نحاتة اختارت الحجر للتعبير عن المشاعر والتوازن

السعودية حلوة العطوي تمردت على الفن وقدمت أكثر من 200 قطعة .. لكن بيتها يخلو من التماثيل

TT

فنانة متمردة على الفن التشكيلي اختارت هواية النحت لتنفرد فيه معتبرة انه إذا كان الشاعر يعبر عن داخله من خلال القصيدة فهي تعبر عما في أعماقها بالنحت لتتميز فيه معلنة تمردها على الفنون الأخرى واستطاعت أن تثبت وبجدارة خلال الـ18عاما الماضية انها الفنانة السعودية الوحيدة التي تتعامل مع الحجر، وعدد منحوتاتها تعدت 100 قطعة إلا أن ذلك لم يعطها تأشيرة دخول للبيت السعودي والغريب ان يخلو بيتها أيضا من قطعة حجر صنعتها أناملها. بدأت حلوة العطوي حديثها إلى «الشرق الأوسط» مؤكدة أن أعمالها هي تعبير عن مكنون شخصيتها الغامضة وقالت «اعتقد انني الوحيدة على الساحة الفنية التي مارست النحت على الحجر رغم أن هوايتي تختلف عن مجال عملي ودراستي في الحاسب الآلي . أنا لم اختر النحت ولكن وجدت نفسي تلقائيا اسعى إلى نحت الحجر لترجمة أفكار معينة في رأسي بالإضافة إلى حبي للشيء الملموس وللواقعية».

وشددت على انها امرأة متوازنة في تطلعاتها ومزاجية في أعمالها وفنانة لبعض الوقت، مضيفة: «اعترف انني مزاجية وأبدأ أو اكمل أعمالي كلما جاءت أو حضرت الفكرة التي ابحث عنها فلدي أعمال بدأت منذ 5 سنوات أنهيتها الأيام الماضية فقط».

وأكدت أنها دائما تبحث عن الوسائل التي تعين على تذليل الأحجار بالإضافة إلى أنها لا تبحث على الشهرة وإنما تحب ردة فعل الناس بالنسبة لأعمالها. وقالت الفنانة السعودية حلوة العطوي «مجسماتي وجدت إقبالا وإعجابا وتميزا داخل السعودية وخارجها فقد شاركت في 14 معرضاً محلياً ودولياً منها معارض النخبة الدولي وكنت الفنانة التي نالت أعمالي الاستحسان واختير منها للعرض ثلاثة أعمال، بالاضافة الى مشاركتي في معرض الفن التشكيلي لدول مجلس التعاون الخليجي في عام 1997 بالكويت»، واستطاعت حلوة التغلب على الصعوبات التي واجهتها ومازالت تواجهها والتي من أهمها القوة العضلية لتحريك الحجر ونقله من مكان إلى آخر بالاضافة إلى ما تسببه الأتربة من حساسية سواء في الصدر أو الأنف و الأجهزة الكهربائية المستخدمة للنحت والتي تتعرض دوما للتلف، فقد استخدمت في معرضها الأخير والذي أقيم في مكتبة الملك عبد العزيز بحضور الأميرة حصة الشعلان حرم ولي العهد السعودي وعرضت فيه 22 مجسما وحوالي 200 ورقة صنفرة والتي تستخدم بعد تكوين الشكل العام، والنحت يتطلب مكانا واسعا مفتوحا وهذا غير متوفر حاليا، قائلة إن من يزاول مهنة النحت على الحجر لا بد أن يعشق مهنة النحت. وشددت حلوة العطوي على انه لا توجد دورات متخصصة لتعليم النحت على الحجر والذي قد يعود إلى أسباب دينية وخلفيات اجتماعية وطالبت بتخصيص أماكن داخل المعارض الفنية للمنتجات النحتية وتجهيزات المعارض بالأعمال الخاصة بالنحت، بالإضافة إلى شمول النحات بعين الاهتمام والرعاية وإدراك القيمة الجمالية للمجسم المنحوت وأيضا إقامة دورات وندوات تتحدث عن النحت بشكل عام، والنحت على الحجر بشكل خاص وإقامة معارض محلية ودولية لعرض المجسمات المنحوتة والاهم من ذلك حسب قولها تقدير المرأة السعودية في عملها الفني وخاصة النحتي والأخذ بيديها لتثبت للعالم تفوقها الإبداعي، أما عن افضل أنواع الحجر التي تفضل النحت عليه فأشارت إلى الجرانيت وخاصة القادمة من مدينة تبوك لتميزها بلونها الطيني والتي تعطي إيحاء فخاريا أما الرخام فنظرا لصعوبته فهي لا تنحت عليه، وأوضحت أن المرأة التي تزاول النحت في السعودية غير مشهورة أو معروفة بالمقارنة بالرجل أو المرأة التي تعيش في الخارج بأن ذلك يعود لتخصيص أماكن لتعلم النحاتين أصول النحت بالإضافة إلى حضور المعارض العالمية والاطلاع على الجديد في النحت وأيضا لخلفياته الدينية والاجتماعية والثقافية، أما عن خطوات العمل فقالت «عندما أجد الفكرة والتي ابحث عنها بحيث تكون متميزة اجلب الحجر واحذف الزوائد الموجودة فيه ثم ابدأ في تكوين تصميمي والذي نادرا ما ارسمه على ورق ثم استخدم «الدريل» والأزميل والمطرقة ثم أصنفره بورق خاص بذلك ثم أرشه لإضفاء لون عليه، ومن خلال عملي الذي استمر 18 عاما استطعت أن أنجز 100 مجسم نحتي».