حنين: مهرجانات بعلبك رفعتني إلى درجة عالية في الفن

المطربة اللبنانية تنتقد الأغنية الحالية السائدة

TT

لم تشعر المطربة اللبنانية حنين بهذا القدر من الفرح والاعتداد بالنفس كما احست عندما وقفت اخيراً على ادراج قلعة بعلبك التاريخية وغنت ضمن مسرحية سيريالية بعنوان «رحلة الاربع اغاني» خلال مهرجانات الصيف، وقالت لـ «الشرق الأوسط» «عندما كان الجمهور يصفق لي اثناء تأديتي الاغاني كنت احدث نفسي قائلة لها: انت لا تحلمين! حنين انتِ تقفين على ادراج بعلبك».

هكذا وبكل بساطة وصفت حنين تجربة الغناء التي خاضتها ضمن برنامج مهرجانات بعلبك لصيف 2004 الى جانب الفرقة الكوبية ونهوند وطوني حنا والاخوين شحادة وملحم زين ليقدموا مسرحية غنائية خيالية من تأليف واخراج وانتاج ميشال الفترياديس.

وحنين التي عادت الى قلعة بعلبك للمرة الاولى بعد زيارة لها في طفولتها قالت: للمكان رهبة خاصة بها، لاسيما ان عمالقة الفن، ومنهم كوكب الشرق ام كلثوم والفنانتان فيروز وصباح ونصري شمس الدين ووديع الصافي وشارل ازنافور وغيرهم ممن وقفوا على ادراجها. هي من دون ادنى شك نقطة منيرة اضاءت مشواري الفني وعلامة فارقة لن انساها ما حييت!».

وحنين التي لا تحب ان تصنف نفسها بالمخرجة توضح رأيها هذا بالقول: «الاحتراف نسبي وانا من الاشخاص الذين يفضلون عدم الاعتراف باحترافهم في قرارة نفسهم ليثابروا على الدراسة ويتعرفوا بصورة افضل على الفن»، وفي الواقع درست حنين الموسيقى ونالت شهادة دبلوم كما شاركت في عدد من المهرجانات المميزة.

وتعتبر حنين ان اشتراكها الاخير في مهرجان بعلبك رفعها من دون شك الى درجة عالية في سلم الفن. وعما اذا كانت مستمرة في تقديم اللون الكوبي طيلة مشوارها الفني، اوضحت انها لا تفكر في التغيير حالياً، لاسيما ان مبيعات اصداراتها وحفلاتها الكثيرة تشيران الى نجاحها فيه، وترى انه وعندما يحين الوقت ستلجأ الى التجديد، انما كل شيء في اوانه وتعتبر ان هذا الامر انعكس ايجاباً على مسيرتها الفنية، فهي غردت منذ البداية خارج السرب، مما اضفى على شخصيتها الفنية هوية خاصة، ميزتها عن غيرها وكذلك اوصلتها نوعاً ما الى العالمية بعد ان مزجت بين الغناء الكوبي والعربي فاجتذبت جمهوراً جديداً من بلدان مختلفة. واكدت حنين ان مسرحية رحلة «الاغاني الاربع» التي قدمتها في بعلبك ساهمت ايضاً في اعطاء الاغنية اللبنانية القديمة حيزاً اخرجها عن المحلية، بعدما غنى الفنانون المشاركون الغزيل والدلعونا والميجانا والهوارة بعدة لغات وهي اغان لبنانية تقليدية فولكلورية، وهي لا تمانع من تجربة الغناء الثنائي على طريقة «الديو» كما انها معجبة بالثنائيات القديمة التي جمعت ما بين فيروز والراحل نصري شمس الدين او صباح ووديع الصافي مثلاً.

اما الاغنية الفردية الـ Single التي شكلت ظاهرة فنية وغزت الساحة في الآونة الاخيرة، فاعتبرتها حنين عملية انقاذ يلجأ اليها الفنان فيما لو تأخر طرح عمله في الاسواق، لذا ستقدم اغنية فردية لم تتمكن من ضمنها الى شريطها الاخير «بيروت ـ هافانا» بسبب ضيق الوقت، انما هذا لا يعني ان شريطها فشل او تريد انقاذه والدليل على ذلك نسبة مبيعاته الجيدة.

وتنتقد حنين الاغنية الحالية السائدة على الساحة الفنية، التي لا هوية لبنانية حقيقية لها وتقول: «هناك لون واحد يروج على الساحة في الوقت الحالي، اساء الى الاغنية اللبنانية وجعلها تضيع في متاهات متفرقة». وكذلك ترى ان اجواء الفن بشكل عام فيها الكثير من القلق وكل فنان يعتب على الآخر رغم انه يقوم بنفس التصرفات!».

وحنين التي درست الحقوق وفضلت ممارسة الغناء على الروب الاسود للمحامي، مستعدة اذا ما قدر لها ان تدافع عن «اذن الجمهور الموسيقية» التي يعتقد البعض انها خربت، وقالت: «انا اكيدة ان الجمهور لا يعاني من اي خلل في اذنه، لانه هو نفسه يستمع الى اغاني فيروز وام كلثوم، انما هناك من يضخ له الموسيقى والنوتات الخاطئة مما اوقعه في مطبات كثيرة فاعتاد هذا النوع من الاغاني مع انه في الحقيقة ذواق».