رئيسة التلفزيون المصري تعترف: نقبل هذه البرامج رغم مستواها من أجل عيون الإعلان

البرامج الكوميدية في رمضان هذا العام متهمة بالسطحية والتكرار

TT

لا شك ان البرامج الاعلانية التي أذيعت على شاشة التلفزيون عقب الافطار على القنوات الرئيسية في التلفزيون المصري وعدد من القنوات الفضائية هذا العام في رمضان اصابت المشاهدين بالصدمة من سوء مستواها وسطحية المواقف التي تقدمها على الشاشة.

وبالرغم من التأكيدات المتكررة للمسؤولين بالتلفزيون بأن برامج رمضان ستكون متميزة وسوف تبتعد عن الابتذال والسطحية إلا أن كل هذه الوعود ذهبت ادراج الرياح وفوجئنا مع بداية رمضان ببرامج اقل ما توصف بأنها تكرار لبرامج اخرى تم تقديمها على مدار السنوات الماضية.

أولى هذه البرامج كان «تاكسي» والذي كان مستفزا في كل حلقاته حيث يقدم مواقف تم تقديمها من قبل في «الكاميرا الخفية» لابراهيم نصر الذي غاب هذا العام عن شاشة التلفزيون المصري ولكن جاء برنامج «تاكسي» ليعيد بعض مواقف الكاميرا الخفية السخيفة.

أما برنامج «تيجي نهزر» فهو لم يأت بجديد كله عبارة عن مقالب سخيفة يقوم بها مجموعة من الفنانين ضد بعضهم البعض وهي مواقف ومقالب لم تنجح في انتزاع البسمة من على الشفاه.

برنامج «مين بيقول الحق» والذي قدمه أمير كراره ايضا كان بلا لون أو طعم، لم نعرف حتى الآن الهدف الحقيقي من البرنامج ولا الشكل الترفيهي للمشاهد اللهم إلا تقديم مواقف كوميدية تافهة من خلال اسلوب طرح الاسئلة من جانب الفنانين الضيوف لمعرفة من هو الشخص الحقيقي من بين الاشخاص الثلاثة الذي يقول الحق، وفي نهاية الحلقة نكتشف الشخص العبقري الحقيقي! ونجح حسين الامام في برنامج «حسين ع الناصية» في فقد عدد كبير من مشاهديه بعد ان اصبح يعاني من فقر واضح في المواقف المقدمة على الشاشة، رغم محاولات الامام بأن يكون البرنامج متميزا إلا انه ما زال يكرر نفس المواقف التي قدمها في شهر رمضان على مدى عامين متتاليين وكان الاجدر به ان يتمسك بتقديم البرنامج مرة واحدة لا يكررها كما اعلن عقب نجاحه في العام الاول .

والى حد ما نجح اشرف عبد الباقي في الخروج ببرنامجه «مقالب دوت كوم» من الاطار التقليدي بأسلوبه المتميز في التقديم، وأن كانت مقالبه لم ترق للمستوى المطلوب.

ونظرا لمستوى كل هذه البرامج الاعلانية التي تذاع في رمضان والتي صرفت نسبة كبيرة من المشاهدين عن الشاشة، فان السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يصر التلفزيون على اذاعة هذه النوعية من البرامج رغم ضعف مستواها وسطحيتها وهل يقبل هذه البرامج من أجل الاعلان الذي يصاحبه دون النظر الى مضمونها أو مدى إقبال الناس عليها.

هذه التساؤلات طرحناها على السيدة زينب سويدان رئيسة التلفزيون المصري والتي قالت: نحن في شهر رمضان الكريم وليس مطلوبا ان يذيع التلفزيون برامج دسمة وجادة جدا خاصة في فترة ما بعد الافطار، والمطلوب في هذه الفترة ان تكون البرامج خفيفة تزخر بجميع النجوم الذين يحبهم المشاهدون، وفي نفس الوقت تقدم معلومة سريعة وترسم البسمة على شفاه المشاهدين.

وأعترف ان هناك برامج هذا العام جاءت دون المستوى ولكن اللجنة التي شكلها وزير الاعلام من النقاد والصحافيين وكبار الكتاب لاختيار دراما وبرامج رمضان للعرض على الشاشة اضطرت لاجازة هذه البرامج واذاعتها تحت ضغط الاعلان حيث ان الشركات الاعلانية جاءت بهذه البرامج ومعها كمية اعلانات كبيرة سوف تدر عائدا للتلفزيون، ولان خزينة اتحاد الاذاعة والتلفزيون تعاني عجزا في الميزانية، فقد كان هناك توجيه لأعضاء اللجنة بقبول البرامج الاعلانية واجازتها حتى ولو كان مستواها ضعيفا، نظرا لاننا ليس مطلوبا منا ان نكون جادين في رمضان في فترة ما بعد الافطار فقد وافقنا على اذاعة هذه البرامج الاعلانية على الشاشة.