مخرج «حب بدون تأشيرة» يفتح النار على «المتآمرين» عليه

نجيب الصفريوي: أهانوني وشوهوا السينما المغربية

TT

نفى المخرج المغربي نجيب الصفريوي ان يكون شريطه السينمائي «حب بدون تأشيرة» الذي عرض للمرة الاولى ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان السينما المغربية الذي نظم اخيرا بمراكش، قد وجهت له اي انتقادات من طرف النقاد والصحافيين. وقال انه تعرض «لقذف» من طرف شخص واحد فقط سيتابعه قضائيا، وانه تعرض «لمؤامرة» من طرف منظمي المهرجان الذين شوهوا شريطه الذي يتناول موضوع الايدز، بعرض نسخة رديئة على مستوى الصوت، لذلك فقد حذر اي صحيفة من انتقاد شريطه قبل مشاهدته في ظروف جيدة.

الصفريوي كشف لـ«الشرق الأوسط» بانفعال شديد تفاصيل هذه «المؤامرة» في الحوار التالي:

الدار البيضاء: لطيفة العروسني

* ما هو تعليقك على الانتقادات التي وجهت لشريطك «حب بدون تأشيرة» او «حب بلا فيزا» اثناء انعقاد الدورة السادسة لمهرجان السينما المغربية؟

ـ اي انتقادات تتحدثين عنها؟ لم تكن هناك اي انتقادات من طرف صحافيين او نقاد، واذا كنت تقصدين الانتقادات التي تضمنتها يومية المهرجان، فقد كان يحررها طلبة من المعهد يسيرهم اعدائي الذين نظموا المهرجان وهذا داخل في اطار المؤامرة التي تعرض لها الشريط منذ البداية ومن كان يرأس التحرير المباشر لليومية هما المخرجان عمر وسعد الشرايبي وجماعتهما، وغريب ان تبدأ صحيفة «الشرق الأوسط» سؤالها بهذا الشكل.

* لكني سأبقى مصرة على هذا السؤال، فما ردك؟

ـ اؤكد انه اثناء مناقشة الفيلم في المهرجان لم اسمع اي انتقادات بل سمعت قذفا من طرف شخص واحد هو المخرج سعد الشرايبي ولم يوجه لي سؤال من طرف اي من الصحافيين المعتمدين ولدي التسجيل الكامل لهذا النقاش. اذن من هم الصحافيون الذين تتحدثين عنهم؟ انها مجرد اشاعات روجها اعدائي، وشروط المهنة تقتضي النزاهة والموضوعية فقد مضى زمن الحجر والتزييف والبهتان والكذب.

* جاء في بيان صادر باسم موزعي ومنتجي الشريط ان الغرض من عرض نسخة رديئة على مستوى الصوت من شريطك في المهرجان هدفه الاساءة الى سمعتك وتشويه مسارك السينمائي.. من هم الذين لهم مصلحة في ذلك؟

ـ لم احاور اي صحيفة من صحف الاثارة واخترت ان احاور «الشرق الأوسط» لانها من الصحف الجادة لذلك ارجوك باسمي وباسم طاقم الانتاج والتوزيع ان توجهي نداء الى المهتمين والى كل من تتبع العرض اثناء المهرجان في قاعة «الكوليزي» بمراكش ان لا يعتمد على هذه المشاهدة للحكم على الشريط، واستدعيهم الى عرض جديد بشروط مختلفة، لذلك لا اسمح ان يتكلم احد عن فيلمي قبل العروض الخاصة واؤكد ان الشريط الصوتي للفيلم شوه وهو الفيلم الذي يحمل احسن حوار كتبه كاتب كبير هو محمد قوتي، وقد امضينا ستة اشهر في الكتابة بلهجة الدار البيضاء. لذلك واحتراما لكل هذا ارجو الصبر والانتظار لكي لا يسقط الجميع في فخ «المؤامرة» والهجوم الذي تعرضت له غابت فيه العدالة ولا اجد الكلمات لاعبر عن سخطي بان يسمح نائب رئيس غرفة المنتجين التي كنت اشغل فيها منصب الكاتب العام قبله، ان يحكم على الفيلم بعد ثلاثين دقيقة فقط من المشاهدة كما قال وهذا برهان واضح على نيته السيئة.

