الممثلة المغربية : يحزنني أن يتحول الممثل المغربي إلى «كومبارس» للأعمال السورية

عالية الركاب لـ «الشرق الاوسط» : أنا على وشك الطلاق والسبب عملي

TT

أوضحت الممثلة المغربية عالية الركاب، انها لا تسعى الى الظهور المكثف عبر وسائل الاعلام، من دون مناسبة، بل تفضل مقابل ذلك ان يكون حضورها مرتبطا بتقديم اعمال «نوعية»، واشارت الركاب، التي تتميز بطريقة اداء تلقائية جدا، الى انها منبهرة بأداء الممثلات الاميركيات وتعتبرهن «قدوة» لها في مجال التشخيص، في الوقت الذي انتقدت فيه اداء الممثلات العربيات. وعالية الركاب هي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي عام 2000، تعرف عليها الجمهور المغربي للمرة الاولى من خلال دور صغير في سلسلة «الخادمات» للمخرج عبد الرحمن ملين، التي عرضت على القناة التلفزيونية الاولى عام 1997، بعدها مثلت في المسلسل السوري «الفصول الاربعة» للمخرج حاتم علي، فتوالت بعد ذلك، مشاركاتها في الاعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، من بينها فيلم «قصة وردة» للمخرج السينمائي، عبد المجيد رشيش، وافلام «قلق» و«الوصية» و«قصة حب» للمخرج حكيم النوري و«الريح» لكمال الصباري، كما شاركت في المسلسل السوري «الشتات». «الشرق الأوسط» التقت عالية الركاب وأجرت معها الحوار التالي:

* ما هي آخر الأعمال التي شاركت فيها ولم تعرض بعد؟ ـ شاركت في مسلسل بعنوان: «السلكة» للمخرج محمد منخار مكون من 15 حلقة، وفيلم «حتى اشعار آخر» من اخراج محمد قصايب وانتاج فاطمة التواتي، ومسلسل فكاهي بعنوان «كانوا هنا» مع فلان ومصطفى الدسوكين، ومسلسل «جيران الحومة»، للمخرج عبد الرحمن ملين والفيلم السينمائى «ابواب الجنة»، من اخراج سهيل وعماد النوري ابني المخرج حكيم النوري، الذي سيمثل في الفيلم، وكل هذه الاعمال ستعرض قريبا.

* كيف تقيمين مشاركتك في الاعمال التلفزيونية والسينمائية على مستوى نوعية الادوار التي تسند اليك؟ ـ اعتبر نفسي محظوظة، لأن جل الأدوار التي اسندت الى، كانت مناسبة، سواء في الاعمال التي عرضت، او تلك التي لم تعرض بعد، باستثناء دور واحد مثلته من دون اقتناع، بل مجاملة فقط، ولن اسامح نفسي قط على ذلك، الا ان هذا لا يمنع من كوني استفدت ايضا من تلك التجربة.

* عن أي دور تتحدثين؟

ـ دوري في فيلم «قصة وردة» لعبد المجيد رشيش، ليس لأنه دور صغير، بل لأن الشخصية التي اديتها كانت غير ملائمة تماما.

* هل يعني ذلك، أن الدور كان مسيئا لك؟

- لا، لاعلاقة للامر بالاساءة، فالممثل لا يمكن ان يشترط اداء ادوار بعينها، بل مطلوب منه ان يتقمص جميع الشخصيات التي نجدها في الواقع، وان كان المجتمع يحتقرها، فأنا مثلا لا ارفض لعب دور فتاة ليل، بيد اني ارفض مطلقا ان تلتصق بي هذه الشخصية، وتصبح بصمة تميزني، لدرجة ان يقول الجمهور عني، إني لا اجيد الا مثل هذه الادوار. ومن حسن حظي، لدي تنوع كبير في الادوار، من خلال الاعمال الجديدة التي ذكرتها، فقد لعبت دور فتاة مراهقة، ودور ام لديها ابنة عمرها ثلاثون عاما، وفي عمل آخر اديت شخصية كاتبة. شحصيا انا راضية عن ادواري في كل هذه الاعمال، لكن يبقى انتظار رأي الجمهور والصحافة.

