «نحن لا نرى أن نهوض سينما خليجية في الوقت الحالي أو حتى في المستقبل ممكنة، حيث أن الصناعة لا تعتمد على وجود فقط بعض المهتمين ولكنها تعتمد على وجود المعاهد والمعامل والأجهزة والقاعدة الضخمة من الصناع في مختلف قطاعات السينما من فنيين وممثلين وشركات إنتاج وتوزيع، ولكن دعنا نتكلم عن الممكن، وهو كما يلي: أولا، الصعوبة الأولى تتمثل في ان الجميع من المهتمين يريدون أن يكونوا مخرجين لذلك لا توجد هناك قاعدة للمصورين وكتاب السيناريو والمونتيرين وغيرهم في القطاعات الأخرى من الصناعة، فنجد مخرجا جيدا وباقي الطاقم قد يكون دون المستوى وأحيانا الجميع دون المستوى. أتمنى أن يعي البعض أن أهمية اللغة السينمائية تكمن في تكامل عناصر الإبداع فيها، عندما لا يتوفر المصور الواعي للبعد الدرامي التشكيلي في الصورة السينمائية لا يصل العمل إلى المتفرج بالشكل الصحيح حتى وأن كان القائد أهم مخرج في العالم وهذا ينطبق على المونتير حيث يجب أن يلم بالبناء الدرامي وعناصر المونتاج وأبعاد لغة الصورة حتى يستطيع أن يركب الفيلم ويضع عصارة معرفته في هذا الجانب. عدم وجود معاهد أو بعثات على خارطة وزارات التربية والإعلام والمؤسسات الخاصة لدراسة عناصر الخلق السينمائي لا يشكل الفريق الصحيح لهذه الصناعة. ثانيا، الوعي الحكومي والخاص لأهمية هذه الصناعة غير متوفر، كما أن الثقة في الفنان الخليجي ليست متاحة لدى القطاعين العام والخاص وقد يكون لديهم حق، لدينا عشرات الآلاف من المهندسين والأطباء ولكن عدد المخرجين لا يتجاوز العشرة. الأمر نفسه ينطبق على وظيفة المصور والمونتير وكاتب السيناريو، فهل يا ترى من الممكن أن نلوم هذين القطاعين؟ أعتقد بأن على الحكومات أن تؤسس مؤسسات تعنى بهذا الشأن من ناحية المنح الدراسية والتمويل وذلك لمدة خمس سنوات، كما أن دعم المؤسسات الخاصة في هذا الجانب من قبل الحكومة سيشكل مردودا مهما على هذه الصناعة».

*خوف المنتجين

*أما عماد النويري الذي شارك في تحكيم العديد من المهرجانات في المنطقة وأعد بعض البرامج المتخصصة تلفزيونياً فيعلق بقوله:«أرى صعوبات متعلقة بالصناعة وبالتجارة وبالفن نفسه. على المستوى الصناعي لا توجد حتى الآن الاستوديوهات المؤهلة لتصوير وتحقيق الأفلام كما هو موجود في المغرب أو سورية أو مصر، ومن الناحية الصناعية لا توجد حتى الآن صناعة المعدات والأدوات اللازمة لإنجاز الأفلام مثل الكاميرات وكشافات الإضاءة وحتى برامج الكومبيوتر الخاصة بالمونتاج والصوت، وعلى مستوى التجارة لا توجد شركات للإنتاج السينمائي تجازف بدخول مجال الإنتاج وتكون قادرة على عمل دراسات جدوى اقتصادية لإنتاج وتوزيع الفيلم الخليجي. ما زالت أغلب الشركات الفنية تتخوف من الأسواق العربية ومن عدم فهم اللهجات الخليجية في بقية الدول العربية.

*بنية تحتية

*هيفاء المنصور التي قامت بنفسها بإنتاج أفلامها الثلاثة التي فاز آخرها بجائزة أفضل سيناريو بمهرجان الإمارات أخيراً أكدت أن المشكلة الرئيسية هي غياب التمويل التجاري المغامر والسخي، وأكملت:«لم تعط السينما في الخليج حقها كفن يحتاج لتطوير وتمويل، وعوضاً عن ذلك اتجه المنتجون للأعمال الدرامية التلفزيونية حيث الربح المادي أضمن، بالتالي كانت وما زالت السينما تعاني من تجاهل المستثمرين رغم أن العوامل الديموغرافية والأيديولوجية تغيرت في المنطقة ككل مما يرفع وبشدة المسألة الربحية للسينما. لا أعني بالاستثمار التمويل المالي للأفلام فقط وإنما يتعدى المفهوم تلك النقطة ليشمل محاولة خلق بنية تحتية من كوادر ومؤسسات سينمائية وأكاديمية تستطيع النهوض بالحركة السينمائية في المنطقة. سيضمن قطاع السينما توفر فرص وظيفية جديدة لشباب المنطقة في مجالات التصوير والإضاءة والكتابة والنقد والمونتاج وهندسة الديكور والأزياء والكثير الكثير من التخصصات. الاهتمام بهذه البنية سيعود على المنتج والمنطقة بالربح والفائدة».