* تقصد بالطبع المخرج سعد الشرايبي وانتقاده العنيف لك ولشريطك اثناء المناقشة، اذن هل يتعلق الامر بتصفية حسابات شخصية بينك وبينه؟

ـ لا ليست مسألة شخصية بل مسألة اتجاهين في السينما المغربية وكان ذلك موضوع نقاش حاد في غرفة المنتجين التي غادرتها لهذه الاسباب لاني لم اكن متفقا مع السينما التي يدافعون عنها ولا على الضغط الذي يمارسونه على كل من لا يتفق معهم.

* وما نوع السينما التي يدافعون عنها؟

ـ كمثال على ذلك الافلام التي شاركت في مسابقة المهرجان، فهذا النوع من الافلام هو ما اسميه نقديا سينما تكرارية لما ينتج في الخارج. نسخ باهتة للفيلم الاستعراضي والتاريخي والتجاري واذا كانوا قد اختاروا هذا الطريق فالله يوفقهم، ولكن لم اكن اتصور ان تصل بهم الدناءة الى حد تشويه الشريط الصوتي لفيلمي ومنع بعض الصحافيين من الدخول الى قاعة العرض.

* صرحت من قبل ان الشريط كان ممنوعا من المشاركة اصلا في المهرجان كيف ذلك؟

ـ نعم فقد توصلت بدعوة لحضور المهرجان بصفتي الشخصية، فاتصلت بالمسؤولين لاخبرهم بأن لدي شريطاً جاهزاً للعرض ومن حقي المشاركة به في المهرجان، فسجلت الشريط باسمي قصد المشاركة في المهرجان رغم الاهانة التي شعرت بها، بعد ذلك طلب مني شهادة من مختبر المركز السينمائي لتأكيد صلاحية عرض الشريط وكل ذلك بهدف الامعان في اهانتي، علما ان فيلمي «حب بلا فيزا» كان في نفس المرحلة التحضيرية لاشرطة المخرجين مصطفى الدرقاوي وحسن بنجلون، ولدي الوثائق التي تثبت ذلك.

* لكن لماذا يحصل كل هذا ضدك؟

ـ انا نفسي اريد ان افهم ما وقع ومن اعطى الاوامر لكي لا يسجل شريطي في المهرجان منذ البداية ومن اعطى الاوامر ان يشوه الشريط الصوتي للفيلم اثناء العرض الرسمي؟ من هي هذه اليد الخفية التي تستهدفني؟

* سنترك السؤال معلقا واناقش معك محتوى الشريط، ما هي الرسالة التي اردت تبليغها من خلال موضوع الشريط الذي يتحدث عن انتشار مرض الايدز في اوساط الشباب المغربي؟

ـ اشكرك على هذا السؤال لانه مدخل تفسيري فيما يخص ماهية العداء الذي لاحظته من لدن هؤلاء، فأنا منذ البداية اقدم سينما مخالفة، وانا اول مخرج مغربي صور شريطا سينمائيا بالصوت المباشر عام 1985 في شريط «شمس» وقبل هذا الشريط كل الافلام المغربية كانت بها أعطاب صوتية. و«حب بلا فيزا» اول شريط سينمائي يقوم بتسجيل صوته شاب مغربي، في حين ان معظم الافلام المغربية تستعين بالتونسي فوزي ثابت، وهو اول شريط سينمائي يقوم مخرجه بتركيبه بنفسه، بينما الافلام الاخرى كلها من تركيب جزائريين او تونسيين، ومع ذلك لم يشجعوا كل هذا فهل يريدون قتل السينما المغربية؟ واضيف انني الوحيد الذي تعرضت لمشاكل الساعة من خلال طرح موضوع الايدز ولم اتناول مشاكل عام 1944او مشكل خادمات البيوت. ففي عام 1980تحدثت عن مشكل الديمقراطية في اليسار المغربي في شريط «ابناء بنبركة» وفي شريط «شمس» اثرت موضوع الانتخابات الديمقراطية من خلال قصة صراع بين اب وابنه حول مقعد داخل البرلمان، واليوم في شريطي الاخير تطرقت لمشكل مسكوت عنه وهو الايدز الذي يهدد الشباب المغربي، فهل انعدم لديهم الضمير الانساني حتى يحاربوا فيلما يقوم بدور التوعية، اذن الهدف هو ان يبقوا وحدهم في السوق بافلامهم التجارية، وكل ما اطلب الان ان يكون السوق حكما بيننا وان يكون لشريطي الحظ في الوصول الى القاعات السينمائية بحيث مازلنا نبحث عن صالة لعرض الشريط لان كل الصالات برمجت مسبقا لعرض افلامهم، وسيتولى موزع معروف هو محمد بنهيمة توزيع الشريط.

