رولا معوض: هناك قصص تافهة يرويها أهل الفن

مقدمة برنامج «جار القمر» ترفض أن يقال عنها مذيعة وتنتقد عرض الأجساد

TT

ترفض ان يقال عنها مذيعة لأن المذيعة بالنسبة اليها تقرأ ما يعد لها بطريقة ميكانيكية وتعتبر نفسها صحافية اولاً. فقد عملت الاعلامية اللبنانية، في جريدة النهار مدى عشر سنوات ولا تزال، وهي تطل منذ خمس سنوات وتشارك في تقديم برنامج «جار القمر» كما تشارك حالياً في تقديم برنامج «عيون بيروت» وتحديداً الشق الذي يتناول الشؤون الثقافية والتربوية والسياسية. وتقول: «لست مقدمة برامج ولا مذيعة، فأنا افضل العمل الصحافي ودوري لا يقتصر في التلفزيون على قراءة جاهزة للورقة امامي انما اقوم بالمشاركة في الاعداد وارفض الجمود في طرح الاسئلة المحددة».

توجهها المهني تمحور حول السياسة والثقافة بالدرجة الاولى، فهي تشارك ايضاً في اعداد البرنامج السياسي «كلام الناس» الذي تعرضه شاشة «LBCI»، كما سبق لها الظهور كمقدمة لبرنامج «زوار الدار» في المحطة نفسها منذ خمس سنوات، الا انها تعتبر ان البرنامج الفني «جار القمر» افادها في تعريف الجمهور عليها وكيفية التحرك والتصرف امام الكاميرا والاستعداد شكلاً ومضموناً على الشاشة. وتضيف: «اشعر ان عالم الفن بعيد عن اهتماماتي والفرق شاسع بينه وبين السياسة، هناك قصص تافهة يرويها اهل الفن واخرى هامة، وعندما كنت انتهي من عملي في برنامج «جار القمر» كنت انفصل تماماً عن هذا العالم الذي لا انتمي اليه ابداً، لكنني اكتسبت الخبرة في العمل ضمن هذا المجال». وترفض رولا معوض الفكرة التي تقول ان المذيعة التي تعنى بالشؤون السياسية اكثر جدارة وتفوقاً من تلك التي تعمل في مجال المنوعات والفن، لأن لكل مادة جمهورها والانسان الناجح هو الذي يتقن موضوعه بشغف مهما كانت ماهيته، ولن يقضي المشاهد وقته يتابع البرامج السياسية دون غيرها. وعن تجربتها مع اهل الفن تقول: «في كثير من الاحيان، عندما التقي ببعض الفنانين في فترات لاحقة انسى شكلهم الخارجي لا اقصد بذلك قلة الاحترام انما ميولي الى مجال السياسة والثقافة تجعلني اوجه تفكيري وتركيزي باتجاه هذين المجالين اكثر من غيرهما». وتعترف معوض انها لا تستطيع ان تتقيد بالاعداد وتخرج دائماً عن النص، ولا تلتزم الا بالخطوط العريضة للأسئلة المعدة سلفاً وتقوم بصياغة الاسئلة على سجيتها «لأن الحوار يجر دائماً الى مواضيع لم تكن في الحسبان ومن المعيب ان نبدو جاهلين امام المشاهد في قضية هامة قد يستطرد اليها الضيف».

من جهة اخرى، تنتقد رولا المبالغة في استخدام الفتيات وعرض الاجساد في بعض برامج المنوعات، «لأنه ينبغي احترام المشاهد وعدم الاستخفاف بذوقه، كما انها لا توافق على عرض البرامج المكسيكية، وتنتقد النقص الفادح في البرامج المخصصة لتوجيه الاطفال وارشادهم، لأن المحطات لا تهتم الا بعرض الرسوم المتحركة وغيرها من البرامج غير الهادفة بالنسبة الى الطفل. وهي لا تهتم باسم المحطة التي تعمل فيها بقدر ما يهمها البرنامج نفسه.

وعبرت رولا عن طموحها الى تقديم برنامج حواري سياسي، عندما تصبح اكثر جهوزية بعد ان تجتاز المراحل التي تساعد على اختمار الخلفية السياسية لديها والتي تسعى الى تطويرها دائماً. و«هذه النوعية من البرامج لا تحتاج الى شكل جميل، لأن الجمال لن يخدم الاعلامية في مواضيع السياسة كما ان النقص في الخلفية السياسية سيوقعها في مطبات خطيرة تؤدي الى فشلها».

كما تفضل البرامج التي تعتمد على مقدم واحد لأنها تبرز شخصيته بطريقة افضل وتزيد في حرية التعاطي مع الموضوع، بدلاً من الالتزام الدقيق بأكثر من مقدم كما في برنامج «جار القمر» الذي يعتمد على خمسة مقدمين، لكنها تحاول قدر الامكان ان تطبع شخصيتها في الحوار، بينما في «عيون بيروت» تجد ان شخصيتها اكثر بروزاً وخصوصية. وتشبه عملها الصحافي والتلفزيوني بالواجب العسكري لشدة تعلقها به الى درجة انه يحتل القسم الاكبر من وقتها.

وفضلاً عن كونها صحافية واعلامية. يجهل الكثيرون ان رولا معوض هي المنسقة الاعلامية للبرنامج الوطني لمكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة اللبنانية، وتمنت في نهاية الحوار معها ان يتوقف الناس عن التدخين قائلة: «لا يعرفون مدى ضرر التدخين خاصة ان المدخن يضر المحيطين به اكثر مما يسبب الضرر لنفسه، وعليه ان يقوم بالتوفير على الوزارة من اموال لأن امراض المدخن تكلف الوزارة ثمناً باهظاً».