وكان لنواف الجناحي تصور خاص لتلك الصعوبات.. يقول:«عندما نتحدث عن نهوض سينما خليجية قوية ومؤثرة فنيا وفكريا فيجب أن نقرن ذلك بجيل كامل يعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، وهنا يجب أن يمثل الوعي السينمائي الصحيح عنصرا أساسيا مطلوبا في هذا الجيل، كل أفراد هذا الجيل وليس عددا منهم فقط. أعتقد أن واحدة من أهم العقبات من وجهة نظري هي السينمائيون أنفسهم والطريقة التي يتعاملون بها مع السينما عموما وأفلامهم خصوصا، فعندما ننظر إلى البعض من السينمائيين الجدد في الخليج غير القادمين من خلفية سينمائية ـ أكاديمية أو غير أكاديمية ـ نرى أنهم يعتمدون على حماسهم أكثر من التركيز على تطوير الذات والفكر سينمائيا. لذا فهم يسقطون أحيانا في فخ أسلوب التنفيذ التلفزيوني والأداء المسرحي مبتعدين عن اللغة البصرية التي ترتكز عليها السينما في سرد الحكاية، وهذا يتطلب ثقافة بصرية من نوع خاص ودراية بمفردات اللغة السينمائية وكيفية استخدامها بشكل إبداعي خلاق وليس فقط الاعتماد على مصدر الحماس الأساسي ألا وهو الانبهار بتلك النماذج المتوفرة في صالات العرض التجارية والمستوردة بشكل أساسي من هوليوود وخاصة في ظل توفر التسهيلات العصرية التي تقدمها التقنيات الرقمية الحديثة التي جعلت معدات صناعة الفيلم الأساسية في متناول يد الجميع تقريبا. أصبح البعض يعتقد أن كل ما يحتاجه لصنع فيلم هو أن يملك كاميرا رقمية وجهاز كمبيوتر وبعض الأصدقاء. على السينمائي أن يدرك ويؤمن بأن السينما هي الصورة أولا وأن يعمل ضمن هذا الإطار.

*الذاكرة البصرية

*ومن جانبه ذكر النويري أن حال السينما من حال الوطن، والعكس صحيح، وأكمل: «إذا أدركنا بجدية أن السينما تمثل عنصرا مهما من عناصر ثقافة الأمة وهي الذاكرة البصرية للتاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد فإنه من المهم توفير كل السبل الممكنة لإطلاق الإبداع السينمائي في وسط ديمقراطي وحر ولعل مشروعات الإصلاح المنتظرة توفر مناخا أفضل نحو سينما تساهم بشكل أو بآخر في إنجاز المشروع الحضاري لهذه المنطقة من العالم. مع التقدم الهائل في التقنيات السمعية والبصرية في مجال السينما اشعر بالتفاؤل، وتغمرني السعادة كلما سمعت عن تطويع التكنولوجيا الرقمية لخدمة السينما. من المؤكد أن هناك العديد من الحالمين بتحقيق الكثير من المشروعات السينمائية سيكون أمامهم الكثير من الفرص من خلال التقنية الرقمية لصناعة المزيد من الأفلام».

أما هيفاء المنصور فشددت مرة أخرى على أهمية تطوير الكوادر السينمائية بقولها: «في ظل الثورة الرقمية التي أدت لانتشار فلسفات فكرية غير معهودة كـ«المابعد حداثية» والتي تعتمد على إلقاء الضوء على الثقافات التي أقصاها الظهور المهيمن للحضارة الغربية، وفي ظل تعطش الجمهور العالمي لمشاهدة أفلام من المنطقة، نستطيع الجزم بأن مستقبل السينما في الخليج سيكون مبشراً جداً. هناك مستقبل مبشر للسينما الخليجية بشكل غير مسبوق. ولكن تنقصنا الأكاديميات السينمائية والفعاليات التي من شأنها شحذ مهارات السينمائيين وتطويرها. توفر التقنيات رغم أهميته لا يضمن فيلماً جيداً. فمن المهم جدا تكوين شريحة سينمائية مدربة وقادرة على خلق سينما متفوقة».

كانت خاتمة لقائنا مع الجناحي الذي تميزت أفلامه برؤية بصرية جميلة ومميزة، فقال معلقاً آمالاً كبيرة على المستقبل القريب:«إن الخطوات الحالية وما تحقق حتى الآن على مدى السنوات الثلاث الماضية تبشر بكل صراحة بمستقبل مبهر. الأمر باعتقادي يحتاج فقط إلى إيمان من السينمائيين أولا بضرورة ما يفعلون وبأهمية السينما وإدراك وجوب تغيير وتنشيط الوعي السينمائي والفني عموما لدى المجتمع، والإصرار على تقديم أفلام أصيلة ومتقنة تحمل العمق الفكري والإنساني المطلوب لسرد حكاية مؤثرة وممتعة».