السينما ليست بديلا

حازم الجريان

TT

«السينما ليست مجرد بديل للشباب عن ارتياد المقاهي، كما أنها ليست مجرد فرصة اقتصادية لرجال الأعمال، إنها ليست فرصة لاحتواء الشباب، أو مجرد تطور تقني يعطي للمشاهد جوا سينمائيا أكثر تأثيرا وإبهارا مما توفره أجهزة الفيديو أو الـ«دي في دي». هذا ما كنت أردده يوم السبت الماضي بعد أن قرأت باهتمام شديد التحقيق الذي نشره الزميلان فيصل عباس وعبد القادر محمد في قسم المحليات في صحيفة «الشرق الأوسط»، كان التحقيق عن غياب صالات السينما في السعودية، وعن البدائل المتوفرة للشباب والعائلات السعودية.

وقد استعرض عدة آراء ما بين علماء اجتماع ورجال أعمال ورجال دين ومسؤولين حكوميين بالإضافة إلى رأي أحد أطراف الوسط السينمائي السعودي ممثلا في المخرجة السعودية هيفاء المنصور.

ما يهمني هنا هو الأسباب التي تدعو البعض إلى تأييد وجود صالات السينما، ليس في ذلك التحقيق المنشور وحسب ، بل وفي كل نقاش يدور حول وجود صالات السينما في السعودية، سواء كان على الإنترنت أو في الصحف أو حتى في مجالس السعوديين الخاصة ، تلك الآراء وبحسن نية تجعل من السينما، في أفضل أحوالها، بديلا لاحتواء الشباب أو طريقة تحفظهم من «التفحيط والدوران في الشوارع»، أو أنها وسيلة لتمضية الوقت للعائلات السعودية التي لا تستطيع السفر في الإجازات والأعياد. ورغم أنني أوقن جيدا بأن كل ما سبق صحيح بلا شك في حالة وجود صالات السينما في البلد، إلا أن حصر الأسباب والدوافع في هذه الزاوية الضيقة، التي تجعل السينما «أخف الضررين»، هو بلا شك قصور شديد ومقلق ليس في فهم السينما ودورها الثقافي في التواصل والتعبير فحسب، بل حتى في الموقف تجاه الفن عموما.

ما أود أن أقوله باختصار، إن أردنا أن نفتح صالات السينما في السعودية فلنفعل ذلك، لأننا نريد السينما لذاتها، لسحرها و ظمتها، لقدرتها الهائلة على التعبير ومد الجسور، وقبل ذلك كله، نحن نريدها لأنها حق أساسي ومشروع لكل إنسان، وليست مجرد وسيلة لحفظ إطارات السيارات من عبث الشباب.

[email protected]