أدنبره تحتفي بالثقافة العربية في مهرجان سينمائي وورشات عمل

TT

أطلقت أدنبره لإطلاق مهرجانها الاحتفائي بالثقافة العربية، والذي تستمر فعالياته على امتداد12 يوماً. والتظاهرة التي يمثل «مهرجان سينما البلدان العربية المطلة على البحر المتوسط» فقرتها الاساسية، بدأت بمحاضرة ألقاها في «فيلم هاوس» الذي يستضيف عروض المهرجان وسط العاصمة الاسكوتلندية، المخرج والسينمائي المصري محمد خان عن السينما المصرية وحياة ابناء جيله من السينمائيين. ثم عروض عشرات الافلام الروائية والقصيرة القادمة من غير بلد عربي وأجنبي، ويُسلط الضوء عبر مجموعة من ورشات العمل على الحجاب ومعانيه الروحية والاجتماعية في المجتمع المسلم.

والجدير بالذكر أن أدنبره هي المحطة الثالثة، بعد باليرمو وبولونيا الايطاليتين، في هذه الاحتفالية بالسينما العربية المتوسطية التي نظمتها مؤسسة «أرشيف بولونيا السينمائي» بالتعاون مع المفوضية الاوروبية التي غطت نفقات المهرجانات. وبعد مهرجان أدنبره الذي قدمت له السلطات المحلية تبرعات مادية، تنتقل الافلام الى كاتوليكا وليتشي الايطاليتين ثم مدريد ولشبونة قبل أن ينتهي بها المطاف في المحطة الاخيرة عمان في أواخر ابريل (نيسان) القادم. ويضم مهرجان أدنبره أشرطة سينمائية من مصر والجزائر وتونس ولبنان وهولندا والمغرب وفرنسا وايطاليا وسورية والبرتغال واسبانيا واسكوتلندا. وتتوزع عروضه حول ستة محاور هي السينما المصرية الحديثة، الوطن والهوية، الذكورية والأنثوية، القاهرة في السينما المصرية، فوضى الشرق الأوسط ومهرجان بيت لحم 2000 وتحية للأرشيف الجزائري. وفضلاً عن عدد من الافلام الوثائقية والقصيرة التي يعرضها المهرجان، سيكون الجمهور الاسكوتلندي على موعد مع 25 فيلماًً روائياً قديماً وجديداً منها «نسيم الروح» (سورية) و«المدينة»(مصر) و«العزيمة» (مصر، 1937) و«الحديقة العاطرة» (الجزائر ـ فرنسا) و«وصايا النساء» (المغرب) و«الصحافيون» (هولندا) و«ناس الدار البيضاء» (المغرب). وقال منسق المهرجان الاسكوتلندي جيمس ماكينزي لـ«الشرق الاوسط»: «لقد بدأنا العمل على المشروع منذ حوالي سنتين. ومهرجاننا يختلف عن سابقيه لجهة عدد الأفلام المعروضة والفنانين الذين سنستضيفهم، إذ فيما أضفنا فيلماً وثائقياً للاسكوتلنديين آين أوبرايان وآلان غروسمان عن الموسيقي الكردي محمد عباس باهرام الذي يعيش في أدنبره، اضطررنا الى ضغط البرنامج والاعتذار عن عدم عرض بعض الافلام التي شاهدها جمهور المهرجانين السابقين».

إلا أن الفارق الاساسي بين أدنبره وغيرها من المدن التي استضافت المهرجان، يتجلى أساساً في ما تشهده العاصمة الاسكوتلندية على هامش الاحتفالية السينمائية بدءاً من الخامس عشر من الشهر الجاري. إذ يقيم المتحف الوطني الاسكوتلندي جملة من النشاطات التثقيفية تحت عنوان «الحجاب في الاسلام: الحقيقة والخيال»، وتشتمل على مناقشات وعروض فنية من خلال مجموعة من ورشات عمل. وقالت الدكتورة أولريكة الخميس التي تنظم المناسبة وتشرف على الورشات لـ«الشرق الاوسط» إن «الهدف الاساسي هو تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الحجاب في حياة المسلم والمسلمة من النواحي الدينية والاجتماعية والانثوية، والتشديد على ثراء هذا الدور بشكل يفضح المغالطات الاستشراقية والغربية الجاهلة لطبيعة هذا العنصر الاساسي في نمط الحياة الاسلامية».

ولا تخفى أهمية الاحتفاء بالثقافة العربية الاسلامية في قلب اسكوتلندا في هذه الفترة. فقد صدرت قبل أيام أحكام لوكربي، التي تسببت في تصدع العلاقات الاسكوتلندية مع دول عربية. إلا أن التظاهرة، في بعض وجوهها، جاءت في الوقت المناسب لتعبر عن تقدير اسكوتلندا للثقافة العربية الاسلامية مؤكدة للعرب المقيمين هناك أن تقاليدهم وثقافتهم الأم هي عنصر جوهري من عناصر المجتمع الاسكوتلندي التعددي. وهل أدل على هذه الرغبة في التواصل مع العربي كمواطن مرغوب به من حرص المهرجان على استضافة عدد من طالبي اللجوء العرب الموجودين في اسكوتلندا ليكونوا في مقدمة الحضور؟