* الا ترى انك قدمت نموذجا سلبيا للاسرة المغربية في شريطك؟

ـ لا اعتقد ذلك من وجهة نظري، فدور الفن هو رصد نواقص المجتمع، فاذا كان الاخرون يقدمون افلام الرقص والاستعراض فلهم مجال واسع، انا اخترت رصد مشاكل المغرب من خلال واقع الشباب المغربي، وارى اني قدمت نمودجا ايجابيا لبطل الشريط «علي» الذي يعمل سائق طاكسي يحب امه وهي شخصية جميلة ايضا في الشريط لها حياة عاطفية اتمناها لكل المطلقات، وهناك نوع من الفكاهة في رسم العلاقة بين شخصيات الشريط.

* وهناك ايضا مشاهد رقص مقحمة في الشريط؟

ـ بالعكس فهذا الفيلم الوحيد الذي ليس فيه مشاهد رقص مقحمة عكس الافلام الاخرى، والغرض من المشهد الذي تقصدين هو تمرير اغنية تؤدي دورا دراميا في صيرورة الحكي، اضافة الى ذلك تركت الكاميرا مدة 45 ثانية تتجول، بعين الام، عبر سيقان الفتاة المرشحة لتكون زوجة ابنها علي لان كل الامهات يتمنين لابنائهن اجمل الزوجات.

* ولو كانت راقصة في ملهى! ـ لا، لذلك تراجعت الام عن هذا الاختيار، لانها كانت تريد فقط مشاكسة نادية عشيقة ابنها التي ترفضها زوجة له وهي تعمل في نفس الملهى.

* ما هي الدلالة المباشرة لعنوان الشريط؟

ـ الشريط من انواع الاشرطة السينمائية الصعبة التي تجمع بين البعد الفني والتوعوي، وخلفية اختياري للموضوع هي انه خلال البحث التمهيدي الذي اجريته قبل كتابة السيناريو اكتشفت في المؤتمر العالمي الثاني عشر حول الايدز ان بلدان شمال افريقيا والشرق الاوسط هي البلدان الوحيدة التي لا توفر للامم المتحدة احصائيات حول المرض، لاعتبارات اجتماعية ودينية، لذلك اردت ان اساهم بهذا الشريط في مجال التوعية بخطورة المرض.

* لماذا استعنت بممثلات مبتدئات لاداء الادوار الرئيسية في الشريط بحيث كان الاداء ضعيفا؟

ـ سمعت عكس ماتقولين تماما، وسواء اتقن الاداء ام لم يتقنه فهدفي هو تقديم وجوه جديدة للسينما فمند اكثر من ثلاث سنوات ونحن نشاهد نفس الوجوه: رشيد الوالي امل عيوش ومنى فتو، ولهذا الغرض استقدمت ممثلة مقيمة في بروكسيل هي وهيبة بوعلي التي ادت دور عائشة والكل اثنى على ادائها. لكنهم يريدون ان تبقى نفس الاسماء ويدعون انهم يشجعون الشباب من خلال الاشرطة القصيرة لانها بطبيعة الحال لا تنافسهم على المستوى التجاري.

* كم كانت تكلفة انتاج الشريط؟

ـ لحد الان لم نقم بتحديد التكلفة الاجمالية للشريط لكن المؤكد هو ان الشريط انتج بضعف المبلغ الذي حصلت عليه من صندوق الدعم وخلف كثيرا من الديون.