تجربة تقديم الأخبار بالأمازيغية في التلفزيون المغربي بين الصعوبات الحالية وطموحات المستقبل

TT

انطلقت منذ سنوات بالمغرب تجربة بث الأخبار في التلفزيون المغربي (القناة الاولى) باللهجات الامازيغية، مما ألقى على القائمين بتلك التجربة مسؤوليات صحافية ولغوية وتقنية، ومواجهة صعوبات. تتحدث عن بعضها احدى عنصر الطاقم الاذاعي، الذي تعود الجمهور على رؤيته في الشاشة الصغيرة.

تقول رابحة احرضان اعلامية الخلية الأمازيغية بالقناة الاولى، إن العمل بهذا القسم يفرض اكراهات بالنظر الى الخمس عشرة دقيقة، المخصصة لأخبار اللهجات الثلاث: تارفيت وتامزيغت وتاشلحيت. وتؤكد أنه منذ عشر سنوات مرت على تاريخ انطلاق بث النشرة اليومية بالامازيغية، بقي الضغط الزمني المتحكم السلبي في تقديم اخبار الاربع وعشرين ساعة، من احداث دولية ووطنية وأنشطة ملكية وكذا روبرتاجات، ولعل هذا العامل هو السبب المباشر في عدم تقديم أية اضافات جديدة او تطوير اكيد لهذه التجربة. فيما لا زالت مقترحات انتاج برامج بالامازيغية في التلفزيون المغربي على غرار المعمول به في الاذاعة الوطنية، مجرد مشاريع لم يتم البت في أمرها.

وعن كيفية تحرير الخبر في خلية باللهجات الثلاث تقول رابحة احرضان، انها اعتمدت اللاتينية في بداية عملها بالقناة الاولى سنة 1994، بما يعني ان اللهجة تنطق كما تكتب بالحروف اللاتينية، الا انها في السنوات الاخيرة ومع الانطلاق الفعلي في تحديد رسوم الحرف الامازيغي، بدأت تكتب بتيفيناغ، وهي الخطوة التي تطلبت منها اعتماد مراجع مهتمة باللغة تحديدا، وبكيفية النطق، وكذلك مراجع عن التراث الامازيغي عموما. وتعتقد ايضا ان ما يميز العمل بهذه الخلية هو استحالة ان يقدم صحافي عملا صحافيا آخر، لأن طريقة كتابة الخبر تختلف بين الزملاء بنفس الخلية، حيث يعتمد بعض المحررين للغة العربية في كتابة الخبر، الذي يبث بالامازيغية، وتعتبر من جهتها ان ما تسميه تجاوزا الاعلام الامازيغي، ينبغي ان يطور امكانياته بدءا من تأكيد لغة العمل والتمرير باللهجات الثلاث.

وعن حدود الاختلاف بين الخطاب اليومي والخطاب الاعلامي الذي قد يبدو هو نفسه، توضح رابحة احرضان انها في بدايتها بالاذاعة كانت تعتمد نفس الخطاب، الذي تربت عليه في البيت، لكن تبين لها، من خلال توجيهات اعلاميين سابقين عليها بالاذاعة، ضرورة عدم الخلط بين امازيغية البيت والامازيغية المستعملة في التخاطب مع المستمع او المشاهد، وهذا ما يؤكد ضرورة تخصيص لقاءات للتكوين في مجال الاعلام الامازيغي، حتى يتجاوز التعامل مع هذه الخلية بنوع من العفوية.

وتضيف، لعل هذا ما جعلنا في التغييرات الأخيرة التي عرفها الاعلام المرئي والسمعي المغربي، نعمل على البحث عن الكلمات التقنية الموحدة، التي تشترك فيها اللهجات الثلاث، وذلك اعتمادا على لسانيين متخصصين وباحثين في هذا المجال.