* على ذكر الصحافة، يلاحظ وجود علاقة غير ودية في اغلب الاحيان بين الممثلين والمخرجين المغاربة والصحافة، بسبب النقد العنيف الموجه للانتاجات المغربية، ما هو تعليقك؟

ـ أومن بأن النقد البناء، يساهم في الرفع من مستوى انتاجاتنا الدرامية والكوميدية، لكن للاسف يوجد عدد كبير من المتطفلين على ميدان النقد التلفزيوني، ممن ليست لديهم أية دراية بآليات العمل الفني، وليسوا متابعين، بل من بينهم من ينتقد عملا تلفزيونيا او سينمائيا لم يشاهده، ويحرر مقالات طويلة وعريضة يحطم فيها العمل ككل، واعتقد ان هذا أمر غير مقبول.

* ولكن ألا ترين أن أغلب الأعمال تستحق ما يوجه لها من نقد؟

ـ في اعتقادي، ان نقطة الضعف التي تعاني منها الدراما المغربية، هي هشاشة السيناريو المكتوب لهذه الاعمال، اذ ليس لدينا مهنيون متخصصون في كتابة السيناريو، في حين، لدينا مخرجون وممثلون اكفاء، عكس ما هو حاصل في الدراما المصرية على سبيل المثال، فقوة السيناريو في الاعمال المصرية هي التي تجتذب المشاهد لمتابعة احداث المسلسل، بالرغم من ان الاخراج لديهم ضعيف، واداء بعض الممثلين متصنع جدا ومسرحي، فنحن لدينا مؤهلات لتقديم اعمال جيدة في المستقبل.

* وما رأيك في اداء «نجمات» السينما المصرية، سابقا، اللواتي عدن بقوة الى التلفزيون؟

ـ اعتبر نفسي اني ما زلت اتعلم، والممثلات اللواتي اقتدي بهن لسن مصريات ولا سوريات، بل اميركيات، اذ اعتبرهن مدرسة في الأداء بالنسبة لي، واعيد مشاهدة افلامهن اكثر من مرة، لأني اجد نفسي منبهرة جدا بطريقة ادائهن وتقمصهن للشخصيات. من بينهن: سندرا بلوك، وساندرا اندرسون وميك رايان، ومن الممثلين الرجال نيكولاس كيك، وبراد بيت، وغيرهم. اما بالنسبة للممثلين المصريين، يعجبني اداء محمود عبد العزيز وأحمد زكي.

* لماذا انت بعيدة عن الحضور الاعلامي؟

ـ هذا صحيح، وتوجه لي كثيرا هذه الملاحظة، والسر في ذلك، هو اني لا ابادر ابدا للاتصال بالصحافيين او مقدمي البرامج التلفزيونية، بغرض اجراء حوارات، كما يفعل بعض الممثلين والممثلات، الذين تجدهم يدعون الصحافيين لوجبات الغذاء والعشاء، ويمدونهم بأغلفة مالية، للكتابة عنهم والاشادة بأعمالهم في الصحف. ومن جهة اخرى لا يهمني الظهور المتكرر في وسائل الاعلام، بمناسبة ومن دونها، كما يفعل البعض، بل افضل ان يكون حضوري مرتبطا بأعمال نوعية ولا اكترث لما يفعله الآخرون من حولي.

* وكيف هي علاقتك بالمخرجين، الا تبادرين ايضا للاتصال بهم؟

ـ ابدا،لا افرض نفسي على اي واحد منهم، ولا اوافق على العمل مع احدهم، الا اذا شعرت بأن الدور الذي اسنده الي، نابع من اقتناعه بأدائي، وبأني الانسب لتقمص تلك الشخصية، وليس فقط لملء الفراغ، أو لأن شخصا ما توسط لي لدى المخرج. واتمنى ان لا يفسر كلامي على انه غرور، هو فقط اعتداد بالنفس، واحترام لعملي.

* كيف تقيمين تجربتك في المشاركة في الأعمال السورية؟

ـ بصراحة، بالرغم من انها اعمال متميزة، تضم ممثلين كبارا، واستفدت منها ماديا ومعنويا، الا اني افضل عنها الاعمال المغربية، وهذا الامر ينطبق عليه المثل القائل: «قطران بلادي افضل من عسل البلدان»، فمشاركتي في الاعمال السورية لا يشعرني بنفس الفخر والسرور الذي اشعر به وانا امثل في عمل مغربي، بل الشعور الذي ينتابني هو اني ضائعة وسط الازدحام.

* وهل سبب هذا الشعور، هو ان معظم الممثلين المغاربة، وحتى المعروفين منهم، ليسوا سوى «كومبارس» في الاعمال السورية؟

ـ نعم، هذه نقطة مهمة، فربما انانيتي تدفعني لقبول دور صغير في عمل مغربي، على ان اتحول الى مجرد «كومبارس» في عمل أجنبي، وبصراحة هذا الامر يحز في نفسي، الا ان لكل ممثل دوافعه الخاصة لقبول المشاركة في الاعمال العربية، ربما بحثا عن الشهرة او التجربة او لأسباب مادية.

* قلت إنك مثلت في حلقات سلسلة كوميدية لم تعرض بعد، الا ترين أن المشاركة في الاعمال الكوميدية، اصبحت مغامرة، بسبب تدني مستوى هذه الاعمال؟

ـ مثلت في حلقتين فقط، في سلسلة بعنوان «كانوا هنا» مع فلان ومصطفى الدسوكين، انا مقتنعة بدوري في الحلقتين، ولا اتحمل مستوى السلسلة ككل، واشير الى ان الكوميديا اصعب من الدراما، وليس كل من يمثل لديه مؤهلات لاضحاك الآخرين، الكوميديا تحتاج الى دراسة وعمق، والكوميدي يجب ان يكون دقيق الملاحظة، ويستوحي مواضيعه بذكاء، من المحيط الاجتماعي.

* كيف هي علاقتك بالوسط الفني المغربي؟

ـ أنا أومن بالمثل القائل «اخوك في الحرفة عدوك»، طبعا هذا المثل لا ينطبق على الجميع، فهناك ممثلات تربطهن علاقة متينة، لكن بالنسبة الي، ليس لدي صديقات من الوسط الفني، بل من خارجه، وقد حاولت ربط علاقة صداقة مع زميلات في المهنة، لكن المحاولة فشلت، بسبب وجود نوع من «الحساسية»، واحيانا الغيرة، لأن العلاقات من نفس الوسط المهني، لا تكون مبنية على الصراحة والصدق.

* وماذا عن حياتك الخاصة، هل هناك خطوبة أو زواج أو طلاق؟

ـ أنا على وشك الطلاق، والسبب هو عملي، وهذه المرة الثانية التي افشل فيها في حياتي الخاصة، ففي المرة الاولى فسخت خطوبتي لأن خطيبي خيرني بينه وبين التمثيل، فاخترت التمثيل، وقبل عام تزوجت، وأنا الآن كما قلت لك، على وشك الطلاق، بسبب عملي ايضا.

* والى متى ستضحين بحياتك الخاصة من اجل التمثيل؟

ـ أنا بدوري اطرح على نفسي هذا السؤال، واقول الى متى سأظل من دون زوج واطفال، واعترف بأنني انا المقصرة، فالعمل يسرقني من بيتي لدرجة اني اتغيب لمدة طويلة عنه، وانسى نفسي تماما اثناء التصوير، فأي زوج ومهما كان متفهما، لن يقبل بهذا الوضع، الا اني اصبح زوجة مثالية في وقت الفراغ!. ربما اذا ارتبطت برجل من الوسط الفني، قد يكون متفهما اكثر لظروف عملي، واوجه عبر «الشرق الأوسط» نداء الى من يرغب في الارتباط بي ويتفهم مدى عشقي وارتباطي بالتمثيل، واؤكد له بأني سوف احبه!